إعلان

''الجمسي''.. مهندس حرب أكتوبر و''ثعلب'' مفاوضات الكيلو 101

11:57 ص الأحد 06 أكتوبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نوريهان سيف الدين:

وصفته ''جولدا مائير'' بـ''الجنرال النحيف المخيف''، هو أخر وزير للحربية قبل أن تتغير إلى ''وزارة الدفاع''، وتم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدًا عسكريًا في التاريخ، كما شغل منصب رئيس المخابرات الحربية (1972)، ورئيس أركان القوات المسلحة (1973)، ووزير الحربية (1974).

''المشير محمد أحمد عبدالغني الجمسي''.. المولود في 1921، والمتوفي في 7 يونيو 2003؛ تقدم باستقالته من القوات المسلحة عقب هزيمة مصر في يونيو 1967، ليفسح للجيل الجديد الفرصة لاسترداد الأرض المحتلة، إلا أن الرئيس ''عبدالناصر'' رفض استقالته، بل أسند إليه مهام الإشراف على تدريب الجيش المصري مع عدد من القيادات استعدادا لـ''حرب الاستنزاف''.

كان ''الجمسي'' من أكثر قيادات الجيش دراية بالعدو، فساعده ذلك على الصعود بقوة، فتولى هيئة التدريب بالجيش، ثم رئاسة هيئة العمليات، ورئاسة المخابرات الحربية، وهو الموقع الذي شغله عام 1972، ولم يتركه إلا أثناء الحرب لشغل منصب رئيس الأركان.

''كشكول الجمسي''.. هي الدراسة التي وضعها ''المشير الجمسي'' قبل حرب أكتوبر، عندما كان رئيسا لـ''هيئة عمليات القوات المسلحة''، قام فيها بإعداد دراسة عن أنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية، حتى توضع أمام الرئيس ''السادات'' والرئيس السوري ''حافظ الأسد''، لاختيار التوقيت المناسب للطرفين، وتقوم الدراسة على دراسة الموقف العسكري للعدو وللقوات المصرية والسورية، وتم اختيار يوم 6 أكتوبر بناء علي تلك الدراسة.

كان ''الجمسي'' هو المسئول الأول عن التحركات الميدانية للمقاتلين في ساحة المعركة، وعاش ساعات عصيبة حتى تحقق الانتصار، لكن أصعبها تلك التي تلت ما عرف بـ''ثغرة الدفرسوار''، بأن نجحت القوات الإسرائيلية في اقتحامها، وأدت إلى خلاف بين الرئيس ''السادات'' ورئيس أركانه وقتها ''الفريق سعدالدين الشاذلي''، الذي تمت إقالته على إثرها، ليتولى ''الجمسي'' رئاسة الأركان، فأعد على الفور خطة لمحاصرة وتدمير الثغرة وأسماها ''شـامل''، إلا أنها لم تنفذ نتيجة صدور وقف إطلاق النار.

رقي ''الجمسي'' عقب الحرب مباشرة لرتبة ''فريق أول'' مع توليه منصب ''وزير الحربية'' عام 1974، وقائد عام للجبهات العربية الثلاث عام 1975، و اختاره ''السادات'' قائدا للمفاوضات مع الإسرائيليين، و كان من أشرس القادة المتفاوضين مع الجانب الإسرائيلي في مباحثات السلام -الكيلو 101، حتى أنه خرج على الجنرال ''ياريف'' رئيس الوفد الإسرائيلي دون إلقاء التحية أو المصافحة.

وبكل تجاهل جلس ''الجمسي'' مترئسًا الوفد المصري مفاوضًا، فأسرع وراءه قائد الوفد الإسرائيلي الجنرال ''عيزرا وايزمان'' الذي أصبح رئيسًا لإسرائيل فيما بعد، وقال له: ''سيادة الجنرال، لقد بحثنا عن صورة لك وأنت تضحك فلم نجد، ألا تضحك أبدًا ؟''؛ فنظر إليه القائد المصري شزرًا ثم تركه ومضى،  وبعدها كتب ''وايزمان'' في مذكراته عن المشير الجمسي : ''لقد هزني كرجل حكيم للغاية، إنه يمثل صورة تختلف عن تلك التي توجد في ملفاتنا، ولقد أخبرته بذلك''.

في يناير 1974، أخبره ''كيسنجر'' بموافقة ''السادات'' على انسحاب أكثر من 1000 دبابة و70 ألف جندي مصري من الضفة الشرقية لقناة السويس، فرفض ''الجمسي'' وسارع بالاتصال بالسادات الذي أكد موافقته؛ وكان صدام القرار الاستراتيجي والعسكري، ليعود الرجل إلى مائدة التفاوض يقاوم الدموع، ثم لم يتمالك نفسه فأدار وجهه ليداري دمعة انطلقت منه حارقة؛ حزنا على نصر عسكري وأرواح آلاف الرجال تضيعها السياسة على موائد المفاوضات. وكانت مفاجأة لهنري كيسنجر أن يرى دموع الجنرال الذي كثيرا ما أسرّ له القادة الإسرائيليون بأنهم يخشونه أكثر مما يخشون غيره من القادة العسكريين العرب.

ظل ''المشير الجمسي'' يكن احترامه لنفسه وللآخرين وامانته في التعاملات، فبالرغم من أن استقالته من وزارة الدفاع جاءت بعد خلاف مع السادات بسبب عدم موافقته علي نزول الجيش المصري للقاهرة لقمع الاحتجاجات (التي جرت بسبب ارتفاع الأسعار)، إلا أن الرجل باحترام نادر لم يستغل الخلاف مع السادات كي يسئ له بعد مماته وخصوصا في ''مذكراته'' التي كتبها بعد وفاة السادات لتأريخ سنوات الحرب، وكذلك لم يسئ أبدًا إلى أي قائد وخصوصًا الفريق ''الشاذلي''، والتزم المشير عبد الغني الجمسي كثيرًا من الصمت بعد حرب أكتوبر وحتى فترة طويلة بعدها.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان