إعلان

أول يوم "أوبر وكريم" بعد حكم الوقف.. سائقون: "لو اتطبق فيها خراب بيوت"

06:17 م الأربعاء 21 مارس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- علياء رفعت:

مساء أمس، جلس "أسامة فتحي"، مثل غيره من "كباتن" شركتي أوبر وكريم، يفكر فيما سيفعل بعد صدور حكم من محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة بوقف عمل الشركتين في مصر. غلب الحزن والأرق الشاب الثلاثيني قبل أن تأتيه رسالة الفرج من الشركة أخبرتهم بأن العمل سيسير كما هو دون تغيير أو توقف.

في الصباح، نزل فتحي وزملاؤه من "كباتن" الشركتين للعمل، لكن صاحبتهم هواجس ومخاوف عدة.. "مصراوي" عايش أول يوم بعد الحكم مع 3 من سائقي الشركتين.

1

في الحادية عشرة صباحًا، كان "أسامة فتحي" على استعداد لتلقي طلب رحلته القادمة المتوجهة إلى رمسيس، بعد أن أنهى لتوه رحلة بمدينة نصر.

منذ التاسعة صباحًا وأسامة يتلقى الرحلات واحدة تلو الأخرى بعد أن نزل للعمل باكرًا وقد اطمأن قلبه أن يوم العمل سيسير على ما يرام وفق الرسالة التي أنارت هاتفه، أمس "مكنش ممكن أبدًا يوقفونا، دي فيها خراب بيوت لناس كتير".

برغم توقعات الشاب الثلاثيني بصعوبة توقيف خدمات الشركتين، إلا أنه اهتز عقب سماعه بحكم المحكمة أمس. "طيب أنا عندي الكافية بتاعي وده مصدر دخلي الأساسي، لكن فيه ناس تانية خدمة أوبر وكريم هى لقمة عيشهم" يقولها فتحي شارحًا أنه اتجه للعمل بشركة "أوبر" لقضاء وقت فراغه صباحًا لزيادة رزقه أما ليلًا فهو يدير عمله بالكافية الذي يملكه، غير أن هناك العديد ممن لا يملكون مصدرًا آخر للرزق بخلاف عملهم على تلك الخدمة التي تقدمها الشركتين، "في ناس صحابي استلفوا عشان يدفعوا مقدم عربية يشغلوها مع أوبر وكريم وياكلوا منها عيش، لو وقفوا الشركتين عن العمل الناس دي مش هتلاقى تاكل وبيوتها هتتخرب من الأقساط".

تقنين الوضع الحالي وفق ما يقره القانون، هو الحل الوحيد الذي يراه "فتحي" للخروج من ذلك المأزق، "لو عاوزينا ندفع ضرايب كعربيات ندفع إنما مينفعش يوقفونا.. وبعدين الشركة بتاخد مننا نسبة 20% على كل رحلة والمفروض إن النسبة دي بيدفعوا منها ضرايب غير الربح". بغضبِ يطغى على ملامحه يقولها الشاب مُشيرًا إلى أن "أوبر" و"كريم" أصبحتا جزءًا لا يتجزأ من واقع المصريين اليومي والحل ليس وقفهما، وإنما تقنين أوضاعهما وفق ما يتفق والقانون.

في 10 إبريل الماضي، وافق مجلس الوزراء، على مشروع قانون لتنظيم خدمات شركات نقل الركاب في السيارات الخاصة باستخدام تكنولوجيا المعلومات، وأحاله إلى مجلس الدولة، بما يضمن حماية المنظومة القائمة وتنظيم دخول أطراف جديدة.

وينص مشروع القانون، على منح تراخيص تشغيل للعربات الخاصة التي تعمل ضمن المنظومة، في ضوء عدد المركبات العاملة في كل شركة، بما لا يخالف أحكام قانون المرور، ووفقا للقواعد والإجراءات والشروط وضوابط التعريفة التي سيصدر بها قرار من وزير النقل، بالتنسيق مع وزيري الداخلية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

2

على جانب الطريق بالقرب من محطة مصر، كان موعدنا مع السائق "عمرو محمد" في أول رحلة يقوم بها عقب الانتهاء من عمله الأساسي، "يا دوب لسه مخلص شوية ورق في المحكمة وقولت أطلع استفتح".

منذ حوالي ثمانية أشهر قرر الشاب العشريني السعي لزيادة لرزقه لاتمام اجراءات الزواج التي تتطلب أموالًا هائلة. نصحه أحد الأصدقاء بشراء سيارة جديدة والعمل لدى شركتي "أوبر" أو "كريم" مما سيساهم في زيادة دخله.

اقتنع الشاب بنصيحة الأصدقاء، ودفع "تحويشه العمر" في مقدم سيارة يقوم بتقسيط باقي مبلغها مما يحصله من العمل على أوبر"في شباب بالهبل هتتخرب بيوتها لو المشروع ده وقف، لأنهم شاريين العربيات بالقسط وبيسددوا البنوك، البنوك كمان هتضر وإما تخسر أو تحجز على العربيات ويدخلوا الشباب السجن". هكذا يرى "عمرو" الحال إذا ما تم توقيف الشركتين عن العمل داخل مصر، إلى جانب زيادة نسبة البطالة بشكل ملحوظ كما يخشى "المشروع ده شغل شباب كتير مكنش لاقي وقاعد ع القهوة، لو اتقفل هنرجع للصفر تاني، والناس مش هتسكت".

3

فقدان مصدر الدخل الموازي لعمله كمحامي لم يكن أكثر ما يؤرق عمرو منذ علم بحكم المحكمة، "فِكري كله كان في الناس اللي مش هتقدر تسدد أقساط عربياتها وهيتحسبوا لو ده حصل.. أنا فاضلي حاجات بسيطة في القسط لكن في ناس ممكن حياتها تدمر". فدخول أوبر وكريم السوق مصري يراه عمرو سببًا في رواج اقتصادي هائل عمل على تشغيل العديد من الشباب وسهل شراء السيارات للحاجة إليها رغم ارتفاع أسعارها في الآونة الأخيرة، أما قرار وقف نشاط الشركتين بحسب ما يراه الشاب "خراب ع الكل".

4

في الثانية ظهرًا، كان "على شحاتة" يستقبل ثالث رحلة له يعد يوم عملِ شاق بوزارة التربية والتعليم، فالرجل الأربعيني يعمل كمحاسب بالوزارة منذ خمسة عشر عامًا وبرغم ذلك لم يتجاوز راتبه الألفين جنيه "كان لازم أدور على سبيل تاني أزود بيه رزقي، الحياة غالية والألفين جنيه معملوش حاجة مع وجود 3 عيال".

قرار إيقاف نشاط الشركتين نزل على "علي" أمس كالصاعقة "الموضوع بقاله سنة في المحكمة بس عمري ما تخيلت إن الحكم ممكن يجي بتوقيف الشركتين"، يقولها وهو يفكر في الحال الذي سيصل إليه كُل من يعمل باستخدام تلك الخدمة "في ناس كتير هتتئذي من القرار ده لو الاستئناف على الحكم مجاش لصالح الشركتين".

رغم ذلك يرى الرجل الأربعيني أن تلك الشركات تلتزم بكل المعايير العالمية لراحة الزبائن وضمان أمانهم، ولهذا لجأ إليها العديد من المصريين الذين أصبحوا لا يستغنون عنها "بيوقفوا اللي يخدم الناس، ويسيبوا اللي يضرهم ويخطفهم، مش فاهم ليه محدش بيوقف أو يتكلم عن التوكتوك اللي مالي الشوارع وجايبلنا البلاوي!".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان