إعلان

''ابني''.. اكتشف ''الكنوز المفقودة'' في شخصية طفلك

07:28 م السبت 13 ديسمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- دعاء الفولي:

يذهب الطفل إلى المدرسة، يتعلم قيم عديدة؛ العدل، السلام، التعاون وغيرها، يخرج إلى المجتمع فيصطدم بالتضاد بين ما تعلمه من كلام مثالي والواقع، لاحظ عماد سرحان وزوجته علياء أنور تلك الأزمة منذ عام 2008، يعرفان أن البداية عند الطفل دائمًا، إذا تعلم أن ينفذ ما يتعلم وأن يختار طريقه، فإن مشكلة الأجيال التي تعاني فصاما بين التطبيق والكلام ستنتهي ولو بعد عشرين عاما.

''ابني'' هو اسم المؤسسة التي أنشأها الزوجان، يسعون فيها لتدريب الأطفال على تطوير مهاراتهم، ''بنحاول نخلي الطفل مفيد في المجتمع''، قال ''سرحان''. رغم أن دراسة كل منهما كانت في مجال إدارة الأعمال، إلا أن ذلك الاتجاه استهواهما، وبناء عليه بحثا في أغوار التنمية البشرية وتربية الأطفال، حتى وصلا لإنشاء الجمعية.

يتعامل صاحبا المؤسسة بمبدأ أن الأطفال منتجين منذ الصغر، يعلمونهم أن اتخاذ قرارات الحياة بأنفسهم هو الأهم، فحتى لو بدا الشخص ناجحا فهو ليس كذلك إن كان مدفوع برغبات من حوله ينفذها معظم الوقت ''بنقولهم مثلا إن مش لازم كلنا نطلع دكاترة ومهندسين زي ما الأهالي بتقول.. لازم يبقى فيه مهن تانية عشان نكمل بعض.. المهم تحب اللي بتعمله''، التشارك بين الأطفال قيمة أخرى يغرسها الزوجان بالتطبيق العملي، من خلال عمل مسابقة وتكوين فرق صغيرة للعمل سويًا، كما يرسخان ثقة الأطفال بأنفسهم ''الصغيرين عندهم مواهب عظيمة ممكن متبقاش متشافة''.

مع الوقت شعر ''سرحان'' و''علياء'' أن الكبار يحتاجون لتنمية مهارات التواصل مع الأطفال أيضًا، سواء المدرسين أو الآباء والأمهات ''عشان تربي ابنك صح محتاج تتدرب.. وللأسف فيه مدرسين شايفين إن شغلتهم يقولوا المناهج وخلاص''، قالت ''علياء''، ارتأيا أن أنسب وسيلة لتوصيل الفكرة هو التعامل مع المدارس الخاصة كبداية وتنظيم ورش للمدرسين وأولياء الأمور ''كان نفسنا نكمل في المدارس الحكومية لكن الإجراءات صعبة''، يستهدف الزوجان الشريحة المتوسطة من المواطنين، فالمدارس الحكومية بها إهمال أكبر بحكم العدد وتراجع مرتبات المدرسين، ولكن حتى في المدارس الخاصة وجدا قصورا في التعامل مع التلاميذ.

يذكر ''سرحان'' عندما ذهبا إلى إحدى المدارس، وقيل لهم أن هناك فصل في الصف الأول الثانوي لا يهتم الطلاب فيه بالدراسة ''فاشلين بمعنى أصح''، ليجلس الزوجان مع تلاميذ الفصل، يتحدثان معهم عن أحلامهم، فوجئا أن الفصل يمتلئ بمواهب عديدة؛ من طالبة تحب الإنشاد الصوفي، لطالب مخترع، وآخر بطل في الرياضة، وممثل ومن يكتب شعرًا  ''كل دة كان في فصل واحد.. رغم إن المدرسين بيدخلوا ليهم ماسكين عصاية طويلة''، لم يكتفيا بطرق أبواب المدارس؛ فحاولا فتح أفق أخرى للحديث مع الناس.

الندوات كانت أحد السبل التي اتبعها الزوجان، آخرها كانت عن التحرش عقب قتل الطفلة زينة واغتصابها، وتم عقدها في بيت السناري، بمنطقة السيدة زينب، ومن جهة أخرى نزول المواصلات العامة كالمترو كان حلًا مطروحا، خاصة من قبل ''علياء'' التي اتخذت فيه خطوات جدية، للتحدث عن قيم التربية والمفاهيم المختلفة في التعامل مع الطفل، لم تكن ردود الأفعال بالمترو مرضية ''عدد قليل كان بيهتم والباقي لئما بيضحك او بيعمل نفسه مش واخد باله''، كما ينظم صاحبا الجمعية بين وقت والثاني يوما في أحد الأماكن المفتوحة كحديقة الأزهر، فيها يتم إعطاء الأطفال مشكلات وفتح المجال لهم لحلها، بالإضافة لفرد مساحة لإخراج مواهبهم المختلفة من رسم وغناء وغيرها.

تواجه صاحبا الجمعية مشاكل بطبيعة الحال؛ فبعدما كان لهم مقر بمنطقة الدقي، عقب ثورة يناير، لم يعد لديهم مكان للاجتماعات مع المتطوعين الآن، نتيجة ضعف التمويل الذي يعتمد عليهما بشكل كامل، وهذا يمنع الكثير من النشاطات التي من الممكن القيام بها، فتأجير أي مكان يتكلف مبلغ ضخم، كما يعاني القائمان على المؤسسة من عدم وجود علاقات عامة تتحدث باسمهم، ولا وسائل تواصل جيدة؛ حيث قاما بإنشاء موقع إلكتروني وصفحة على موقع فيسبوك، لكنهما غير كافيان؛ فالموقع يقوم عليه أحد المتطوعين بشكل مجاني ولذلك كفاءته أقل.

التصنيف أزمة أخرى يعاني منها الزوجان، ففي انتخابات 2012 حاولا الانضمام لأحد الأحزاب السياسية للعمل معهم على تطوير فكرتهم وتقديمها، غير أن الحزب أراد تطويعها للأهداف السياسية، كما أن التصنيف الشكلي يلاحقهما، فالزوجة منتقبة ''عشان كدة البعض بيفتكرنا إسلاميين ومبيحبش يتعامل معانا''، بينما يتقرب منهم بعض أعضاء التيار الإسلامي من الجهة الأخرى، ولكن بمجرد الحديث عن أفكارهما التي تقوم على عدم التفريق بين الناس طبقًا للجنس أو اللون أو الديانة يصبحان غير مرحب بهما ''مشكلة المجتمع عندنا إنه بيحب ياخد الاتجاه المتطرف سواء لليمين أو اليسار ودة بيؤذينا احنا''، يتجنب ''عماد'' و''علياء''  التطرف في تربية طفليهما، مريم وعبدالله.

مؤتمر الطفل العربي كان حلم صاحبا جمعية ''ابني'' الأول، تمنيا أن يُعقد بالقاهرة وتحضره الجهات والمؤسسات المهمومة بتربية الأطفال من أكثر من دولة عربية، لكن مع الانفلات الأمني الذي عقب ثورة يناير لم يتم المؤتمر، ليؤجل ضمن الأشياء الأخرى، يعمل الزوجان الآن على استكمال مشوارهما في حدود الإمكانات المتاحة لإصلاح عقول الأطفال، وبجانب ذلك يسعيان لتنظيم يوم ضد التطرف، في القاهرة، يغني فيه ثلاث فرق من الديانة الإسلامية، المسيحية واليهودية، لتعميق فكر التسامح ''ونفسنا يتعمل في فلسطين بالتوازي مع القاهرة.. بنفكر نعمله اول السنة وبدأنا نتكلم مع الفرق بالفعل''، على حد قول ''علياء''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان