إعلان

مشرحة زينهم.. حينما يكون ''الأبيض'' قميصا في الدنيا وكفنا للآخرة

11:46 ص الإثنين 09 فبراير 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب-عبدالله قدري:

كان الليل قد انتصف حين وصلنا إلى مشرحة زينهم بالسيدة زينب، كانت الشوارع شبه خاليه، الأجواء متوترة، كلما اقتربت ازدادت نبضات قلبك، يعتقد أهالى ضحايا استاد الدفاع الجوي أن الإعلام وراء قتل أولادهم، لذا فالحذر وعدم الكشف عن هويتك الصحفية هو كلمة السر للدخول إلى فناء المشرحة، وضمان سلامتك.

في شارع المشرحة، حيث يتواجد أهالي الضحايا، صفوف متراصة، وجوه واجمة، تلتمع دموع الحسرة على فقدان فلذات اكبادها في وجوهها التماعا، تراهم ينظرون إليك من طرف خفي، يتمتمون '' لله ما أخذ وله ما أعطى''.

يقولون ''حين يبكي الرجال فاعلم أن الأمر جلل''. هناك يبكي الرجال، وتصيح النساء وتنوح، الشباب يهرول تجاه المشرحة، كأنما يساق إلى أرض المحشر، وجوههم شاحبة تترقب ذلك الكفن الأبيض الذي يطوي في داخله 17، 18، و19 عاما من الحياه،'' هكذا يتسلم الآباء أبناءهم''، وهكذا يبقى ''الأبيض'' قميصا في الدنيا، وكفنا للآخره.

هنالك في ذلك الركن البعيد جانب باب المشرحة، يجلس أحدهم يربت على كتف صاحبه الذي يبكي بشكل هيستيري على فقدان عزيز أو صديق له، لاتستطيع أن تميز حديثه من شدة الصراخ والعويل.

أحدهم يقف على سيارة نقل الموتى، يطالب من أهالى الضحية داخل السيارة،أن يفتحوا زجاج السيارة حتى تستوعب الجثة ولاتتعثر في الزجاج، يرد عليه ولى أمر القتيل ''متقلقش هو قصير'' في إشارة منه إلى قصر قامة الضحية.

الناس هناك لايعرفون شيئا سوى البكاء والنواح، وتوجيه التهم للمتسببين في قتل الشباب، أحدهم يلوح بيده وهو تاركا المشرحة '' اوعو تسيبوا حقكم ياشباب، اوعو تسيبوا حقكم''.

اقرأ أيضا:

شريف الفقي.. من الزمالك وإليه نعود ''بروفايل''

أمام المشرحة.. أي رعب أكبر من هذا سوف يجيء؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان