إعلان

"ضياء فتحي".. حينما يتحول الحلم إلى كفن

10:06 م الثلاثاء 06 يناير 2015

النقيب ضياء فتحي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد الصاوي:

بخطى ثابتة ونفس واثقة، اتجه إلى ممارسة عمله المحفوف بالمخاطر، همّ لينزل إلى المحطة الأخيرة في حياته، إنه النقيب ضياء فتحي الذي تقدم بشجاعة وثقة ثابتين، وأمسك بالقنبلة رغم التحذيرات التي أطلقها المحيطين به من المواطنين.

ورغم نداءات زملائه بتوخي الحذر في التعامل مع العبوة، إلا أنه قرر عدم الالتفات إلى التحذيرات، والمضي إلى مهمته لإبطال مفعول القنبلة قبل انفجارها.

... لحظات معدودة احتبست فيها الأنفاس، وتيبست الكلمات وتحجرت الأعين في متابعة تعامل الضابط الشجاع مع الموت الموقوت بهذه الشجاعة، وفجأة يقطع التركيز والصمت دوي صوت الانفجار وتطاير الأشلاء، ويمتلئ المشهد بالدخان وتتعالى الصراخات... وإذا بالضابط ضياء ملقى على الأرض، ورغم شدة الانفجار إلا أن خوذته آبت أن تتركه في لحظته الأخيرة واستقرت بجانبه.

وحول مشهد الانفجار، وصف خبير مفرقعات وزميل للنقيب ضياء، ما حدث في انفجار الطالبية واستشهاد زميله، أنه ناتج عن كثرة كمية المتفجرات في العبوة، مشيرًا إلى أن البدلة الواقية لا فائدة لها في هذه الحالة، وهي فقط تضمن وجود جثة لدفنها، ليظهر جلياً أن البدلة المزعومة لا تقي شر الموت وأنها فقط تستعمل كـ"كفن" لتجميع أعضاء الجسد المتهتكة داخلها.

"يعتبر من أفضل ضباط إدارة المفرقعات على مستوى الجمهورية... شايل أكتر من 80% من شغل الإدارة في الجيزة"، هكذا تحدث اللواء مجدي الشلقامي مدير الإدارة العامة للحماية المدنية والقائد المباشر للنقيب ضياء فتحي ضابط المفرقعات بمديرية أمن الجيزة  الذي لقى مصرعه اليوم الثلاثاء، أثناء أداء عمله وقيامه بتفكيك عبوة ناسفة في محيط قسم الطالبية.

ضياء فتحي ابن محافظة الشرقية، يتمتع بالسمعة الحسنة وطيب الأخلاق بين ذويه وجيرانه من المحافظة، كما أنه يحمل نفس الرصيد بين زملائه بالإدارة، كان حلمه منذ الصغر دخول كلية الشرطة وارتداء البدلة الميري مثل أبيه، وبالفعل التحق بكلية الشرطة وتخرج منها عام2005 ، ليلتحق بعدها للعمل بإدارة المفرقعات بالجيزة، تزوج منذ أكثر من عام ونصف من طبيبة، ورزقه الله بطفلته "سيلين"، التي لم تكمل ربيعها الأول حيث تبلغ من العمر 5 شهور.

ضياء "أخو البنات" ، إنه الولد الوحيد بين 3 بنات شقيقاته، وأبيه كان ضابط شرطة وأحيل للتقاعد، مشهود له بالاحترام والتواضع بين أقرانه من أبناء قريته وبالالتزام والكفاءة بين زملائه من الضباط فالكل يشهد بكفاءته بداية من قياداته إلى الأفراد والأمناء الذين يعملون معه.

خرج ضياء من منزله كعادته يومياً منذ الثامنة صباحاً، وبوجه بشوش حيا زملائه وفريق العمل في إدارته، ودلف إلى مكتبه، وبعد ذلك ذهب إلى قائده اللواء مجدي الشلقامي، الذي كلفه بالمرور على السفارات، والوزارات دائرة المديرية وتمشيطها، وبالفعل توجه ضياء لأداء عمله دون كلل أو ملل.

يصفه اللواء الشلقامي بصوت يكاد تتساقط من الدموع، "آخر مرة شوفته كانت النهاردة وكلفته بالمرور على السفارات والمدارس والوزارات لأنه يعتبر أفضل ضابط عندي وشايل شغل الإدارة كلها"، ويكمل لما بوصول البلاغ كلفته بالذهاب الى موقع القنبلة والتعامل معها، إلا أنني فوجئت بخبر استشهاده".

ويضيف أحد زملائه " كنا بنتعلم منه وبيدربنا ومبيبخلش علينا بأي معلومة وكان بيحب شغله لدرجة لا توصف وكان لينا الشرف اننا عرفنا راجل بكل ما تحمل الكلمة من معاني.. الله يرحمه".

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان