إعلان

ذكرى الانتفاضة الأولى.. بعد 27 عام لازال بيد الفلسطيني ''حجر''

03:14 م الإثنين 08 ديسمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

يقفون في ثبات، صوب الدبابات والرصاص الغاشم، لا تملك أيديهم سوى حجارة، يحملونها كبارا وصغارا، فحق عليهم وصف ''انتفاضة الحجارة''، 27 عاما مرت على الانتفاضة الفلسطينية الأولى، لم تعد الأيدي تحمل فقط كسارة الصخور؛ يتخذ الفلسطينيون كل وسيلة ممكنة، لمقاومة محتل كتم على الأنفاس منذ عام 1948، هم أرباب المقاومة، يجوبون كل سبيل ممكن، بالكفاح المسلح تارة، وما يوازيه من فضح السياسة الصهيونية تارة أخرى، بالعلم والفن وكافة المجالات، داخل حدود الوطن وخارجه، منهم من يملك موهبة ما، ومن لم يجد، يبحث عن طريق يشارك به في إبقاء راية فلسطين ''خفاقة''، فصارت المقاطعة لإسرائيل بكافة أشكالها، ونشر تاريخ شعب محاصر؛ سلاح في يد البعض، ''حجر'' يقذفه، يقاوم به حال طفل يقف في جسارة بسيف خشبي أمام وحش جائر، يوجه له طعنات ربما لم تقتله لكن تنغص عليه بقاءه حتى يتراجع.

في جباليا أمام محطة وقود، انتظرت سيارة يستقلها عدد من العمال الفلسطينيين، فيما كان إسرائيلي يقود شاحنته بأقصى سرعة دون توقف حتى صدمهم، لفظ أربعة فلسطينيين أنفاسهم الأخيرة على الطريق، وأصيب أخرين، وخلال تشييع الجنازة خرجت الحشود غاضبة، تلقي الحجارة على الجنود الإسرائيليين، الذين بادلوهم بإطلاق النار، ليسجل التاريخ يوم 8 ديسمبر عام 1987 ذكرى شرارة أول انتفاضة بفلسطين، التي استمرت حتى 1991، انطلقت من غزة إلى كافة ربوع أرض الزيتون، شملت كل سبيل للمقاومة حينها، من تظاهرات، عصيان مدني، وكفاح مسلح.

لم يهن الشعب الفلسطيني، من الصمود في وجه انتزاع الأرض كل يوم وهم أصاحبها، فما سبيل سوى ''النفس الطويل''، فمع الاعتداءات الأخيرة على المسجد الأقصى، ووقوف المقدسيين أمام المستوطنين وجنود الاحتلال، اتخذ بعض الشباب وسيلة أخرى للمقاومة، تحت هاشتاج ''تحدي الأقصى''، خرجت الدعوات على غرار المنافسات الترفيهية، لكن بشكل جدي للمشاركة في نقل معلومات عن المسجد والقدس، بتبادلها مع ثلاثة من الأصدقاء، ومن لم يفعل، وجب عليه التقاط صورة له داخل الأقصى، ما كان الغرض سوى تذكرة العالم بتاريخ يسعى الصهاينة لدحضه.

''تخدم الشعب الفلسطيني أولا والعربي ثانيا'' كذلك ترى رهام مغربي التي شاركت في ذلك التحدي، كفلسطينية تعيش في الخارج، ففي ذلك إعانة للعرب بالغربة على تذكر ما مر وما عاناه المسجد الأقصى منذ وجوده إلى اليوم، وتعريف للغرب لماذا يثور الفلسطينيون ضد الجيش الصهيوني الاسرائيلي في تدنيس وتهويد القدس بعامة والأقصى بخاصة، فليس هناك أسرع من وسائل التواصل الاجتماعي لنقل المعلومات، فضلا أن وسيلة نشر الثقافة وتاريخ فلسطين والأقصى بصفة خاصة، فيه دعم للشعب الفلسطيني، الذي سيتذكر الأحداث المؤثرة في نفسيته، ومن ثم يثور ''الثورة الهائجة'' حسب قولها.

في عام 1989، خلال زمرة الانتفاضة الأولى، خرجت الدعوات لمقاطعة البضائع الاسرائيلية، نشرت الجرائد وقتها أن سلطة الاحتلال تأن جراء ذلك الفعل، من بريق تلك الكلمات استمد كرم جويحان حماسه، لعودة الفعل مرة أخرى، خاصة بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وما أعقبها من اعتداءات على الأقصى، وممارسات تعصبية يومية تواجه الفلسطينيين، يعيش طالب المرحلة الثانوية في الأردن ''لكن قلبي وضميري وكل شيء عايش في فلسطين''، لذا لجأ ''جويحان'' لأضعف الإيمان، في منطقة الكرك بالأردن، وقبل شهر بدأ يوزع المنشورات الحاثة على عدم شراء أي منتج يخص شركة إسرائيلية، يعلم أنها ليست المرة الأولى التي يقام بها تلك الدعوة، لكنها بمثابة ''حجر'' يلقيه ليحرك الماء الراكد ''أكتر شيء بتضر الجيش الصهيوني وهي الشيء الوحيد اللي بنقدر نعمله''.

''هذا المحل خالي من البضائع الإسرائيلية'' لافتة وضعتها بعض المحلات التي شارت بحملة الكرك نظيفة من البضائع الإسرائيلية ''حتى الأن 3 محلات استجابت للدعوة وفي محلات تانية بدها تقاطع'' حسب ''جويحان''، لا يريد ابن 16 عاما سوى توسع والانتشار الدعوة، ليشارك بها العرب جميعا، محدثا بالكلمات ذاتها التي يقولها لقريب أو صديق يبصره يشترى منتج إسرائيلي ''أنها بضائع إسرائيلية من خلال شرائك للمنتج 16% بتروح للجيش الاسرائيلي يعني بتساهم في قتل إخوانا في فلسطين.. اشتري منتج بلدك الخير يعم عليها بلدك أفضل من أنك تدعم الجيش الصهيوني''.

بعد 27 عاما على الانتفاضة الأولى لازال الشعب الفلسطيني يقف بـ''حجر'' أمام كل وسيلة، يحاول بها الاحتلال انتزاع أرضه وهويته، حاملين هم ومن يدعمون القضية الفلسطينية سلاح المقاطعة حتى وإن تعلق الأمر حتى بالترفيه، ففي عام 2012 خرجت الدعوات لمقاطعة سيرك ''دو سوليه'' العالمي الذي كان سيقيم عروض بالأردن في تلك الفترة، وذلك لقيامه بعروض داخل إسرائيل، وأخذ عدد من الكتاب والمثقفين يدعون لذلك، معيدين زهو فكرة ''المقاطعة''، التي تخفت بين الحين والآخر، ومنهم هشام البستاني -كاتب أردني- في جريدة القدس بتاريخ 1-6-2012، بمقال تحت عنوان سيرك ''دو سوليه'' الشمس التي تغطي بغربال ''إسرائيل''، فكتب ''المقاطعة هي آلية هامة وفعالة، خاصة إن ارتبطت باستراتيجية جذرية تهدف إلى تصفية المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني، وإن طبقت معاييرها دون انتقائية، فلا يستثنى منها الجهات المحلية التي تتلقى تمويلاً من هيئات ومؤسسات داعمة لـ''إسرائيل'' تتمحور أدبياتها حول دمجها في المنطقة''.

أصحاب ''السيوف الخشبية'' ممن يقاومون بسلاحهم الخاص من مقاطعة، أو نشر تاريخ وغيرها من الوسائل مهما بسطت أو عظمت، فهم على يقين إن لم تلك الأساليب ممكنة لتحرير فلسطين، فيكفي لها أن تؤثر على الكيان الصهيوني وتفضحه أمام العالم.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان