إعلان

''الاتحادية'' في الانتخابات.. سكون في رحاب ''انتظار'' دائم

09:43 م الإثنين 26 مايو 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- إشراق أحمد:

هدوء لا يقطعه إلا أصوات السيارات العابرة، أبواب محال مغلقة وأخرى مفتوح على استحياء رغم اقتراب الظهيرة، المارة قلة، الحياة تسير طبيعية، لا صوت يعلو فوق سكون محيط "الاتحادية" الذي اعتاد عليه ولو كان انتخابات الرئيس، فقط لافتات معلقة، نفير تطلقه سيارة تحيةً لـ"محمد سليمان" بائع الأعلام الذي وقف في شارع الميرغني، تاركًا قيادة "الميكروباص" في ذلك اليوم بشبرا الخيمة ليلوح بعلم مصر وفي واجهة المشهد القصر الرئاسي؛ "انتظار" التغيير بات رفيق مقر عمل الرئيس منذ ثلاثة أعوام، من إسقاط نظام إلى "المرشد" وأخيرًا انتظار ثاني رئيس خلال عامين.

حلم التغيير راود نفوس كان لها من الشجاعة لمواجهة المكان الذي ما عرفت قدم طريقها إليه إلا بإجراءات أمنية مشددة، فانكسرت بعد الخامس والعشرين من يناير وخاصة بعد التنحي، فكان الطريق واضح حينما انحدر مسار أول رئيس منتخب مع عودة إراقة الدماء، وكانت أحداث الاتحادية التي وقعت بعد إعلان دستوري في 22 نوفمبر 2012، كأنما القشة التي قسمت ظهر النظام الجديد ، لم تهدأ الأصوات والكتابات على حائط القصر، بل بقيت أثار إزالتها في انتظار الرئيس الجديد.

23 عامًا منذ افتتح "أشرف عثمان" محله، قرب القصر الرئاسي ظل يعمل، كان للأمر اختلافه لكن أصبح اعتياديًا بمرور الوقت، قبل 14 عامًا بدأ يراوده التفكير في تغيير "مبارك"، ليأتي أخر يصلح من شأن البلاد التي "احتل سلطتها" على حد قوله، لكنه ما تخيل يومًا أن يخرج الآلاف بل والملايين مطالبة بالأمر ذاته، "حسيت أني والناس اللي حواليا ملايكة" شعور تملك الرجل الأربعيني حينما ذهب إلى "التحرير" ليشارك بالثورة.

يمتعض وجه "عثمان" مع تذكر أيام تولي "محمد مرسي"، لم ير فيه الرئيس، كان تمنى رحيله أكثر من "مبارك" على حد تعبيره، أراد الرجل تغيير الأحوال الاقتصادية، أن يتحسن حال "الغلابة"، لتزداد رغبته مع وقوع أحداث الاتحادية، شارك في المظاهرات المنادية بإسقاط "مرسي"، بينما الآن داخل أركان محله الكائن على بعد خطوات من "الاتحادية" ينتظر الرئيس القادم ليحسن الوضع الاقتصادي والأمني للبلاد، لا ينحصر في "برج عاجي" بعيدًا عن الشعب كما فعل سابقوه على حد تعبيره، متوقعًا أن عودة المظاهرات إلى القصر لن تكون إلا فئوية وليس لإسقاط الرئيس القادم.

وبينما يتواجد الرئيس المؤقت "عدلي منصور" داخل قصر الاتحادية وتصطف قوات الأمن في أماكن قرب القصر لتأمين المكان، مكتفية بسير المارة قرب المبنى المغلق أبوابه منذ أحداث الاتحادية بجدران خرسانية وأسلاك شائكة، يتمسك أصحاب المحال بالأبواب الحديدية التي لجأوا إليها منذ وقوع اشتباكات في المنطقة.

"ولا كنا حاسين إن في قصر" علاقة "ماهر سليمان" بـ"الاتحادية" مع مرور الوقت باتت كأنها جيرة لأحد المحال، استوديو التصوير الخاص به بالرصيف المقابل لبوابة القصر في شارع الأهرام، شدة التأمين كانت في صالح أهل المنطقة على حد قوله، لا خوف على بضاعتهم ولا منازلهم، لم يكن "سليمان" في انتظار تنحي "مبارك" لأن التفكير لم يطرأ عليه قط "الحال كان كويس"، الأمان ووجود الزبون هو المهم، خلاف فترة "مرسي" الذي انتظر رحيله، بينما ينتظر فور عودته من الانتخابات أن تعود القبضة الأمنية لسابق عهدها.

"دلوقتي بيأمنوا الشارع اللي فيه القصر" قالها "محمد عبد المنعم" صاحب كشك، لم يكن هناك حاجب بينه و"الاتحادية" قبل عام، إذ بات يفصل الجدار الخرساني المقام بعض الطريق حتى نادي "هليوبلس"، ورغم مرور أيام طوال لكن لازال الجدار يحتجز "عبد المنعم" ورزقه خلفه.

قوات أمن قرب العقارات كانت مصدر أمن لوالد الأربعة أبناء لترك بضاعته دون خوف، بينما الآن يغلق الباب الحديدي والأقفال ولا يترك التوجس نفسه.

لا ينتظر الرجل الأربعيني الذي يقطن بالمنطقة منذ 20 عام أي شيء، لم يفكر يومًا في رؤية رئيس أو رحيله رغم مجاورة لمكانه "مش مستني من ده ولا ده حاجة"، الرزق ومداومة العمل هي شغله الأكبر، والجدار هو العائق الوحيد أمامه، فمسايرة تغير المنطقة "روكسي بقت شعبية" والأسعار المرتفعة مضطرًا له، وإن كان لابد من أمل في الانتظار فهو لإزالة تلك الأحجار "قالوا لنا بعد الانتخابات هيتفتح الطريق".

"خليها للزمن" جالسًا على مقعده داخل أركان "الكشك" ومن حوله بضاعته قال "عبد المنعم"، فالوقت بالنسبة له هو ما يظهر إذا كان يمكن أن تعود المظاهرات مرة أخرى مطالبة بإسقاط الرئيس القادم أم لا.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان