إعلان

"أوضة ناهد".. تحاصرها الخرابات والأدخنة والمغتصبون

06:24 م الإثنين 20 نوفمبر 2017

سكان عزبة خيرالله

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – نانيس البيلي وعلياء رفعت:

في حجرة صغيرة بعزبة خير الله، تعيش "ناهد عبد الستار" مع زوجها و4 أبناء، محاصرين بالخرابات والدخان المتصاعد من حرق أكوام القمامة، ورغم تزايد العقارب والثعابين التي تزحف على مسكنهم طيلة الفترة الماضية، إلا أن أكثر ما يرعبها هو "تعرض ابنتها للاغتصاب"، خصوصا بعد نجاتها من محاولة اغتصاب فاشلة.

_K6A9206

قبل أكثر من 20 عامًا، جاءت "ناهد عبد الستار" كعروس مع زوجها إلى عزبة خير الله، وداخل منزل عبارة عن غُرف تسكنها أسر كاملة، استقرت بإحداها وأنجبت أبناءها، بزهو كبير دائمًا ما تتحدث عن ابنها الأكبر الذي نجح في الالتحاق بكلية الهندسة جامعة حلوان رغم ظروفهم الصعبة.

تقول السيدة الأربعينية: عدد كبير من المنازل المحيطة تضررت من رشح الجبل الذي تطل عليه العزبة، وبدأ الحي في إزالة تلك البيوت ونقل قاطنيها لوحدات سكنية بديلة "كلنا فرحنا وقلنا إحنا كمان هننقل"، تصمت قليلاً وتضيف بآسى أنهم ظلوا كما هم حتى امتد الهدد للمنازل المجاورة قبل 4 أشهر "وبقينا عايشين بين خرابات ولا حد جه ولا سأل فينا".

_K6A9162

تحاول "ناهد" تدبير نومة أطفالها، فعلى السرير الوحيد تنام هي وزجها، وفي مساحة بوسط الغرفة تضع "فرشة متواضعة" لصغارها "بنفرد لحاف وبنحط مخدة مع بطانية، بيتغطوا وبيناموا في الأرض"، وتوضح أنهم يقضون جميع أمور معيشتهم بالغرفة، فعلى موقد صغير من شعلتين تطبخ طعام أسرتها، وأسفل السرير تضع خزين الخضروات البسيطة "بصل، بطاطس".

_K6A9189

مخاطر عديدة تعيش "ناهد" وأسرتها تحت تهديدها، أكثر ما تخشاه هو سلامة ابنتها ذات الـ14 عاما، فمشهد محاولة رجل استدراجها داخل أحد البيوت المتهدمة لا يغيب عن مخيلتها.

بنبرة مرتعشة تقول إنه خلال سير ابنتها بالشارع، فوجئت برجل داخل منزل مهدوم "شدها من إيديها وعاوز يدخلها جوه"، فترجته قائلة "عاوزة أمشي أروح عند ماما".. تتوقف الأم قليلا قبل أن تضيف: بالصدفة مر شخص يعرف الرجل ونادى عليه، فتركها "قالها امشي وروحي".. تلتقط أنفاسها وتقول "دي نجدة جاتلها من عند ربنا، محدش عارف كان ممكن يعملها إيه ويرميها في الخرابة وراء".

_K6A9184

3 غُرف تتواجد بالطابق الذي تقطن به "ناهد" يعيش داخل كل منها أسر كاملة، بطانيتان مهترئتان وضعهما السكان في مكان باب الدخول لحمايتهم من الهواء الشديد الذي يطل عليهم من سلم المسكن "مينفعش نعمل باب لأنها مش شقة"، وفي مساحة صغيرة لا يتجاوز عرضها 4 أمتار أمام دورة المياه المشتركة للأسر الثلاثة أنشأ السكان "حوض" لغسيل الأطباق واشتركوا في شراء "غسالة" متواضعة "عملنا حوض في الوسعاية اللي قدام الحمام وبنغسل المواعين مع بعض".

_K6A9261

"نفسي أقعد في مكان نضيف ومكان حلو، نفسي لما بنتي يجيلها عريس يخشوا كده على شارع حلو وأعملها فرحها كده".. أمنيات قالتها "ناهد" بابتسامتها البسيطة عند سؤالها عن أحلامها، وبعدما تلعثمت قليلاً أضافت أن نجلها الأكبر الذي يدرس بكلية الهندسة كان يخجل من دعوة زملائه بالثانوية للمذاكرة معه بحجرتهم "كان بيتكسف إنه يجيبهم هنا".

_K6A9068

تعليم أبنائها ووصول أحدهم للالتحاق بكلية الهندسة هو أكثر ما تفخر به الأم الأربعينية "الحمد لله برغم الظروف اللي إحنا فيها فخورة إني علمت عيالي، مكنش هاممنا إننا ناكل ولا نشرب، بس أهم حاجة نصرف على علامهم"، تبتسم وتقول إنها تريد لصغارها حياة أفضل من التي عاشتها "عايزاهم في مكان أنضف من هنا، ميعيشوش نفس العيشة لأن إحنا ظروفنا على قدنا وعشان كده اهتميت بعلامهم".

فيديو قد يعجبك: