إعلان

"واحة الغروب".. ومن الماضي ما قتل

06:10 م الجمعة 02 يونيو 2017

واحة الغروب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- نسمة فرج:

مر 9 سنوات منذ صدور رواية "واحة الغروب" وتحديدًا في مارس 2008، لتتحول إلى مسلسل تليفزيوني في منظور بصري يختلف بالب​طع عن السرد بالكلمات.

القائمون على العمل التليفزيوني المخرجة كاملة أبو ذكري وكاتبة السيناريو مريم نعوم، خاضوا تجارب سابقة في تحويل الرواية إلى مسلسل لاقت استحسانًا كبيرًا من بينها مسلسل "ذات" التي جسدته الفنانة نيللي كريم في عام 2013 المأخوذ من رواية للأديب صنع الله إبراهيم والتف حولها النقاد والجمهور.

رواية "واحة الغروب" يحكي مؤلفها بهاء طاهر في حوار سابق له، أنه بدأ في كتابة الرواية قبل 4 سنوات من صدورها وسطر معظم فصولها في جينف السويسرية.

تبدأ أحداث الرواية بـ"محمود" الضابط الذي عاصر الزعيم أحمد عرابي الذي تمت خيانته من قبل الخديوي توفيق في القرن التاسع عشر، وشاهد كيف تحولت البلاد إلى أيدي الإنجليز، وتم عقابه لانضمامه إلى الثورة العرابية ونقلته الشرطة التي ينتسب إليها ليشغل مأمورًا في واحة سيوة بعد أن كان يشاهد الأحداث عن قرب في قلب القاهرة.

يقول بطل الرواية: "لم يتبق لى سوى بضعة أيام لكي ألتحق بالقافلة المسافرة إلى واحة سيوة، فهي رحلة صعبة وليست سهلة المنال فالوصول لها بعد أسبوعين مع دليل ماهر".

وتنتقل الأحداث إلى زوجته "كاثرين" الأيرلندية التي تتحدث عن حزن زوجها وسفره إلى الواحة، وعن حلمها بالسفر إلى "سيوة" تلك قطعة الأرض التي قرأت عنها في تاريخ الحديث والقديم وعن تمرد سكانها على الوالي محمد علي منذ وصوله المحروسة بداية القرن التاسع عشر إلى أن تم ضمها بعدما ذات صيت الضابط الألباني الذي أصبح باشا مصر صاحب النهضة الحديثة.

وتحكي كاثرين عن لقائها الأول مع زوجها، لتقول: "لم يكن سعيدًا حين قابلته ولا أنا كنت أيامها لكننا استطعننا ان ننتزع السعادة وعشناها زمنًا، آراه دائما كما رأيته على الجسرة الدهبية التي جمعتنا عليها بالمصادفة في الرحلة إلى أسوان وانتبهت إلى قامته الفارعة والزي العسكري والطربوش الذي يبرز منه شعره الأشيب".

يصف "محمود" صحراء سيوة بأنها البستان الأصفر الذي يثير غضبه، يسرد بطل الرواية على مدار أكثر من 10 صفحات معاناة انتقاله من كرادسة إلى الواحة منذ ركوبه الجمال مع زوجته ووصولًا إلى الصحراء التي وصفتها "كاثرين" بأنها لم تقرأ عنها في الكتب ولم يصفها الكُتاب بوصفها الحقيقي.

وفي الصحراء يقابل الشيخ الزاهد يحيى الذي يحظى بإحترام من سكان الواحة، لا يؤمن يحيى بكل الخرافات التي تسيطر على حياة أهل الواحة، كما يكره الحرب والقتل والدماء، ولكن إن لم يكن للسلام طريق سوى من خلال القتل.

رغم ما يملكه "يحيى" من علم وعقل إلا أنه يتفق مع وجهة نظر أهل الواحة للضابط محمود والعساكر التي تعاملهم كمحتلين، لا فرق بينهم وبين ما يفعله الإنجليز في المحروسة. وفي أحداث الرواية يحاول محاورتهم وإقناعهم انه رجل وطني .

منذ وطأت قدم كاثرين الأيرلندية صحراء سيوة بدأت في زيارة الآثار والبحث عن مقبرة الإسكندر الذي قرأت عنه في الكتب، فالزوجة المهووسة بالآثار وتاريخ الفراعنة كانت أكثر سعادة من زوجها الضابط وخاصة انها كانت تحلم بالذهاب إلى الصحراء وترى ما قرأته في صفحات كتب التاريخ.

ولكن تكشف لنا أحداث الرواية كيف تعاملت نساء الواحة مع السيدة الأيرلندية، حيث كانت تغلق الأبواب في وجهها أثناء مرورها أمام البيوت بصحبة ملكية ابنة الشيخ يحيى.

وفي الواحة يوجد الشيخ صابر، حاكم الواحة الذي يؤمن بالخرافات تمام الإيمان، حتى أنه لا يتردد في إضافة خرافات جديدة من آن لآخر، فهو تسبب في ثورة عارمة ضد كاثرين ومحمود من قبل سكان الواحة واتهمهم بأنهم تسببوا في خروج الغولة وتهديد حياة السكان.

تشتعل الأحداث في الصفحات الأخيرة، حيت يعتقد أهل الواحة أن كاثرين تقوم بأعمال سحر داخل المعبد ويشتد المرض على أختها "فيونا" ولم تعرف عين السيدة الأيرلندية النوم، وخوفًا من أهل الواحة.

وتنتهي أحداث الرواية حسبما يرى "محمود" بتدمير الماضى بجميع أشكاله محملًا نفسه ذنب عدم التخلص من الإنجليز، والابتعاد عن عمله فيقول أمام المعبد: "يجب ألا يبقى للمعبد أثر يجب أن ننتهى من كل قصص الأجداد ليفيق الأحفاد من أوهام العظمة والعزاء الكاذب، سيشكرونني ذات يوم"، فيقوم بإشعال الفتيل أسفل أعمدة المعبد وتتساقط الحجارة عليه ويفشل في انقاذ نفسه.

يذكر أن الأديب بهاء طاهر هو مخرج مسرحي مصري، من أبرز أبناء جيل الستينات، حاز على جائزة الدولة التقديرية عام 1998، كما فاز بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" في دورتها الأولي عام 2008 عن هذه الرواية "واحة الغروب".

فيديو قد يعجبك: