إعلان

''إسرائيل''.. طرف النزاع ''التاريخي'' خارج أجندة ''التهديدات''

06:18 م الأحد 09 فبراير 2014

''إسرائيل''.. طرف النزاع ''التاريخي'' خارج أجندة '

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- إشراق أحمد:

25 عامًا من الحروب، بدأت من أجل قضية لا زالت موضع الصراع منذ 1948، اتفاقية سلام توصل إليها الطرفين بعد حرب أخيرة في السادس من أكتوبر 1973، علاقات دبلوماسية نشأت، لكنها لم تحيدها عن توصيف ''طرف النزاع بالمنطقة''، عدو يقبع خلف الحدود عند عامة الشعب المصري بينما هو حليف سياسي عند الحكومات، وإن لم يكن فإعلاء كلمة الالتزام بالاتفاقية الموقعة كافٍ لها بالتزام الصمت، مع الإبقاء على كافة خيارات المواجهة المحتملة على كل المسارات.

''إسرائيل'' تاريخ طويل بالمنطقة غالبًا ما تأخذ موقف الهجوم، لم يُعتد منها الحياد، أو الصمت لكنها فعلت قرابة شهور ماضية. ارتباك، تخوفات، هدوء حذر، هكذا إسرائيل طيلة ثلاثة أعوام، منذ قيام ثورة يناير حيث انقلبت الموازين، وسادت ضبابية المشهد بالنسبة لها رغم التصريحات المؤيدة لنظام ''مبارك''، واستمرار العلاقات بينها ومصر على وتيرتها فترة حكم ''محمد مرسي''، لم تنقطع عن ممارسة ضغوطها داخل فلسطين وخاصة قطاع غزة، لكنها بعد 30 يونيو 2013 وإعلان مصر محاربة الإرهاب سادها رد فعل مخالف.

تعاون أمني

توسع التعاون الأمني بين مصر وإسرائيل أكدته الأخيرة في تقرير لعام 2013-2014 ''التقدير الإسرائيلي الاستراتيجي''، حيث جاء به أن '' إسرائيل تحاول مساعدة مصر في فرض سيطرتها على سيناء، بما فيه موافقة إسرائيل على زيادة التواجد المصري في سيناء أكثر مما اتفق عليه في اتفاقية السلام''.

أصبحت ''إسرائيل'' طرف لا يدخل ضمن حسابات التهديدات الخارجية التي تواجه مصر في الفترة الأخيرة وفقًا لخبراء سياسيين، فالأحداث لا تشكل خطورة على الأمن القومي الإسرائيلي أساس مصلحتها وأهميتها الوحيدة وهو ما وصفه التقرير الاستراتيجي ''الانقلاب في مصر لم يأت بمؤيدي إسرائيل إلى السلطة، لكنه أيضًا أبعد عن الحكم أولئك الذين تحفظوا على العلاقات معها لأسباب أيدولوجية''.

لا تشكل تهديدات حالية

''نهى بكر'' أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية وجدت أن ''إسرائيل'' لا تشكل أي تهديد بالوقت الحالي، فهي ''شايفة مصر تقوم بدور مهم في محاربة الإرهاب وده بيحافظ على الأمن القومي لها''.

وأوضحت ''بكر'' أن ذلك الموقف يأتي بعد تخوفات باتت بها ''إسرائيل'' في ظل نظام الرئيس السابق ''محمد مرسي'' لكثرة الحديث عن فلسطين وأنه لا وجود لكيان إسرائيل والارتباط الشديد ''بحماس'' رغم أن ذلك في الوقت ذاته عامل كان ''يبعد عنهم شر حماس''.

التقدير الإسرائيلي الاستراتيجي السنوي لعام 2013 -2014 ذكر أن ما حدث بمصر لم يؤثر على العلاقة مع إسرائيل بالعكس ''إسرائيل هي أحد المستفيدين من تغيير النظام في مصر'' حسب التقرير.

التزام الصمت

وقال ''منصور عبد الوهاب'' أستاذ الدراسات العبرية- جامعة عين شمس – إن إسرائيل في هذه المرحلة تلتزم الصمت وتستجيب لكل مطالب مصر من زيادة القوات في سيناء، وتعمل على تحقيق التوازن على مستوى العلاقات الدولية، مشيرًا أن مطالبة رئيس الوزراء ''بنيامين نتنياهو'' للحكومة بعدم التحدث عن الأوضاع في مصر باعتباره شأن داخلي دليل ذلك.

وأكد ''عبد الوهاب'' أن ''إسرائيل'' تظل حلقة الصراع الأولى في المنطقة، فهي لن تتوقف عن التربص ومحاولات التجسس والإيقاع بين الجيش المصري كما حدث في مذبحة ''رفح'' حسبما قال، وأن الصراع ممتد رغم وجود نبرة دبلوماسية أحيانا ونوع من التعاون أحيانًا أخرى.

مصالح مهددة

إسرائيل أصابها الإحباط مع سقوط الأنظمة وفقًا لأستاذ الدراسات العبرية، حيث تملكها الخوف من صعود قيادة تنال شعبية وفي تلك الحالة تستعيد مصر قوتها ومن ثم التصدي لمشروعها بالمنطقة.

وأضاف ''عبد الوهاب'' أن الوضع الحالي، والتعاون الملحوظ لا يمنع من وجود احتمالات تضعها ''إسرائيل''، إما اتباع سياسة عمليات التجسس للوقوف على مجريات الأمور، وكذلك وقوع حرب جديدة بينها ومصر، وهو ما عبر عنه تصريح ''نتنياهو'' بأن ''إسرائيل أمام حرب محتملة مع الجارة مصر'' على حد قوله.

وتابع أن احتمال الحرب لم يكن مطروحًا فترة حكم ''حسني مبارك'' استنادًا للاستقرار الحدود والالتزام بمعاهدة السلام، لكن بعد ''التنحي'' ووقت أن حدث انهيار للحدود، تحولت مجريات الأمور، فلزم ''بإسرائيل'' لأول مرة السماح أن تنتشر قوات الجيش على الحدود، فما فعلت ذلك وفقًا ل''عبد الوهاب'' إلا ''لمصلحتها''، نافيًا بدء التعاون الأمني بين الجيشين المصري والإسرائيلي في الفترة الأخيرة ''أيام مبارك كان في تعاون برضه على مستوى مراقبة الحدود وضبط العناصر المسجلة لكن دلوقتي زاد في السيطرة الأمنية والعسكرية على سيناء''.

اختراق الحدود المصرية

وعن اختراق الحدود المصرية من قبل إسرائيل قال ''عبد الوهاب'' إن التصريحات المصرية والإسرائيلية لم تذكر شيئًا عن ذلك ''إحنا بنسير على هذا الأساس''، ومن جانبه لا يعتقد أن'' إسرائيل تتبع أسلوب انتهاك الحدود بهذه الطريقة لأن ده يتعلق بالسيادة ولا تقدم على مثل هذه الخطوة بل فهي في هذه المرحلة تتريث تمامًا''

''إسرائيل طرف خارجي يحاول توظيف الصراع في مصر لمصلحته'' قالها ''جمال عبد الجواد'' أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية معتبرًا أن التهديد الداخلي هو ما تواجهه مصر بالوقت الراهن.

وتابع ''عبد الجواد'' أن مصلحة إسرائيل في استمرار الاضطراب الحالي لأطول فترة ممكنة، فهي لا تريد استعادة للاستقرار وبالوقت ذاته لا تريد لمصر الانهيار، الوضع المعلق هو الأفضل لها حسبما قال.

الشأن الفلسطيني

وعن الشأن الفلسطيني غير المنفصل عن العلاقة المصرية الإسرائيلية، يرى إن انشغال مصر بأوضاعها وكذلك الدول العربية يتيح الفرصة لانفراد ''إسرائيل'' بالقضية الفلسطينية في ظل حرمانهم من اهتمام عربي مؤكدًا تأثر مصر بذلك لأن ''أي تسوية في الوضع الراهن هتكون غزة خارجه وبالتالي هيبقى جزء من الوضع الفلسطيني عب على مصر''.

واستبعد أستاذ العلوم السياسية استغلال إسرائيل الوضع إذا ما آلت الأمور إلى فشل القوات المصرية في السيطرة على الأمن بسيناء، لتتدخل عسكريًا ''دي مسؤولية وعب إضافي أعتقد إسرائيل لا تحب أن تتحمله بالوقت الحالي'' لكن إذا حدث يرى ''عبد الجواد'' أنه يشكل خطورة على مصر، فحينذاك ''تقوم إسرائيل بتوسيع قطاع غزة على حساب مصر وتوطين فلسطين في قطاع غزة''، مؤكدًا ضرورة الانتهاء من ''الإرهاب'' في سيناء تجنبًا للوصول إلى تلك النقطة.

أما اتفاقية السلام التي يتخوف البعض من لجوء ''إسرائيل'' كذريعة لإعلان الحرب إذا ما تم الحديث عن تعديلها قال عنها ''عبد الوهاب'' الخبير في الشؤون الإسرائيلية إن ''الحديث دائما مش على اتفاقية السلام لكن تمركز القوات المصرية في سيناء من حيث العدد والعتاد''، وما تم تغييره وفقًا للأوضاع حدث تحت بند محاربة الإرهاب بالاتفاق بين الطرفين، معتبرًا أن ''إسرائيل'' تتخذ دور المتابع الحذر لمعرفة ما تؤول إليه الأمور.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: