إعلان

''إسراء'' الفتاة الملثمة في ''محمد محمود''.. رفض ''الظلم'' لا يحمل استثناء

04:27 م الأربعاء 20 نوفمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إشراق احمد:

أخذ الهتاف المصاحب لدق الطبول يعلو بشارع ''محمد محمود''، رافضًا لأفعال وزارة الداخلية، مطالبًا بمحاكمة المتورطين والقصاص، محييًا ذكرى الأحداث التي وقعت بذلك الشارع على مدار عامين متتاليين؛ وقفت خلف الجمع تهتف بين الحين والآخر فتاة اتشحت بالسواد زينه ''مشبك'' كُتب عليه ''وبشر الصابرين''، حملت حقيبة ظهر، تلثمت بقطعة قماش بيضاء لم تُظهر سوى عينيها.

''إسراء المشدّ'' هيئتها الملثمة أعطت انطباع للبعض أن شيئًا ما سيحدث، وآخرين أعادت لهم ذكرى قنابل الغاز المسيل للدموع، لكنها ما تهيأت بذلك إلا خشية معرفة والديها بتواجدها في ذلك اليوم إذا ما ظهرت مصادفًة أمام كاميرات التليفزيون.

الفتاة العشرينية اضطرت أن تشارك دون إعلام والديها رغم عدم رفضهم لتلك التظاهرات والفاعليات بقدر خوفهم على ابنتهم '' عشان أنا بنت وكده''، ''إسراء'' التي لم تترك حدثًا منذ 25 يناير إلا شاركت فيه، أيضًا دون علم والديها قبلها وإن كانت تخبرهم بعدها.

''بابا خايف من الاعتقالات، وقالي لو ضامن إنك هتستشهدي كنت أخليكي تنزلي''، قالتها الفتاة الأزهرية عن موقف والدها الذي تضعه هي أيضًا في حسبانها ''الاستشهاد أفضل كتير من الاعتقال''، لكنها لم تستطع منع نفسها عن المشاركة في الأحداث إيمانًا منها بضرورة قول كلمة حق ضد الظلم.

''أنتِ إخوان؟'' تساؤل واجهته ''إسراء'' وسط شارع ''محمد محمود'' الذي شاركت في أحداثه الأولى، وحضرت للمشاركة في ذكراه الثانية، بينما عُلق على مدخله لافتة ''ممنوع دخول عسكر .. فلول.. إخوان''، وكذلك من أصدقائها منذ أن ذهبت لاعتصام ''رابعة العدوية''، القريب من منزلها في مدينة نصر، برفقة والديها للمرة الأولى رفضًا لما وصفته بـ''الانقلاب العسكري''.

''أنا مش إخوان لكن ضد الظلم '' هكذا يأتي رد الفتاة العشرينية التي وجدت نفسها في الذكرى الثانية لأحداث ''محمد محمود'' وحدها دون أصدقائها الثلاثة الذين لازموا مرافقتها أثناء الأحداث في 2011، وشاركوا معًا بهتاف ''يسقط يسقط حكم العسكر'' والمطالبة '' بالقصاص''؛ فجميعهم رفضوا المشاركة لأنهم ''مؤيدين للجيش والسيسي لأنه اللي شال الإخوان مش أكتر''، بينما ترى ''إسراء'' إن قضيتها ضد ''الداخلية والعسكر''.

''إسراء'' ترى أن كلمة الحق تُقال في أي مكان به ظلم دون استثناء؛ فهي لا تؤيد قادة جماعة الإخوان المسلمين، لكنها ترفض إقصاء الأفراد المنتمين لـ''الجماعة'' وتعرضهم للظلم على حد تعبيرها ''مش كانوا زمان بيقولوا إنهم ظالمين، دلوقتي بقوا مظلومين بشكل فظيع''.

كما ترفض ما اعتبرته ''انقلاب'' على الشرعية ''لما اشيل رئيس اُنتخب ولو كان أخطأ يبقى اسمه إيه ده انقلاب عسكري مفيش كلام''، وكذلك أبدت ضيقها من الشعارات التي ترددت بـ''محمد محمود'' واختلط بها شتائم وتعامل البعض مع فكرة عدم دخول ''الإخوان''، رغم مشاركتها هتافهم في المطالبة بـ''القصاص''.

''أقول كلمة حق عشان لما أموت وأقابل ربنا أقله وقفت قدام الظلم وقلت كلمتي وإن شاء الله أهلي يسامحوني''، قالتها الفتاة العشرينية التي رغم إيمانها بحريتها في الإشارة بعلامة ''رابعة'' كما يشير مَن بـ''محمد محمود'' بعلامة ''تالتة'' رمزًا لشعارات ''عيش .. حرية .. تطهير الداخلية''، طالما الجميع مشتركون ضد ''الظلم''؛ إلا أنها ترددت قليلًا ''عشان ميحصلش قلق''.

دقائق معدودة وقررت ''إسراء'' تنفيذ ''حريتها'' فأشارت بهدوء دون إشهار للجمع المتواجد بعلامة ''رابعة''، غير أن البعض جوارها سرعان ما دخلوا في مناقشة كادت أن تحتد لولا انصراف الفتاة ملتزمة الصمت والهدوء تجاه الرصيف المقابل.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان