إعلان

الحزب الوطني.. لا تصالح ولو زال الحجر – (بروفايل)

08:28 م الأربعاء 15 أبريل 2015

مبني الحزب الوطني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إشراق أحمد:

حجرٌ أصم، قِبلة اتخذوه، فوق أرض التحرير وضعوه، قالوا "من أجلك أنت" بنوه، صفة "الوطني" ألصقوه، بالأبيض لهيئته كسوه، زعموا أنه دليل ما عنه تجدوه، فيما كان الزيف والفساد عنوان له كل يوم جدرانه تتلوه.. حزب هو اتخذه أربابه وريثًا بالاسم عما أسسه مصطفى كامل ومحمد فريد، وزعماء غيرهم أثروا الحياة السياسية، لكن ما زاده ذلك إلا زورًا، بكافة الوسائل حاول مرتادوه إخفاء الباطن، بأثاث فاخر، وكلمات مُنتقاه، وزينة شباب ينضم إليه، لكن بُهت الذي كذب وسيظل ولو بعد حين.

عصر يوم 28 يناير 2011، أقدام تهرول، دماء تُهدر، عيون تُفقد، قلوب تبلغ الحناجر، بينما يقف المبنى ذو الطوابق المتعددة شاهدًا، لا يعبأ له الثائرون، لكن هناك مَن يفعل، لإخفاء شيء عن العيون، ثوان وأصبح المبنى كتلة نار، نارٌ أحرقت أفئدة مَن قبعوا على سُدة الحكم، ونارٌ أثلجت صدور الثائرين، أخذت الأيدي والأقدام تدوس أرض المبنى في فخر، انهار ما ظن أصحابه أنه فقط مرتع "أصحاب المعالي والفخامة، ولا مكان فيه "للغلابة"، وجاء يوم تداوُل السؤال عما يُفعل فيه غير الابتسامات الباهتة، والصور المزيفة.

أبقوا عليه رمزًا للفساد، حولِوه إلى مقر للنائب العام رمز للعدل – كما طلب المستشار طلعت إبراهيم عام 2013 -، استِغلوه متحفًا "للفاسدين" يضم أسمائهم ويظل ذكرى لثورة يناير – طالب به مشروع قانون العدالة الانتقالية 17 يناير 2015 -، أهدمِوه عن بكرة أبيه؛ قرارات توالت على المبنى ذي اللافتة الباهتة صورة أطفالها، كان المستقر لها عند الأخير، صدر عن مجلس الوزراء اليوم على أن تتكلف الإدارة الهندسية للقوات المسلحة فعل الهدم، لما ظل مهجورًا لغير مَن لا مأوى لهم.

يقول نجيب سرور – الكاتب الراحل - إن الجوع يصنع الوحوش، فيما لم تشبع يومًا بطون مرتادي "الوطني"، ولم تخفِ أعينهم، ظنوا أن الحساب ليسوا بالغيه، فخرجوا من القضبان، مزهوين بما أتاهم من حرية، زعموا أنهم تفضلوا بها يوما بأكثر مما تستحق الرعية، مطمئنين السريرة أن الأبواب والنوافذ أُغلقت، والأقلام رفعت، والصحف جفت عن سيرتهم، وبعض النفوس تلوك الحديث الهامس "ولا يوم من أيامك يا مبارك"، فيما تناسوا أن الفعل حي، لا يحتاج لجدران تحترق، أو يتغير شكلها، أو حتى تهدم.

الخصام والقضية لم يكن يومًا مع حجر، بل أشخاص تحجرت نفوسهم، فلم يغنِ زوال مبناهم، عن فقيد، غاب صوته عن أذن ذويه، أو أحياء كالأموات لازالوا يعيشون، يلهثون لوظيفة، علاج، "لقمة عيش" ينبش البعض عنها داخل أكوام القمامة، موضع قدم داخل أتوبيس، يأملون مرور اليوم بسلام، لا يكونون فيه صرعى لإهمال ألفه موطنهم، فمثل هؤلاء لا يعبئون لما يُفعل بمبنى إن بقى أو تساوى بالأرض، هم يقرون في أنفسهم -ولو لم يصرحوا- أنه "لا تصالح".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان