إعلان

مُخيم اليرموك.. هنا الضيق يزداد - بروفايل

07:01 م السبت 04 أبريل 2015

مُخيم اليرموك.. هنا الضيق يزداد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

بين مباني اسمنتية ضيقة لا تجد متنفسًا بين بعضها البعض وأطباق الدش التي ملأت أسطح البنايات، والطرقات الصغيرة التي تحمل أناس شدوا وطنهم بين أمتعتهم، كان مخيم اليرموك، وهو مسكن لأكبر تجمع لللاجئين الفلسطينيين بسوريا، قد تم تأسيسه عام 1975، يقع على بعد عدة كيلومترات من دمشق، ومع المآسي المستمرة بالمخيم، تسيطر داعش الآن على أجزاء كبيرة من المخيم حيث تتناحر الفصائل المعارضة.

"شو بدنا نضل أولاد مخيمات يعني، ما بدنا نصير ولاد بلد".. استفهام طرحته إحدى بطلات الفيلم الوثائقي "شباب اليرموك" وظل معلقًا للآن، الفيلم الذي يعرض حال شباب المخيم قبل الثورة السورية، حيث تم تصويره لنقل وجهات نظرهم المختلفة، ولكنها تؤكد على محاولاتهم للحياة، تم البدء بتصوير الفيلم للمخرج الفرنسي "ألكسل سالفاتوري-سينز" في أكتوبر 2009 إلى المشهد الختامي الذي قام به شباب الفيلم في ديسمبر 2011 "تكبر خيباتنا وآمالنا وتضيق بنا الخيمة".

بين أكتوبر 2009 وإلى الآن بمخيم اليرموك مسافة تتسع، محاولة الحلم تتضاءل، فالشاب الذي وصف المخيم أنه لا يتسع للأمل، أصبح لا يتسع لهم أنفسهم، مع بدء الثورة السورية ومعارك النظام التي لا تنتهي، تحول المخيم إلى معاناة إنسانية، بدأ الحصار من ديسمبر 2012، فتم قصف عدة مواقع مدنية للمرة الأولى، وقنّنت قوات الجيش السوري النظامي لدخول المواد الغذائية، حتى  الحصار الكامل في 2013.

"هنا اليرموك.. هنا صرخة.. هنا نداء استغاثة .. أنقذوا أهلنا هناك".. تلك كلمات من بث موحد انطلق من أكثر من 60 محطة إذاعية فلسطينية في بداية عام 2014، حيث قاد شباب حملة للتضامن مع المخيم، وذلك للضغط على الفصائل الفلسطينية، إلا أن العالم المتبلد أمام باب الإنسانية وجه له عارًا لن يمحيه أحد، صورة تتبع وكالة رويترز واختيرت ضمن قائمة أفضل مئة صورة للعام السابق، يتجمع حشد كبير وجوههم بائسة لأخذ طعام الإفطار بأحد أيام رمضان وورائهم كان الخراب.

"كل ما أعرفه أن فلسطين هي المخيم، والمخيم هو فلسطين".. جزء من قطعة شعرية للناشط الفلسطيني "حسان حسان" بفيلم "شباب المخيم"، قصة ذلك الشاب تُجمل حكاية اليرموك، فحسان كل ما حلم به هو تمكنه من عرض مسرحية كل شهر بالمخيم فقط "بكون مبسوط وسعيد"، ناصر الشاب الثورة السورية، وانتهت حياته تحت التعذيب بعام 2013، الآن يعاني اليرموك من كل الجهات، حصار ل 18 ألف فلسطيني، بعدما كان عددهم هناك 144 ألف، وقتال بين الجماعات المسلحة، حيث تناشد الأونروا في بيانها، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، كافة الأطراف باحترام التزاماتها بضمان حماية المدنيين هناك، وحسبما أفاد راديو اليرموك فإن الطرقات خالية من البشر، والنزوح مستمر، هنا اليرموك حيث الضيق يضيق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان