إعلان

تكريم رغم القضبان.. "شوكان" حاضرًا في مسابقة نقابة الصحفيين للتصوير

10:10 م الجمعة 29 ديسمبر 2017

شوكان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

4 سنوات مرّت بثِقل على نفس محمود أبو زيد المعروف بـ"شوكان"، المصور الحُر بوكالة "ديموتكس" الألمانية، أكثر من ألف يوم بعيد عن الأهل والأحباب والمهنة التي أسرت قلبه، لكن داخل كل تجمُع للمصورين، لا تغيب سيرة المصور الشاب.

ضجّت الهتافات باسمه داخل قاعة الكلمة بساقية الصاوي، أمس الخميس، إذ كانت تُجرى أكبر مسابقة للتصوير الصحفي في مصر في نُسختها العاشرة. الحماس ملأ المكان تأهبًا للحدث، لكن ذاك الشعور تضاعف حينما أعلنت الشُعبة عن تكريم خاص لـ"شوكان"، فيما تقدم شقيقه محمد أبو زيد لتسلُم شهادة التقدير.

يتأمّل أبو زيد الشهادة المُزدانة باسم شقيقه، والتي تأتي كثاني تكريم يحصل عليه شوكان منذ احتجازه في أغسطس 2013، إذ يسبقها حصوله على حصل على جائزة حرية الصحافة من لجنة حماية الصحفيين عام 2016.

لم تربت الجائزة الدولية حينها على نفس المصور الشاب، اليأس كان يغمره تمامًا، إذ تزامن توقيتها مع فشل أكثر من محاولة لإنقاذه "حسّ وقتها إن الموضوع مطوّل ومفيش أمل يخرج قريب".

لا يعرف شوكان حتى الآن أنه تم تكريمه من الأساس، تحجب عنه القضبان أي أنباء عن العالم الخارجي إلا وقت الزيارات والجلسات القضائية، لذا سيتمكن شقيقه من إخباره في الثاني من يناير 2018، إذ يحمل هذا التاريخ أول جلسة له في العام الجديد بمعهد أمناء الشرطة في طُرة.

قبل إعلان تكريم المصور الشاب، كان نقيب الصحفيين عبدالمحسن سلامة يُلقي كلمة عن المسابقة، لكن هتافات الحاضرين قطعتها حينما صاحوا باسم "شوكان"، فرد النقيب بأنه التقى بوزير الداخلية مرتين منذ توليه المنصب، ودار آخر لقاء خلال هذا الإسبوع عن حرية الصحفيين "إحنا مش ساكتين ومش هنترك أي زميل، لا في قضية نشر أو في غير قضية نشر".

عجلة الأيام تمر، تدهس الأمل بداخل نفس المصور الشاب، يحاول أبو زيد ترميم عزيمة شقيقه المحتجز، يشكو من التضييق على الزيارات واقتصارها على دائرة الأقارب "مبقتش عارف أخليه يشوف صحابه زي الأول".

يقسو ذلك على أبو زيد، إذ كانت تهوّن زيارة الأصدقاء كثيرًا على نفس شقيقه، فيما أصبح كتومًا فيما يخص الإجراءات التي يحاول من خلالها مساعدة شقيقه قانونيًا "لأنه بقى يزهق من كتر المحاولات اللي عملناها 4 سنين ومفيش جديد حصل".

داخل عالم السجن يقترن اسم شوكان برقمه "242" في أمر الإحالة، إذ أنه مُتهمًا مع 738 آخرين في قضية فض اعتصام رابعة بتهم"التجمهر واستعراض القوة والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والإتلاف العمدي وحيازة مواد في حكم المفرقعات وأسلحة نارية بغير ترخيص".

أما خارجه فاسمه يُذكر مع عبارات تضامنية تُطالب بحريته وحرية الصحافة في مصر التي دخلت "القائمة السوداء" في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2017، بحسب منظمة مراسلون بلا حدود، واحتلت المرتبة 160 ضمن 180 دولة على مستوى العالم.

فيما أُطلِق عام 2015 مسابقة باسمه "مسابقة شوكان للتصوير الصحفي"، للتذكير بقضيته بشكل دائم وأنه قُبِض عليه خلال تأدية عمله في أغسطس 2013 أثناء تصوير فض اعتصام رابعة العدوية، بحسب تصريحات القائمين عليها من المصورين آنذاك.

ولإثبات ذلك قدّم كريم عبدالراضي، مُحامي دفاع شوكان، ورقة إقرار لهيئة المحكمة من وكالة ديموتكس الألمانية بأن شوكان كان يصور بتكليف منهم، فيما شكى خلال الجلسات الماضية من سوء حالة موكله الصحية بسبب إصابته بفيروس الإلتهاب الكبدي الوبائي "سي"، والمطالبة بنقله إلى مستشفى.

لكن هذه المحاولة باءت بالفشل، فما كان من أسرته إلا تقديم الدواء لشوكان أملًا في تحسن حالته الصحية "دلوقتي هو أحسن شوية من الأول، على الأقل بقى يعرف يقف على حيله وميقعش".

يتعجّل أبو زيد الأيام، يتمنى أن يأتي الثاني من يناير من العام الجديد سريعًا حتى يحمل خبر التكريم لشقيقه، يأمل أن يهوّن ذلك على نفسه ويخبره بأن لم يُنسَ وأن يخفف من الحُزن الذي يتجلى في كل جلسة "هو مضايق من الحبسة، بس ربنا كبير ويخرج لنا قريب".

كلمات مقتضبة ولكن بألف معنى، بعثها لكل صحفي: "تمسكوا بحلمي.. حاربوا لأجل الصورة، نحن من نصنع التاريخ لا المؤرّخون، فالتصوير كما قيل عنه هو إيقاف لحظة من الزمن لتبقى إلي الأبد، ولا تتركوا الكاميرا- أرجوكم- مهما كلفكم الأمر، صوروا لأجلي، محمود أبو زيد.. شوكان".

فيديو قد يعجبك: