إعلان

الشغف الذي تحول إلى جائزة.. بحث عن التراث الشعبي

02:06 م الإثنين 02 يونيو 2014

الشغف الذي تحول إلى جائزة.. بحث عن التراث الشعبي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:
''خمسة وخميسة''، ''امسك الخشب''، ''جت الحزينة تفرح ملقتش مطرح''.. بعض الأمثال التي يلهج بها ألسنة المصريين الأصليين، جمل رغم قدمها وعدم معرفة أساسها، إلا انها مازالت راسخة في العقول، حاضرة وقتما كان الموقف المساوي لها، لا تفرق بين غني وفقير.

لفت أنظار دكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بكلية الآداب جامعة القاهرة، التراث الموروث من أمثلة، معتقدات، وملابس، الممتد من عصور مضت، ولم يتأثر بتغير الأزمنة، فما كان منه إلا أن تغيّرت بعض السلوكيات وظل المفهوم ذاته ''زي السبوع لسه موجود لكن السلوكيات المتبوعة تغير بعضها''.

وهو ما جعله يقوم بدراسة علمية تعتمد على بيانات ميدانية لفهم أليات استمرار التراث الشعبي، وعرضها بكتاب ''إعادة إنتاج التراث الشعبي''، وفاز العمل بالجائزة العربية الكبرى للتراث لعام 2014، والتي تنظمها كل عامين، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ''ألكسو'' في مجال صون التراث اللامادي.

شغف ''المصري'' بالتراث واستماتته على البقاء حتى الآن، وحيره كيف أن معتقدات مثل الإيمان بالسحر يبقى حتى الآن، ليصارع آلاف التغيرات، ويظل موجودًا، عكف على تتبع التراث منذ التسعينيات، واقتطع من وقته ليلاحظ سلوكيات البشر مدة عشر سنين، فقام بجمع المادة من منطقة بولاق، وركز على المستويات الفقيرة، نظرًا لكونها منبع للتراث، حسب رأيه.

أصبح الباحث عن التراث جزءًا من تكوين بعض الأسر المصرية ببولاق، تعوّد على تواجده بين العائلات، لم يصبح مجرد ضيف، بعد فترة من الزمن أصبحت سلوكياتهم غير مصطنعة، يلاحظهم، وقت أكلهم، ثرثرتهم، وشجاراتهم، يسترعي انتباهه بعض السلوكيات المرتبطة بالتراث والثقافة الشعبية، بتعاون فريق معه، يقوم بجمع البيانات.

علاقته بالأسر بمنطقة بولاق، لم تكن فقط علاقة أستاذ جامعي بعينة، فقد استمر على تواصل بالبعض، إلا أن العدد الأكبر رآه كمنقذ لهم من المشكلات، وهو ما لم يرده الدكتور لبحوثه، فقد كانت بغيته الشعور التطوعي الذي لا ينتظر مقابل.

تحوّلت البيانات المجمعة مع الوقت إلى نتائج جاءت من خلالها كتاب ''إعادة إنتاج التراث الشعبي''، دكتور ''المصري'' يقول أن إعادة إنتاج التراث يأتي من خلال أربع محاور هم؛ التكرار، فالتراث يتكرر مع الوقت ''الاعتقاد بالحسد موجود لحد دلوقت''، واستعادة التراث فحينما تأتي مناسبة ما يتم تذكر السلوكيات التي تدار من حولها مثل ''شهر رمضان''، والاستعارة حيث يتبادل البشر السلوكيات، الطبقة الغنية تستمد التراث من الفقراء والعكس ''في بيوت الأغنيا بيعلقوا اكسسوار من سيوة كزينة وهو بالنسبة ليهم تراث''، ويأتي المحور الرابع، الابداع، وهو ما يقوم به فئة من الناس من ابتكار لسلوكيات جديدة.
لم يخال ''المصري'' أن عمله الجاد على مدار سنوات، سيلفت نظر أحد، ليقترح عليه أحد الأصدقاء تقديمه للجائزة العربية الكبرى للتراث، والتي قامت عام 2012، وبالفعل استرعى العمل انتباه لجنة التحكيم، حيث رأت أنه تأسيس لنظرية جديدة في فهم وتفسير التراث.

لم تقم الدولة بدعم دكتور ''المصري''، سوى بمنحة صغيرة من الجامعة، على حد قوله، وعبر الأستاذ الجامعي عن استيائه من الدعم القليل الممنوح للبحوث المماثله له، وقد فاز ''المصري'' من قبل بمنحتين من مؤسسة فورد فونديشن، وجائزة من الأمم المتحدة، تقرير تنمية بشرية عن قيم الشباب في مصر.

لم يضيق ''المصري'' بالاهتمام الضئيل الممنوح له من الداخل، يرى أن التقدير القادم من الخارج له سعادة أكبر ''برة فيه معايير موضوعية''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان