إعلان

أكبر فاعلية للنحت بمصر.. حكاية 50 يومًا من الابداع في أسوان

01:37 م الجمعة 09 مارس 2018

أكبر فاعلية للنحت بمصر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:
في ساحة واسعة، تطل على نهر النيل بأسوان، تقف الفنانة "هدير إدريس" أمام كتلة كبيرة من الجرانيت، تنهمك برفقة مساعد لها في تحويل الحجر إلى قطعة فنية، ضمن الدورة 23 من فاعليات سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت، الذي يضم عدد من النحاتين الأجانب والمصريين-وفق عصام درويش عضو باللجنة العليا لسمبوزيوم.

الدورة الأولى لـ "سمبوزيوم" دُشنت في أسوان عام 1988، باقتراح من الفنان آدم حنين، لتتحول الفكرة إلى أحد أهم الفاعليات الخاصة بالنحت في مصر، لذا يهتم الفنانين بالانضمام لها. تقول إدريس "كان فيه مسابقة من هيئة التنمية الثقافية، قدمت فيها بعمل مصغر عن الطبيعة والإنسان".

صورة 1

اختارت إدارة "سبموزيوم" 16 فنان للمشاركة في الحدث الكبير، من مصر ودول العالم "الهند وأوكرانيا وجورجيا" بعد أن استقبلت نحو 150 عملًا فنيًا من بينها "ماكيت" لإدريس التي تلقت خبر قبولها بسعادة، وانطلقت على الفور إلى أسوان لبدء المشاركة.

على مدار 50 يومًا لكبار الفنانين، و25 يومًا للمنضمين لورش "سبموزيوم" مثل إدريس، ينشغل الجميع بإتمام عملهم الفني بإتقان شديد ودقة متناهية للخروج في أبهى صورة "وفرولنا مكان مفتوح على النيل، اختارنا أول ما وصلنا كتل جرانيت مناسبة لحجم كل عمل وبدأنا الشغل" كما تذكر الفنانة الشابة.

صورة 2

مشهد رأسي من ساحة العمل، لوحة بديعة متحركة، 14 نحات كلا منهم يقف أمام كتل الجرانيت، تتشكل أعمالهم الفنية لحظة بلحظة بالجهد والعمل المتواصل، يرى درويش إن هذا هو الهدف من الفاعلية "تنشيط مجال النحت في مصر، وتخريج أجيال جديدة من النحاتين المهرة".

مع الساعات الأولى للصباح، يبدأ العمل، الذي يمتد حتى غروب الشمس، يتخللها ساعات راحة وتناول الغداء. كل فنان لديه معداته وأدواته التي يعمل بها "بنستخدم الصواريخ والمطرقة والشواكيش والأزميل" فيما يقف بجوارهم عامل مُساعد لهم "بيساعد في الشغل التقيل زي استخدام الصاروخ الكبير، أو الدقدقة في الجرانيت، بكون موجودة معاه بوجهه، وبشتغل بإيدي".

3

خلال الفاعلية، يحاول القائمون على "سمبوزيوم" الترفيه عن النحاتين "بنعملهم زيارات داخل المكان ورحلات عشان الأجانب كمان يتعرفوا على البلد" هو جزء من أسباب اختيار محافظة أسوان لاستضافة الحدث "وكمان لأن المحافظة غنية بالجرانيت اللي بيستخدم في عمليات النحت".

قبل ساعات من نهاية المشوار الذي خاضته إدريس في "سمبوزيوم" تعتقد أنها تجربة جيدة تمنت خوضها من سنوات عديدة "لما كانوا بيعلنوا عنها في الكلية، الكُل بيبقى مهتم يبعت ويشارك" تنظر إلى عملها الفني باهتمام منتظرة رد الفعل حوله في حفل الختام "هو على شكل مومياء، وبيربط بين الطبيعة والبني آدم".

صورة 4

مع نهاية الفاعلية الهامة، يُكرم كافة الفنانين المشاركين بشهادات تقدير، في حفل تحضره وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، مع عرض لكافة أعمالهم "هيتم نقلها لمتحف مفتوح في أسوان بيجمع المئات من الأعمال الفنية" بحسب درويش. فيما تحلم إدريس بخوض تجارب مماثلة في دول أُخرى "أجرب حاجات جديدة، النحت على حجر مختلف أو خشب أو طين، لأن النحت أكبر متعة في الحياة".

 

فيديو قد يعجبك: