إعلان

المخرجة أسماء البكري.. رحيل حفيدة ''الباشا والشيخ''!

10:24 ص الجمعة 09 يناير 2015

المخرجة أسماء البكري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

ضجة داخل استديو التصوير بمدينة السينما، حركة مستمرة من العمال والفنيين استعدادا لبدء تصوير أحد مشاهد فيلم ''عودة الابن الضال'' في عام 1976، قبل أن يظهر المخرج ''يوسف شاهين'' يُتمم على جاهزية العمل، بينما تقف جانبه ''أسماء البكري'' فتاة عشرينية، لا تفارقه أينما حَل، ترافقه كظله، تَنصِت لملحوظاته، تُنفذ تعليماته، تَشرب من خبرته في صَنعة السينما وتفاصيلها السحرية، ظلت على نَفس الدرب عدة سنوات تعمل كمساعدة لـ ''جو'' -كما يُطلق عليه من أصدقائه- قبل أن تخوض تجربتها في عالم السينما كمخرجة واعدة.

قبل ذلك بعدة سنوات كانت أسماء تشق طريقها بعيدا عن عالم السينما، فحفيدة الشيخ ''البكري'' و''حبيب باشا'' صاحب قصر ''السكاكيني'' بمنطقة الظاهر بالقاهرة، أتمت تعليمها الأساسي، والتحقت بكلية آداب جماعة عين شمس، وتخرجت من قسم اللغة الفرنسية في عام 1970، ولم يظهر لها أي تواجد سينمائي خلال هذه الفترة حتى عام 1973 عندما التحقت بشركة أفلام مصر العالمية بعد عام من تأسيسها على يد المخرج ''يوسف شاهين''.

عملت المخرجة الكبيرة كمساعد مخرج لـ ''جو'' في العديد من الأفلام أبرزها كما ذكرنا سابقا ''عودة الابن الضال'' و''وداعا بونابارت'' و''حدوتة مصرية''، تحمس لها ''شاهين'' فانتج لها أول أفلامها عن رواية لـ ''ألبير قصيري'' التي تجري حول تحقيق في جريمة قتل وقعت داخل أحد بيوت الدعارة في القاهرة عام 1945 خلال الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية.

لـ ''أسماء البكري'' عملين آخرين في السينما، هما ''كونشيرتو في درب سعادة'' في عام 1998 بطولة نجلاء فتحي وصلاح السعدني، وفيلم ''العنف والسخرية'' عن رواية لـ ''قصيري'' في 2003 لم يلقَ حظا واسعا عند عرضه التجاري، فضلا عن 14 فيلما قصير ووثائقي.

يبدو أن المخرجة المُحبة للسينما كان لديها ولع واضح بتحويل الروايات لأفلام، فعلتها مرتين مع الروائي ''ألبير قصيري''، واختارت رواية ''خالتي صفية والدير'' لـ ''بهاء طاهر'' لتحويلها إلى عمل سينمائي جديد من إخراجها، ساعدها في السيناريو المؤلف ''ناصر عبدالرحمن'' وانتهى من كتابته عام 2004، لكنها لم تنجح في إقناع شركة إنتاج بتحمل نفقات مشروعها الجديد.

اختياراتها دائما كانت مختلفة عن نمط الإنتاج السائد، لذا لم تُحقق ما في جعبتها من مشاريع، منها ما كانت تحلم به ''أسماء البكري'' بتقديم أوبرا عالمية بتناول بصري شديد الخصوصية المصرية على المسرح، عن الفلاحين والصعايدة والنوبيين.

بعيدا عن الفن تُعرف ''أسماء'' التي رحلت عن عالمنا يوم الثلاثاء الماضي إثر تعرضها لأزمة قلبية، بإنسانيتها المفرطة الظاهرة في تعاملاتها مع أسرتها وأصدقائها، فضلا عن اشتهار منزلها بشبرا منت بأنه ملاذا أمنًا للحيوانات الضالة، تعتني بهم، تطعمهم وتسقيهم، حتى أن المخرج أمير رمسيس قال عن بيتها ''أشبه بسفينة نوح'' لكثرة الحيوانات التي تؤويهم.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان