إعلان

بين عطل وصيانة وسوء استخدام..من يدفع فاتورة تأخر المترو؟؟

06:47 م الخميس 30 يناير 2014

بين عطل وصيانة وسوء استخدام..من يدفع فاتورة تأخر ا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إشراق أحمد:

تتسارع الخطوات، تهم بركوب العربة قبل أن تنغلق الأبواب فيطيل بها الانتظار ومعه يتأخر الوصول، أصوات باعة تزاحم سكون الركاب، كحالها وقت الزحام وذروة لم تبدأ بعد، الوجوه في انتظار توقف مترو الأنفاق في محطته، يسير القطار بسرعته، قبل أن يتوقف فجأة.

أبواب مفتوحة تضيق معها الصدور شيئًا فشيئا، مللاً الانتظار، العيون تنظر بين الحين والآخر للأبواب التي لا تنغلق، دقائق ويحدث ما أرادت، يتحرك القطار لكن يخيب الرجاء في عجلة الوصول، مع بطء حركة المترو.

هبوط خفيف في القضبان بين محطتي أنور السادات وجمال عبد الناصر، أعلن عنه جهاز تشغيل مترو الأنفاق، بينما لا يعرف الركاب داخل العربات سوى الظن بأنه عطل بطبيعة الحال مع كل مرة يتوقف، ربما لباب مفتوح عنوة، انضم إليها هاجس مواكب لظروف البلاد الفترة الأخيرة بوجود "قنبلة" أو شيء من هذا القبيل.

"هم فتحوا السادات؟ أمال وقف ليه؟"، تساءلت فتاة داخل عربة المترو بخط "حلوان- المرج"، بينما يمر القطار على مهل مع الاقتراب من المحطة المغلقة منذ تظاهرات 30 يونيو، يستمر في ذلك حتى عبور النفق بينه ومحطة "الإسعاف".

"انا عند الحتة الضلمة"، هكذا تقول الفتاة -التي بدت عشرينية- لمحدثها عبر الهاتف، مضيفة "تقريبا في حاجة، في ناس تحت على القضبان"، لتجيبها أخرى تجاورها؛ "في صيانة أعطال"، بينما يظهر صوت ثالثة مبررةً التأخر على من ينتظرها "لسه داخلة على محطة عبد الناصر..المترو ماشي بالراحة".

على رصيف المحطة بعد الوصول إلى "جمال عبد الناصر" جلست "رحاب محمود"، تلتقط أنفاسها، فضلًا عن انتظارها لصديقتها، فطالبة الفنون الجميلة توجست خيفة جراء تخفيف المترو لحركته بين المحطتين، تعرقت يداها، لم تعلم ماذا يفعل هؤلاء الرجال المرتدي بعضهم "سترة صفراء" دليل على أنهم تابعين لعمل المترو؟

ظنت الفتاة أن هناك شئ، سيسبب الضرر للركاب خاصة وأن ذلك حدث بالمكان المظلم بين المحطتين "منظر الناس اللي كانوا تحت رعبني خاصة إن في قلق في البلد".
حركة القطار البطيئة أو توقفه يصيب "رحاب" بالذعر، خاصة مع الزحام، نظرًا لانغلاق الأبواب على مَن فيه مع قلة التهوية، حسبما ذكرت.

موقف مماثل حدث، أصاب الفتاة بتلك الحالة تذكرته الفتاة القاطنة بمنطقة مايو، حينما كانت عائدة إلى منزلها بعد انتهاء يومها بالكلية؛ وقت الظهيرة استقلت "رحاب" المترو، ذلك اليوم الموافق لتلك الأيام " كان برضه في يناير السنة اللي فاتت"، إذ توقف القطار بمحطة السيدة زينب و"فضل المترو مقفول علينا وفين لما فتح"، بعد ثلث الساعة، حسبما قالت الفتاة، أعلن السائق أن القطار لن يتحرك فنزلت الفتاة مع الركاب، واستمرت ساعة أخرى من الزمن تبحث عن وجهتها خارج محطة المترو؛ "فضلت أطلع من كذا مكان..مش عارفة لأني مابنزلش هناك كتير"، وظلت منتظرة حتى إعلان قدوم مترو آخر.

غلق الأبواب فترة توقف القطار على المحطة دون سبب، ونسيان السائق إنارة العربات وقت عبوره بين المحطات الارضية، أكثر ما يضيق له صدر "رحاب" ودائمًا ما يعزي سبب توقف القطار إلى هذا "العطل".

لم تشهد محطات خط مترو انفاق "حلوان - المرج"، الذي أجري على قضبانه أعمال الصيانة أول أمس، أي إعلان من قبل الإذاعة الداخلية للمترو، بوجود تلك الأعمال، لتنأى بالركاب عن سؤال السائقين، فقط ورقة معلقة بصالة محطات نهاية الخط لتنبيه السائقين بالسرعة المحدد السير، وفقًا لها ومواعيد انتهاء الصيانة، ومَن تسوقه أقدامه لنهاية الخط، هو فقط مَن يعلم بذلك، رئيس شركة المترو هو المخول له إعطاء الأمر للمحطات، لإذاعة مثل تلك الأخبار لأن الأمر من شأنه إحداث "شوشرة من غير لازمة"، حسبما قال "عادل سعيد" ،سائق بذات الخط؛ "حلوان - المرج".

هرولة من محطة "طرة البلد" حتى حلوان، حيث جامعة "محمد عبد الله"، إذ اقترب موعد امتحانه لإحدى مواد دراسته بكلية التجارة في العام الدراسي الماضي، والقطار توقف بلا حركة، الوقت يمر فلم يجد "محمد" وأقرانه سبيلًا سوى الجري.

كان موعد الامتحان في الثانية ظهرًا، غير أن طالب الفرقة الثانية وصل في الثالثة إلا عشر دقائق، ولولا تأخير الإمتحان وقتها، قدرًا من قبل الكلية، لما استطاع اللحاق به.

لم يلق "محمد" بالًا للعطل الذي تعرض له القطار "مخدتش بالي والله"، فالأمر أصبح بالنسبة له معتادًا "خلاص اتعودت على كده"، فحتى الزحام بات شيء معتاد للشاب.

"ماشين براحتكوا ليه"، سؤال ظل يلاحق السائق "سعيد" من قبل الركاب منذ يومين، حيث بدأت أعمال الصيانة، ومن بعده يستوعب السائل ويفهم أنه لا توجد أعطال، فإذاعة الأمر بالمحطات الداخلية بالنسبة له "هيخفف عننا جامد"، كما يقول سعيد، مما دفعه وزملائه اليوم بمطالبة الإدارة بفعل ذلك.

3 دقائق هى مدة التقاطر - الفاصلة بين قطار وآخر، وتصرفات الركاب من الإمساك بالأبواب وغيرها، ما يدفع القطار للتأخر، ومن ثم الظن أن هناك عطل ما، والأمطار هى أكثر الأسباب التي توقف المترو، وكذلك أعمال الصيانة وخلاف ذلك يكون التأخر، على حد قول "سعيد" ما هو إلا "سوء استخدام الركاب".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان