إعلان

بالصور.. "يا موج يا راجع.. هاتلي معاك ابني".. مأساة أم تناجي البحر في "غريق ستانلي"

10:29 م الأحد 07 يناير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية - محمد البدري:

بات يعرفها الجميع في شاطئ ستانلي بالإسكندرية، فهي باقية في المكان نفسه، منذ 6 أيام، تجلس بملابسها السوداء، تناجي البحر الذي ابتلع ابنها المفقود في حادث كوبري ستانلي بعد أن سقط في المياه مساء الثلاثاء الماضي، أملاً في أن تراه للمرة الأخيرة قبل أن يوارى الثرى، فهي لا تريد أكثر مما يتمناه أي إنسان من أجل إكرام الميت.

رياح عاتية كادت شدتها تقتلع الأشجار من جذورها، لكنها لم تستطع زحزحة الأم المكلومة شبرًا واحدًا عن مجلسها أمام الشاطئ الذي شهد آخر لحظة لنجلها في الحياة، وكيف تثنيها برودة الطقس عن المكوث هناك طوال تلك الليالي، ونار قلبها الموجوع أشد حرارة من قسوة البرد.

تجلس والدة "ماجيكو"، أو كما قيد اسمه في سجلات المفقودين "محمد حسن شوقي"، وحيدة أمام شاطئ ستانلي لا يؤنسها سوى همسات من زوجها، والد ابنها بين الحين والآخر، فهو كاد ينسى الكلام من كثرة تعلق عينيه بالبحر، فالبعض في المدن الساحلية يقولون إن البحر دائمًا ما يستجيب لنداء أم الغريق، بل إن الغريق نفسه يسمع صوتها حتى يلفظه البحر في أحضان أحبائه مرة أخرى.

لم تنبس الأم الثكلى ببنت شفة، طوال نهار الأحد، بعد أن كادت رحلة البحث عن الابن المفقود تدخل أسبوعها الأول، إلا أن كلماتها التي رددتها قبل أيام كان لها مفعول السحر في قلوب عشرات الغواصين المتطوعين الذين جاءوا من كل صوب للمساعدة في البحث عن ابنها، فهم جاءوا تلبية لاستغاثة أم جاء فيها "بناشد كل اللي بيشوفني قاعدة في عز البرد، نفسي حد يغيتنى.. غيتونى، أنا موجوعة على ابني.. بناشد أي حد اللي يقدر يساعدني.. أرحموني رجعولي ابني".

وتواصل فرق الإنقاذ النهري والقوات البحرية ونحو 60 غطاسًا متطوعًا، تمشيط جميع شواطئ الإسكندرية، المتوقع أن تكون التيارات المائية قد سحبت الجثمان إليها، دون التقيد بالمنطقة الجغرافية التي وقع بها الحادث.​

 

فيديو قد يعجبك: