إعلان

قصة سجن "شوكان".. كلمات على الإنترنت

04:15 م الأربعاء 08 يوليه 2015

شوكان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

"لقد تغيرت حياتي للأبد منذ الرابع عشر من أغسطس عام 2013".. بتلك الكلمات يكتب "محمود أبو زيد" الشهير ب"شوكان" حكايته بالإنجليزية على الموقع الذي تم تدشينه منذ أيام قليلة باسم "الحرية لشوكان"، الموقع الذي يعرض قصة شوكان على لسانه عن طريق أحد الخطابات المسربة من داخل سجنه بطرة، وحسابه على وكالة "ديموتكس" البريطانية، والصفحة الرئيسية التي تعرض قصة "شوكان" بإيجاز، مع رابط للصفحة المتضامنة معه على موقع الفيس بوك وهي تتخذ نفس عنوان الموقع.

شوكان

690 يوم هم عُمر "شوكان" بالسجن، قارب المصور الحر على العامين داخل عتمة الزنزانة، العامين يبلغان عمر مديد بجانب أعوامه التي تزيد عن العشرين، حُب التصوير ملأ قلبه، جعلها مهنة له، بدأ بالعمل للأهرام المسائي بالإسكندرية، ثم تحوّل للعمل الحر وأرسل لعدة وكالات أجنبية من بينها مجلة التايم و"دي تسايت" الألمانية، كذلك وكالة "ديموتكس" للصور.

كان توثيق الحياة اليومية بمصر شاغل "شوكان"، هو ما يقوله شقيقه "محمد أبو زيد"، قبل الثورة كانت صوره تركز على الحياة الاجتماعية ومن ضمنها الحرف اليدوية، أما بعدها فتصوير المؤتمرات والأحداث السياسية جزء من صور "أبو زيد". كأي مُصور محترف كانت أحداث اعتصام رابعة العدوية شيء أصيل في ترسيخ الحياة بمصر، لم يتوقع أن نزوله لتصوير فض اعتصام رابعة سيصبح نقطة فارقة في حياته "كنت ألتقط الصور للمظاهرات بالشوارع عندما جاءت الشرطة وأغلقت الشوارع، الآلاف اعتقلوا -ليس فقط أنصار مرسي- ولكن المئات قُبض عليهم في التوقيت الخطأ والمكان الخطأ".

ما يحكيه "أبو زيد" بعد ذلك كان أشبه ب"فيلم هوليودي" كما قال، ساحة الحرب التي تحول إليها ميدان رابعة العدوية، الرصاص المتطاير، الغاز المسيل، النيران، ثم تطويق الشرطة للمكان بأكمله، ورغم تعريفه للأمن أنه مصور صحفي، إلا أنه تم القبض عليه مع صحفي أمريكي وآخر فرنسي، الأجنبيان بعدها تم إطلاق سراحهما، لتبدأ مسيرة العذاب لشوكان بمفرده، من تقييد يداه ثم الضرب وأخذ الكاميرا والساعة وكل متعلقاته الشخصية، الزج به إلى استاد القاهرة مع معتقلين آخرين لبقية اليوم "اعتقدت أني سأموت".


شوكان

بتاريخ 9 يوليو 2013 كانت آخر مجموعة صور وضعها "شوكان" على حسابه بموقع وكالة "ديموتكس" عن تظاهرات مؤيدي مرسي، ألبومات الصور التي التقطها شغلتها السياسة في ذلك الشهر، رغم أيامه المعدودات إلا أنه حمّل ستة مجموعات بحسابه بين تصوير المؤيدين والمعارضين لمرسي منذ اليوم الأول ليونيو وحتى التاسع، أما صوره الخاصة بفض الاعتصام لم تر النور، بشكل أو بآخر كانت هي السبب في وجوده خلف القضبان إلى الآن، المصور الحر الذي قبض عليه وتم ترحيله إلى أبو زعبل، ثم بعد بضعة أشهر صار سجن طرة هو سكنه المؤقت، لا يعلم أحد سوى أهله كيف هي حالته الآن، إلى أي مدى تغيّر حاله.

يحمل "شوكان" القضية رقم 15899 باسم "أحداث فض اعتصام رابعة"، ضمن 51 متهم متهمين بارتكابهم جرائم الانضمام إلى جماعة الغرض منها تعطيل أحكام الدستور والقانون، منع مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة من ممارسة أعمالها، الاعتداء على الحريات الشخصية للمواطنين، الإضرار بالوحدة الوطنية استعراض القوة، التهديد بالعنف، ترويع المواطنين، تكدير الأمن العام، فرض السطوة على المواطنين، وعرقلة ممارسة الشعائر الدينية.

تظهر صورة "أبو زيد" من وقت لآخر مع انعقاد الجلسات التي يتم تجديد الحبس فيها احتياطيًا، دون أي مُحاكمة، لا يوجد أي صوت للمصور نفسه سوى الخطابات التي يتم نشرها بالصفحة التضامنية، فالرسائل هي لسان "شوكان" الوحيد الآن، كانت آخرها رسالة لنقيب الصحفيين "أحيا ميتًا، اليأس قد توغل إلي كرات دمي الحمراء ووصل لكبدي، والنوم أصبح عقلي يرفضه، وجسدي أصبح يتصبب عرقاً باستمرار دون توقف، فقدان للوعي لدقائق أمر أعتاده بشكل يومي، جسدي النحيل الغارق في الأمراض أصبح لا يساعدني علي الاستمرار في تحمل مشقة الحبس بين أربع جدران لمدة عامين دون أي ذنب اقترفته سوي حملي لكاميرا أصور بها الأحداث بكل حيادية وموضوعية".

في العاشر من أكتوبر القادم سيتم "أبو زيد" عامه الثامن والعشرون، ويقول أخيه "محمد" عن هدف الموقع هو "التعريف بقصة شوكان أكتر"، يُنهي المصور قصته على الموقع "أنا مصور صحفي، لست مجرم، احتجازي غير المسمى غير مُحتمل نفسيًا، ولا حتى الحيوانات يُمكنها أن تنجو في مثل هذه الظروف".

فيديو قد يعجبك: