إعلان

سناء سيف.. السجن مستمر والروح حُرة

سناء سيف

سناء سيف.. السجن مستمر والروح حُرة

04:11 م الأحد 28 ديسمبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتبت-دعاء الفولي:

السجن كالشيب، يزحف على الروح، يأكلها في صمت، تظهر توابعه على الملامح، يرتعد البعض حال القبض عليهم، خاصة وإن قال عنهم الأهل والأحبة ''مظاليم''، ذلك الجزع لم يظهر على ملامح سناء سيف، المحبوسة في القضية المعروفة إعلاميا بـ''أحداث الاتحادية، منذ يونيو الماضي، حيث اشتركت في احتجاج ضد ''قانون التظاهر''، تم توجيه عدة اتهامات لها؛ كالاشتراك في تجمهر على خلاف القانون، وحيازة مواد حارقة ومفرقعات، واستعراض القوة واستخدام العنف.

أتمت ''سناء'' واحد وعشرين عاما أثناء فترة حبسها، وكانت قد بدأت إضرابا عن الطعام أواخر أغسطس الماضي، اعتراضا على قانون التظاهر المحبوسة بموجبه، ''سناء'' خيّبت آمال من اعتقدوا أن السجن يكسر، أو كما قالت عنها ''منى سيف'' أختها الأكبر: ''ماهما حاولت اشرحلكو مش بيفهمني بجد غير اللي بيزورها ويشوف بنفسه مش كلام عن القوة ومحاولة لتضخيم حالة النضال والكلام العبيط ده .. أبدا.. الحكاية إن سناء لقت نفسها جوة السجن.. أختي الصغيرة نضجت بشكل مرعب''.

قضت اليوم محكمة جنح مستأنف مصر الجديدة، برئاسة المستشار أحمد جمال سري، بقبول استئناف ''سناء'' و22 آخرين، على حبسهم 3 سنوات في قضية الاتحادية، وتخفيف الحكم إلى سنتين فقط مع الشغل وسنتين مراقبة، لم تُقبل ''سناء'' على السياسة اختيارا، فمنذ صغرها انخرط والدها المحامي، أحمد سيف الإسلام، في السياسة واعتقل أخيها ''علاء عبد الفتاح'' الذي يكبرها بـ12 عاما، ورغم بُعد دراستها بكلية اللغات والترجمة بجامعة أكتوبر عن المجال الحقوقي، إلا أنها انضمت بعد الثورة لكتيبة المدافعين عن حقوق المعتقلين، عن طريق حملة ''الحرية للجدعان''، والتدوين عنهم بشكل عام.

يقول الكاتب طاهر بن جلون في رواية ''تلك العتمة الباهرة'' إن الإنسان مُذهل، لديه من الإرادة ما لا يُحسب له حساب. بإحدى الصور التي انتشرت على موقع فيسبوك، كانت ''آخر عنقود'' عائلة سيف تجلس مع فتيات أخريات، شعرها الأسود مفرود على ظهرها، ترتدي الجلباب الأبيض الخاص بالسجينات، تم تذييل الصورة بتعليق من ''منى'' قائلة: ''سناء ويارا وسلوى وسمر ورانيا في غرفة المداولة.. البت سناء عاملة شعرها.. قادرة والنيعمة''.

لم يبق من سناء التي تقبع الآن بسجن القناطر، سوى صور تُنشر عادة قبيل الجلسات، مصحوبة بدعوات البعض للإفراج عنها، أو التعليقات الغاضبة، غير أن وجهها يظل مبتسما بسلام، ليست مجرد ابتسامة اصطناعية لإبراز القوة، لا تحتج الفتاة العشرينية على السجن بالإضراب فقط، وإنما بسؤالها عن حال المعتقلين الآخرين، تكتب إذا استطاعت عن الجنائيات اللاتي يعانين داخل الزنزانة لتوصيل أصواتهن، تُصر على الاشتباك مع بدايات الشيب الذي يتسرب لأرواح السجناء، لعلها تنتصر في النهاية.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان