إعلان

بالفيديو والصور- بعد 50 عامًا.. معابد أبوسمبل تكشف عن أسرارها

11:35 م الثلاثاء 18 سبتمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أسوان - إيهاب عمران:

مرت 50 عامًا على إنقاذ معابد "أبوسمبل" التي تعد من أقدم وأعرق المواقع الأثرية المصرية، من الغرق، أثناء بناء السد العالي، تكشف الآثار الفرعونية عن أسرارها بعد آلاف السنين، وليس فقط بعد نصف قرن.

"تغير ميعاد ظاهرة تعامد الشمس بعد نقل المعبدين".. فاجأنا الدكتور أحمد صالح، مدير عام آثار بالعبارة، مضيفًا أن عملية الإنقاذ والنقل استغرقت حوالي 4 سنوات ونصف، توقفت فيها زيارة المعبد، وتمت على 4 مراحل فكانت المرحلة الأولى بإقامة سد عازل بين مياه النيل وبين المعبدين، لحماية المعبد من المياه التي يرتفع منسوبها بسرعة.

أما المرحلة الثانية فكانت بتغطية واجهة المعابد بالرمال أثناء قطع الصخور، ثم انتقل المهندسون إلى المرحلة الثالثة بتقطيع كتل المعابد الحجرية ثم ترقيمها حتى يسهل تركيبها بعد النقل، ثم جرى نقلها إلى مكان المعبد الجديد، والذي يبعد عن المكان القديم بحوالي 180 مترًا، وعلى ارتفاع 60 مترًا، عما كان عليه سابقًا.

وبعد نقل جميع الأحجار من موقعها القديم، جرى البدء في المرحلة الرابعة بتركيبها مرة أخرى بداية من قدس الأقداس أي آخر جزء بالمعابد من الداخل، وحتى البوابة الخارجية، كما جرى بناء قباب خرسانية تحت صخور الجبل الصناعي، وفوق المعبدين لتخفيف حمل صخور الجبل على المعبدين.

وأضاف "صالح" أنه بعد نقل المعبد تغير ميعاد ظاهرة تعامد الشمس فتأخّر يومًا ليصبح 22 أكتوبر و22 فبراير بدلًا من 21 أكتوبر و21 فبراير, كما تغير مكان مقبرة القائد العسكري البريطاني انشمان تدزول، والتى كانت في الفجوة الجنوبية للمعبد جنوب الواجهة فتم نقلها شمال المعبد الصغير على بعد 100 متر وبعد عملية التطوير عام 2001 تم إخراج المقبرة خارج أسوار المعبد.

على الجانب الآخر انتقد العاملون بالسياحة بأسوان وزارتي الآثار والسياحة لعدم استغلال مناسبة مرور 50 عامًا على إنقاذ معبدي أبوسمبل في الدعاية والترويج السياحي لأسوان.

فيما قال عبدالناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين السابق بأسوان إنه كان يجب إقامة احتفال عالمي كبير بمناسبة اليوبيل الذهبي لإنقاذ معبدي أبوسمبل، ودعوة ممثلين للدول الخمسين التي شاركت في إنقاذ المعبدين، والمدير العام لمنظمة اليونسكو وتكريمهم، ونقل الاحتفال عبر وسائل الإعلام العالمية لهذه الدول ليكون أفضل دعاية سياحية للموسم الجديد.

أسرار أخرى

"كان جديرًا بمتحف المتروبوليتان أن يبادر بالعون العلمي لإنقاذ هذا التراث الإنساني بدلًا من التفكير في شرائه" بهذه العبارة الشهيرة والخالدة رد الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة المصري على السفير الأمريكي ومدير متحف المتروبوليتان بنيويورك، واللذان عرضا عام 1958 شراء معبدين من معابد مصر المهددة بالغرق بعد بناء السد العالي.

كانت العبارة حافزًا للدكتور ثروت عكاشة، وزير ثقافة الفقراء كما أطلق عليه المصريون للتفكير في حل لإنقاذ المعابد المصرية في بلاد النوبة من الغرق بعد بناء السد العالي، ما دفعه لمخاطبة منظمة اليونسكو لتبني مشروع دولي لإنقاذ المعابد.

وفي مارس 1960 اجتمعت اللجنة المركزية لليونسكو، بالقرب من برج إيفل بباريس، وأعلن فيتوريو فيرونيزي، مدير عام منظمة اليونسكو، تدشين حملة عالمية لجمع التبرعات لإنقاذ آثار النوبة الممتدة لمسافة 450 كم من "دابود" وحتى "جمى" جنوب وادي حلفا، وشاركت 50 دولة في الحملة، وكانت البداية مع مشروع إنقاذ معبدي أبوسمبل.

قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة إن عملية إنقاذ معبدي أبوسمبل كانت أشبه بالحلم المستحيل، نظرًا لضخامة المعبدين ولكونهما منحوتين في الجبل، ولكن إصرار وإرادة المصريين دائمًا تصنع المستحيل، ومن بين عدة مشروعات طرحت للإنقاذ تم الاستقرار على تقطيع المعبدين ونقلهما لمسافة 180 مترًا، وبارتفاع 60 مترًا، وبدأت عملية الإنقاذ عام 1964 واستمر العمل حتى سبتمبر 1968 وتم افتتاح المعبدين للزيارة في 22 سبتمبر 1968.

شارك في العمل 2000 عامل ومهندس مصري بجانب عشرات المهندسين الأجانب، وبلغت تكلفة إنقاذ معبدي أبوسمبل حوالي 40 مليون دولار ساهمت الحكومة المصرية فيها بالثلث واليونسكو وباقي دول العالم بالثلثين.

فيديو قد يعجبك: