إعلان

"مصطفى عطايا".. حكاية طبيب طلب الشهادة فنالها بقذيفة هاون

01:47 م الإثنين 04 يوليه 2016

مصطفى على يسار أحد زملائه

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – يسرا سلامة:
قبل أن يهل يوم الرابع والعشرين من رمضان الماضي، كان "مصطفى" في قلب نقطة "كرم القواديس" بالعريش، يتمتم بالشهادة قلبا ولسانا، جاءت به رغبته إلى المكان المعرض للخطر من بين نقاط بمنطقة العريش، وسط تهديدات إرهابية بالمنطقة، لم تمنعه من فراسة وشجاعة لمجابهة الموت، خرج في تأدية لواجبه لإنقاذ أحد المصابين في عربة إسعاف، ولم يفلت من قذيفة هاون أصابت العربة وألحقته بالشهداء.

"مصطفى عطايا عبد الصبور".. شاب مصري من مدينة كفر شكر بمحافظة القليوبية، في شهر أكتوبر المقبل كان له أن يتم السابعة والعشرين عاما من عمره، ظل محبا ودودا، تألفه الأصدقاء والجيران في سكنه، يقول صديقه "محمد علاء" إنه محب للعمل "عنده ضمير.. هو اللي قدم طلب لنقطة كرم القودايس، كان مخبي علينا عشان ما نقلقش، وعرفنا الموضوع بعد ما توفى".

1

طلب الشهادة كان يجري في روح الطبيب، الذي تخرج عام 2012 من كلية طب بنها، لكنه وصل لأعلى درجاته بعد أن أصابت الشهادة صديقه النقيب أحمد فؤاد حسن في 11 مارس 2015، بعد أن أصيب في رفح، وكذلك وفاة صديق آخر وهو ظابط الاحتياط محمد جمال في 1 يناير 2016، في أحد أكمنة مدينة نصر يتابع الصديق محمد "وفاة النقيب كانت صدمة لمصطفى.. إحنا شلة ممكن يتحكي عنها.. قدمنا للشهادة ثلاثة مننا".

كان مصطفى ابن الدفعة 148 ضباط احتياط بدرجة طبيب، يذهب لنقطة الخدمة ويعود لبلده كل خمسة عشر يوما، بدأ في الخدمة في أول عام 2015، كان من المفترض إن تنتهي خدمته عقب تنتهي خدمته عقب سنة وثلاثة أشهر، يقول صديقه الطبيب أحمد نجيب لـ"مصراوي" إن مصطفى لم يخش العمل في نقطة تعرضت من قبل لهجوم إرهابي، حاول الاصدقاء أن يرشحوا لمصطفى أن يعمل باقي أيام خدمته في مكان أكثر أمنا، لكنه رفض وفضل البقاء بالنقطة "راح للشهادة برجليه، كنا بنقوله يابني هتموت فكان بيرد هو حد يطول ينول الشهادة؟!"، يقول أحمد.

2

لم تكن يراود الشاب شيئا من الخوف من الخدمة في نقطة العريش، ظل يداوم على النقطة أثناء امتحانات الماجستير، وبعد نهاية الامتحانات، أثر فيه أيضا استشهاد قائده بالنقطة "خالد دبور"، وهو رائد من المحلة، يذكر أحمد إن التأثر بدا على مصطفى بعد أن وصله الخبر، ومن وفاة شهيد إلى أخر من دائرة الأصدقاء والمعارف، تزيد الرغبة بالشهادة في نفس الشاب، "آخر أجازة لما نزل كان موضوع الشهادة مسيطر على دماغه" يردف صديق الشهيد، مثمنا ما كتبه مصطفى بنفسه عبر حسابه على فيسبوك قبل وفاته عن قيمة الشهادة.

ستاتس-الشهادة-3
"أغلبنا كان بيدور على شهادة ويسافر برة، مصطفى كان مش حابب الموضوع، قال حتى لو ههاجر هرجع لبلدي.. البلد دي اللي عملتني"، يذكر صديق الشهيد.

4

في الأيام الأخيرة، وبعد تقدمه بنفسه إلى طلب للعمل في كمين كرم القواديس، أخفى مصطفى عطايا الأمر على عائلته وأصدقائه، خوفا عليهم من القلق والخوف، والدته وحدها كانت تعلم الأمر، تمتمت بكلمات يذكرها صديقه أحمد أثناء استلام الجثمان من مستشفى الاسماعيلية العسكري "مش قلتلي هعد في الكمين ومش هتحرك ومش هخرج برة؟" بعد أن انفطر لقلبها.

يذكر جاره محمد إن والدة مصطفى - والذي له شقيقتان وأخ- عرضت عليه الزواج من أحد الفتيات، فرد مازحا "بس لازم تعرف إني بخدم في العريش"، تلك كانت في آخر زيارة له لبلدته "كان حاسس إن عمره مش مضمون.. كان كل همه الجيش والشهادة"، يتابع الصديق سيرة الشهيد "كان بني أدم خلوق، مكنش بيزعل حد، عمره ما عمل مشكلة أو قال كلمة وحشة"، يلتقط أحمد خيط الحديث "كانت الناس بتألفه، ومحبوب وسط أصحابه، ودايما كنا بنستشيره في أمورنا".

5

ويذكر صديقه الطبيب أحمد إن عدد من أصدقائه توسط له لعمله في مكان قريب، قبل عودته للعمل في تكليفه بمستشفى بنها التعليمي لكنه رفض "كنت أعد اتحيل عليه ينزل ويقدم طلب يروح مستشفى تانية، لكن كان بيقولي أنا مستريح كدة".

6

يقول الأصدقاء إن الحزن على رحيل الشاب اصطحبته الفرحة بالشهادة في بيته "الفرح والحزن بيرد في بيوتنا كلنا"، يردف محمد، كما نعته محافظة القليوبية عبر موقعها الرسمي "اتشحت قرية المنشأة الصغري مركز كفر شكر بالسواد حزنا علي استشهاد الملازم اول طبيب مصطفى عطايا في سيناء إثر إستهداف سيارة إسعاف كانت تقله خلال نقل حالة مرضية بقذيفة هاون، فيما تجمع عدد من أهلي القرية لتوديع جثمان الشهيد، كما نعته نقابة الأطباء بالقاهرة عبر موقعها الرسمي.
مصطفى مع أصدقاء آخرين 7

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان