إعلان

أسعار السجائر.. كيف علم تجار السوق السوداء بالزيادة قبل القرار بـ3 أيام؟

06:55 م الإثنين 27 نوفمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

كتبت – نانيس البيلي:

داخل شارع باب البحر بمنطقة رمسيس، تقع أشهر محال الجُملة لبيع السجائر بمختلف أصنافها. بطول الشارع تتراص كميات كبيرة من العلب، بينما بدت حركة شراء الزبائن متوسطة، بعد إعلان وزارة المالية، نهاية الأسبوع الماضي، زيادة أسعارها.

حالة فوضى في بيعها سادت القاهرة، بعد دقائق من تمرير المواقع الإلكترونية، خبر موافقة مجلس النواب، على زيادتها، إذ ضاعف بعض التجارة نسبة الزيادة، في حين أقدم آخرون على تخزين كميات كبيرة من خلال "عيون" لهم داخل شركة الشرقية للدخان، وفق بائعين.

"أحمد": التجار علموا بالزيادة قبل القرار بـ3 أيام

على أطراف الشارع، انهمك "أحمد"، بائع بمحل "مزايا فودز" للجُملة في بيع السجائر ومنتجات أخرى لأصحاب الأكشاك والمحال، يقول إن هناك تجاراً حققوا مكاسب هائلة بعد الزيادة الأخيرة في أسعارها، حينما أجروا عملية تخزين واسعة.

بلهجة غاضبة، يُضيف الرجل الأربعيني، أن بعض التجار علموا بزيادة الأسعار قبل أيام من صدور القرار من خلال بعض العاملين بالشركة الشرقية للدخان مقابل حصولهم على رشاوى مالية: "ليهم جواسيس وعيون جوه الشركة بيبلغوهم إن الأسعار هتزيد كمان 3 أو 4 أيام".

"منصور": التجار مسؤولون عن الأسعار الجنونية

أمام "فَرشة" صغيرة لبيع السجائر الصيني على رصيف شارع باب البحر، وقف "منصور" يُرَتب بضاعة جديدة من علب السجائر التي استلمها لتوه، بين الحين والآخر يُلقي نظرات حذرة تجاه محل الجملة المقابل له، الذي يبيع أصناف السجائر المصرية.

2

يقول الشاب العشريني، إن معظم الكمية الموجودة لدى تجار باب البحر من السجائر كانت مُخزّنة قبل الزيادة، ثم طرحوها للبيع للاستفادة بفارق السعر: "كلها تخزين قديم وطلعوه، يعني اللي عنده 100 كرتونة بيكسب فيها مش أقل من 200 ألف جنيه".

يَصمت قليلاً، قبل أن يُكمل حديثه بصوت منخفض، عن عدم التزام تجار السجائر بالشارع بالزيادة الرسمية التي أقرتها الحكومة: "مفيش الكلام ده، هنا في الشارع فيه فطاحل تجار سجاير، بيزودوا السعر بمزاجهم".

ويشير "منصور" إلى أن سعر "خرطوشة" سجائر LM أزرق بعد الزيادة بلغ 226 جنيهاً، بينما يبيعها التجار بـ265، بفارق 40 جنيهاً: "يعني الزيادة نازلة على العلبة الواحدة 4 جنيهات.. بيزودوا السعر الدوبل".

في نظر "منصور"، تجار السجائر في باب البحر السبب في الزيادة الجنونية لعدم التزامهم بالأسعار الرسمية: "لو باعوا بأسعار الحكومة مكنتش الناس اشتكت كده".

وكان مجلس النواب وافق نهاية الأسبوع الماضي على زيادة ضريبة القيمة المضافة على السجائر، وأصدر وزير المالية، عمرو الجارحي، قرارا يحدد الأسعار الاسترشادية لبيع السجائر والتي تتخذ أساسا لحساب الضريبة على القيمة المضافة.

وتبع هذا القرار إصدار شركات السجائر العاملة في مصر، أسعارها الجديدة والتي تراوحت نسبة الزيادة فيها بين 2 إلى 4 جنيهات بحسب نوع السجائر.

"مشمش": أكبر زيادة في التاريخ.. والناس "بتشتمنا"

علي مشمش، مدير محل "الجوهرة" للجملة بباب البحر، يقول إن الإقبال على شراء السجائر انخفض قليلاً بعد زيادة الأسعار: "قبل كده كان باب البحر فيه زحمة على السجاير، مكنش حد يعرف يحط رجله لأن كانت العلبة رخيصة"، ويضيف أن الزبائن قللوا من الكمية التي يشترونها "اللي كان بيشتري 10 علب، دلوقتي بيشتري علبتين بس".

وفق "مشمش" لم يكن البائعون يتوقعون أي زيادة في الوقت الحالي: "قولنا فيه انتخابات رئاسة ومش معقول يزودوا لأن البلد مش مستحملة".

يلتقط أطراف الحديث شقيقه الأصغر "حسين" الذي يساعده في إدارة المحل،: "توقعنا زيادة أسعار السجائر في شهر يوليو الماضي مع زيادة أسعارا البنزين لأنهم على طول بيزيدوا مع بعض"، ويضيف أن الحكومة ربما أجلّت رفع أسعار السجائر لتجنب المزيد من غضب المواطنين "لأن وقتها حصل قلق جامد في البلد على البنزين".

بلهجة غاضبة، يقول "مشمش" إن الزيادة الآخيرة تعد أكبر زيادة حدثت في تاريخ السجائر" "دي زيادة بشعة عمرنا ما شفناها. الناس بتتحسبن علينا وتشتمنا".

من جانبه، قال مرسي أبو علم المسؤول الإعلامي بالشركة الشرقية للدخان، إن هذا الحديث غير صحيح ولا يوجد لديهم عاملون مرتشون "مفيش الكلام ده خالص، إحنا شركة محترمة".

أقرأ ايضا:

مصراوى يكشف.. لصوص السجائر الذين يسرقون 11 مليار جنيه من جيوب المواطنين

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان