إعلان

في المطرية.. قصة من أرادوا المشاركة في 11/11 وحبسهم الخوف

09:31 م الجمعة 11 نوفمبر 2016

حي المطرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد زكريا:

مساء أمس، تحدث أحمد جمال- اسم مستعار- مع أصدقائه بأحد مقاهي حي المطرية بالقاهرة، حول الدعوة التي أُطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر في 11 نوفمبر تحت شعار "ثورة الغلابة"؛ اتفق الجمع على ضعف احتمالات مشاركة قطاعات واسعة في تلك الدعوات نتيجة غموض مصادرها، فيما برر "جمال" عزمه المشاركة؛ بسوء أوضاع متزايد يتوجب مجابهته.

صباح اليوم، توجه "جمال" لأداء فريضة الجمعة، بمسجد "السلام" قريبا من مسكنه. وبعد إتمام الصلاة وجه عيناه قبالة المصلين في انتظار الهتاف الأول "بس لقيت الناس بتلم المصليات وماشية"، وعقب أن لمست قدماه بوابات المسجد المؤدية للخارج "لقيت الشارع فاضي"، قبل أن يستكمل كلماته ضاحكًا "كأن الناس روحت من جوة المسجد"، بعدها تجول مدرس التاريخ في شوارع المطرية الخالية، قبل أن يتوجه صوب المقهى المعتاد.

حالة الغضب في مُحيط الأصدقاء عقب ارتفاع سعر الوقود وتعويم الجنيه، لم تُزعزع رأي محمد أسامة، الذي قال: "كنت عارف إنه محدش هينزل". على مقعد بنفس المقهى ارتكز "أسامة" وحيدًا يرمق الشارع الهادئ بثقة. يبرر مدير الدعاية والإعلان بأحد شركات القطاع الخاص، رأيه باعتبار أن الثورات لا تتحدد بمواعيد مسبقة. ضاربًا المثل بالثورة قبل 5 سنوات "يوم 25 يناير كان اعتراض على ممارسات الداخلية، لكن تعرض الأمن للمسيرات فجر الثورة في 28 يناير".

كما يعتقد صاحب الـ30 عاما أن الثورة فعل مركب ينتج عن ممارسات تراكمية قد تستمر لفترات طويلة "يصل فيها الظلم والقمع، وسوء الأوضاع الاقتصادية والأمنية، للذروة"، ويستبعد "أسامة" ما يُثار حول نسب دعوة التظاهر للأجهزة الأمنية.

الأمر اختلف لدى محمد حسن- اسم مستعار. إذ يظن أن الأجهزة الأمنية هي صاحبة الدعوة مجهولة المصدر، معتقدًا أن هدفها التمهيد لاتخاذ إجراءات اقتصادية صعبة من شأنها زيادة الأعباء المعيشية "عشان يدّعوا تأييد الشعب للنظام ويرفعوا الدعم" لكنه أراد المشاركة رغم ذلك. فيما انتظر الشاب العشريني زيزو أي بادرة تظاهر من زملاء المنطقة "الشباب لابسين كوتشيات وواقفين على الناصية، لو واحد اتحرك كلها هتتحرك، بس الناس مرعوبة".

مرور اليوم دون أي تظاهرات واضحة، لا ينفي حالة الاحتقان التي تسود الشارع المصري جراء القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة قبل أيام، حسب "أسامة". غير أنه يعتقد أن الأمر لم يصل حد السوء الذي يرتب لحالة الانفجار غير المستبعدة إذا استمرت الأوضاع دون تغيير. نفس الأمر وجده "جمال" الذي اقترب من عقده الرابع "في مش أقل من 20 واحد في شارعي عايزين ينزلوا، بس خايفين يبقوا لوحدهم.. عدم نزولهم مش معناه أنهم موافقين على اللي بيحصل".

مع حلول ساعات الليل، يستمر "جمال" رفيقا لمقعد المقهى. خروج اليوم بتلك الصورة يربط بذهنه أحد مشاهد مسرحية "وجهة نظر"، التي تناولت مجموعة من المكفوفين في دار رعاية؛ إذ يتم استغلالهم من مسؤول الدار؛ عن طريق حصوله على الأموال المخصصة لهم لتحقيق مصالح شخصية له "لما جت لجنة تفتيش على الدار، سألت مين بيشتكي من إدارتها، المكفوفين كلهم رفعوا أيدهم، فالمسؤول قالهم: أنت لوحدك المعترض، فكلهم نزلوا أيديهم.. وكل واحد قال لنفسه مش هبقى لوحدي المعترض يعني.. احنا حاليا في مصر عندنا نفس الحالة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان