إعلان

إسماعيل نصر الدين.. نائب "شوادر اللحمة" الساعي لتعديل الدستور

08:03 م الإثنين 28 أغسطس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت– يسرا سلامة:

من بين سبع مهام لعضو مجلس الشعب، اختار النائب "إسماعيل نصر الدين" التقاط "حق تعديل الدستور"، لكي يتقدم بها إلى المشهد السياسي مؤخرا، ويعرف باسم مقترحه "نائب تعديل الدستور". تدرج نصر الدين إلى السياسة من 2005، ليدخل مرشحا مستقلا، يخسر أمام "السيد مشعل" وزير الإنتاج الحربي وعضو الحزب الوطني، يتعلم المرشح الخاسر الدرس، ليعود في انتخابات 2010 مرشحا عن الحزب ذاته، ويفوز بمقعد في مجلس الشورى في 2010، يبتهج فرحا، يحتفل بخمسة شوادر من اللحوم البلدي بمنطقة التبين، لم يلبث إلا وينحل "الشورى" بحلول ربيع يناير.

تعيد 30 يونيو له الأمل مرة أخرى؛ النائب الذي تقدم بمقترح لتعديل المادة 140 من الدستور، لتمديد مدة الرئيس بالحكم، تجدد انضمامه للمجلس الحالي تلك المرة من بوابة ائتلاف دعم مصر، في دائرة تنافس فيها 53 مرشحا على أربعة مقاعد بدائرة حلوان والمعصرة، حصل فيها على مقعد بشعار "لا للبطالة بحلوان"، اعترف بوجود المال السياسي في الدائرة، فاز بعد حصوله على 23683 صوتا انتخابيًا، ويصبح الرقم 45 في المجلس. يروج لنفسه إبان الترشح وحتى الآن باسم "ابن حلوان البار".

انضم النائب إلى لجنة الإسكان بمجلس النواب، يعتبر نصر الدين قانون الإيجار القديم مشروعه الأهم تحت القبة، وذلك لفض الاشتباك بين المالك والمستأجر، وعد النائب في تصريح تلفزيوني أن القانون لا يهدف لطرد أحد "لن تُطرد أي أسرة ساكنة تحت أي ظرف، لا يمكن أن يقبل بأن يكون كيلو اللحمة بـ150 جنيه، وإيجار الشقة 10 جنيه". مشروع آخر يعتزم النائب العمل عليه هو التصالح على المباني المخالفة، كونه رئيس لجنة تقصي حقائق على 5 شركات للبناء منها شركة مصر للبناء والتعمير وشركة النصر للإسكان الجديدة، ومراجعة أوراقها، بعد مخالفات تقدر بـ15 مليار جنيه، بحسب تصريحه، لكن لم تظهر نتائج اللجنة حتى الآن.

المهندس الاستشاري منذ 43 عامًا، لا يقتصر وجوده تحت القبة، يظهر متجولًا بملبس رياضي بين أبناء دائرته في مناسبات عدة، أعياد وليالي رمضانية، يهمس في أذن أبناء قريته "عايز الشباب يخلص تعليم من هنا ويلاقي فرصة عمل.. عايزين نغير نظرتنا للعمل، المؤهل مش كل حاجة"، يعتبر ذلك الحل لأزمة البطالة التي حاربها وقت ترشحه. يهنيء أبناء دائرته بالعيد عبر موقع فيسبوك، الذي يذكره في فيديو لاحق أنه "رجعي" في التعامل معه، رغم نشاطه الدائم عبر صفحته وحسابه الرسمي.

لا يتوانى نصر الدين عن تكرار كلمات للرئيس السيسي، "كونوا كما قال الرئيس.. هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه"، موجها خطابه للحكومة تحت قبة البرلمان، ابن حلوان يعتبر نفسه مقتنعا بالفكر الوسطي الإسلامي. يهاجم الحكومة في أحاديثه، مثل كلمته عقب أحداث سيول رأس غارب، التي وقعت في أكتوبر الماضي، قائلا "لا يمكن أن يمر السيل دون حساب، سنحاسب أمام الله والشعب إذا لم تتم محاسبة المسؤولين على الفساد". انتقد تجاهل الحكومة لعدم حضور الاستجوبات، وقال "إحنا لما بنطلب الحكومة تيجي البرلمان مش عشان نحب بعض ولا نشرب شاي.. تعالوا شوفوا الشعب اللي بيئن".

ومن حديث السيسي إلى مشروعاته، يرى نصر الدين أن العاصمة الإدارية نقلة حضارية غير مسبوقة في تاريخ مصر، وفقا لحوار معه على قناة النيل للأخبار في مايو الماضي، مضيفًا "حجم الاستثمارات في العاصمة الإدارية فاق كل التوقعات".

انتقد نصر الدين المجموعة الاقتصادية بالحكومة، قائلا "تعالوا شوفوا إزاي نحط حلول لدولار سبتوه يرتفع 3 أضعاف"، وأشار إلى إن الحكومة ليس لديها رؤية في أزمة الدولار، مضيفا "فيه مجموعة اقتصادية مش عارفة تحط حلول لأزمة الدولار، فين الحكومة اللي بتحط السياسة الصح، بقول للحكومة كلمة واحدة استقيلوا يرحمكم الله".

عضو لجنة الإسكان كذلك هاجم أداء المحليات، في تصريح صحفي، قائلا "أتحدى يكون شارع واحد بيتعمل على مستوى مصر مطابق للمواصفات، وأشك أن هناك علاقة مريبة بين الأحياء ومقاولى الطرق". وإلى أرض الواقع، تحمس النائب لتقديم طلبات حول تخصيص قطعة أرض للنادي الرياضي بحلوان، استجواب وزير الصحة في وفاة 3 حالات بمنطقة العزبة البحرية بمدينة حلوان، نتيجة عدم وجود قسم لعلاج الحروق الخطرة بمستشفى حلوان العام.

يعتبر النائب أن "الوطنية" هي الدافع الأساسي لتقديمه مقترح تعديل المادة 140، من أجل أن تمتد لست سنوات بدلا من أربعة، توقف النائب الستيني أمام صياغة المادة، يرى أن السنوات الأربعة ليست كافية لمحاسبة الرئيس "إحنا بلد نامية، ومحتاجين خطة خماسية للتنمية، ونص سنة عشان نناقش الرئيس، ونص تاني عشان نحاسبه، نص مشروعات السيسي لسه مخلصتش". يقول النائب في لقاء مع الإعلامي أحمد موسى بمناظرة للدفاع عن مقترحه.

عقب اتهامه بمنافقة النظام، رد النائب قائلا "بلغت من العمر 64، ومركب 3 دعامات، أنا لا أسعى لمصلحة بني آدم، لكن بحب الشعب وجوا عروقي ودمي، وأحب أخدم الشعب". يعتبر النائب أن الدستور تم في ظروف استثنائية، ويجب تعديله الآن. الدستور وافق عليه 19 مليوناً و985 ألف صوت، بنسبة 98% من جملة المصوتين بالاستفتاء.

"متحمس أعدل الدستور النهاردة قبل بكرة".. يقولها نصر الدين، مدافعا عن مقترحه، يتابع "هدي المسافة الكافية للإصلاح، الأسر مضغوطة" يردف النائب في فيديو أذاعه بالأمس عبر فيسبوك، يتابع "الدستور لا يوجد به مادة لمعرفة كيفية تعديله"، يشد النائب الأدلة لتعديل المادة "محتاجين 120 صوت لعرض المقترح ع البرلمان، لأننا كلنا مجمعين على نظافة يد الرئيس السيسي مع اقتراب مدة الرئاسة، ونص مشروعاته لسه مخلصتش".

لا تعتبر مادة "مدة الرئاسة" المقترح الوحيد الذي يسعى النائب لتغييره، إذ عبر عن رغبته - دون تقديم رسمي- على تغيير المادتين 146 و147 والخاصة بتشكيل الحكومة، موضحا "لا تعد فترة 30 يوم لتقديم الوزير الخطة مدة كافية للوزير الجديد من أجل تقديم خطته".

كان لرافضي تعديل الدستور نواب كثر على رأسهم حسين عبد الرازق عضو لحنة الخمسين، ومحمد أنور السادات "رئيس حزب الإصلاح والتنمية"، والنائب أسامة شرشر، وتكتل "25-30" بالمجلس، والنائب طارق الخولي، ومن خارج البرلمان الناشطة الحقوقية داليا زيادة، حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، جورج إسحاق عضو المجلس القومي للمرأة، والكاتب وحيد حامد؛ باعتبار أن تعديل الدستور ردة للخلف ولا يمكن تعديل ما وافق عليه الشعب. أما الاقتراح فكان له مريدون منهم النائب -رئيس تيار الاستقلال- أحمد الفضالي، والشيخ مظهر شاهين، أبرز مؤيدي تعديل الدستور؛ من أجل استقرار البلاد، بحسب تصريحات لشاهين.

ردم مياه النيل، سطوة الباعة الجائلين على ميدان حلوان وأمام محطات المترو، انتشار القمامة، وكذلك انتشار الإشغالات، وكذلك البلطجة والسرقات بالأسلحة البيضاء، ونقص الأجهزة بمستشفى حلوان العام.. تلك جملة من بعض المشكلات بحي حلوان والمعصرة، الذي ينوب عنهما نصر الدين تحت القبة. الأزمات السابقة وردت في شكوى رسمية من مجموعة من شباب حلوان، وقدمت للنائب العام تحت رقم 9222.

توفير علاج بالمجان لأي مواطن مصري غير قادر، تعديل قانون الإسكان، لتوفير إسكان لكل الشباب المقبلين على الزواج من أجل الحصول على شقة، إعادة تشكيل منظومة الإسكان، تشكيل لجنة تنظر في أمر الشركات المغلقة بحلوان، توفير الخدمات اللازمة للمصانع.. تلك بعضا من وعود ذكرها نصر الدين قبل دخوله للبرلمان، لجذب أبناء دائرته لترشيحه.

يقول أشرف عبده، أحد المسؤولين عن المرصد -كيان شبابي يتابع مشكلات دائرة حلوان والمعصرة- لـ"مصراوي" إن المنطقة بها كثير من الأزمات لا يلتفت لها نواب البرلمان "للأسف دول نواب أنفسهم وليسوا نواب الشعب"، يتابع عبده، والذي تقدم للنائب العام ببلاغ حول أزمات الدائرة. إن أحد أبرز المشاكل هي إهمال السياحة العلاجية في منطقة "كبرتاج حلوان"، وكذلك انتشار مصانع الأسمنت التى تستخدم الفحم وتؤثر على البيئة وصحة المواطنين.

ويضيف عبده "إحنا عارفين إن دور النواب الأساسي هو التشريع، لكن حتى ده مش بيقوموا بيه على الوجه الأكمل". يلجأ عدد من سكان الحي الواقع في محافظة القاهرة لهذا المرصد من أجل حل المشكلات مثل "هبوط أرضي وقع في منطقة بالمعصرة، وانتشار مياه الصرف الصحي في أحد عمائر المعصرة" يقول عبده متسائلًا "لما الناس بتلجأ لغيرك.. أنت فين دورك كنائب؟".

اقرأ أيضا:

فقهاء قانونيين يوضحون: لماذا تلجأ بعض الدول لتعديل دساتيرها؟

فيديو قد يعجبك: