إعلان

كيف قضى "فشل جنيف" على آمال اليمنيين؟

01:57 م الأحد 09 سبتمبر 2018

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

خلال الأسبوع الماضي؛ ترقب اليمنيين فرصة جديدة لإنهاء الحرب التي حوّلت وجه الحياة على أرضهم، لكن الفرصة تبددت بعد فشل محادثات جنيف بين الحكومة اليمنية الشرعية، والحوثيين الذين رفضوا مغادرة صنعاء من الأساس، وبقى النزاع على ما هو عليه.

فشل عقد جنيف -يومي الخميس والجمعة الماضيين- أثار مخاوف من احتمالية تصعيد الأعمال العسكرية في اليمن، لكن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، قرر التوجه خلال الأيام القادمة إلى مسقط وصنعاء، أملاً في إنقاذ عملية السلام المتعثرة.

وأعلن جريفيث، أمس السبت أنه سيسافر إلى مسقط وصنعاء خلال الأيام المقبلة لوضع الأسس لإجراء محادثات مستقبلية، ملمحًا إلى أنه قد يجري في البداية محادثات منفصلة مع الجانبين، مؤكدًا "سنشهد من دون شك تصعيدًا عسكريًا".

وانتهت المفاوضات غير المباشرة، أمس السبت، حتى قبل أن تبدأ بعدما رفض الحوثيون في اللحظة الأخيرة التوجه إلى جنيف من دون الحصول على ضمانات من الأمم المتحدة بالعودة سريعًا إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم.

وفي خطوة تصعيدية جديدة، دعا زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي أنصاره، في خطاب مطول، إلى "التصعدي للعدوان" و"التطوع في الجبهات"، على حد قوله.

وقال عبد الملك الحوثي في خطاب إن "خيارنا هو الصمود والثبات والاستبسال والتصدي للعدوان في كل المجالات" داعيًا "الأحرار والشرفاء في هذا الشعب العزيز أن يهبوا اليوم بعزم وتصميم وإصرار إلى الميدان" ومؤكدًا أن "المطلوب التحرك في كل الاتجاهات ضمن عملية التجنيد في الدفاع والأمن والتطوع في الجبهات"، على حد تعبيره.

ومع هذا التصعيد؛ تتجه الأنظار إلى مدية الحُديدة مُجددًا، لكن الهجوم عليها يمثل معضلة بالنسبة إلى التحالف العسكري كونه سيدفع نحو حرب شوارع قد تؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين، خاصة بعد الغارات شنها الشهر الماضي بمقتل عشرات المدنيين، بينهم 40 طفلا على الأقل في حافلة في صعدة شمال صنعاء، بحسب حصيلة للصليب الأحمر.

وشن طيران التحالف العربي ضد جماعة الحوثيين، أمس السبت، غارات مكثفة على محافظة الحديدة الواقعة غربي اليمن.

وقالت قناة "المسيرة" الناطقة باسم "أنصار الله" إن طيران التحالف شن 40 غارة على منطقة كيلو 16 ومحيطها في مديرية الحالي، استهدفت عدد منها مصنع مطاحن البحر الأحمر وأسفرت عن إصابة 19 شخصًا.

ويعيش اليمن أوضاعاً مزرية مع استمرار الحرب التي تشنها السعودية عبر التحالف العسكري، منذ مارس 2015، وذلك عقب استيلاء جماعة "أنصار الله" على السلطة، والإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي.

من جانبه؛ قال المجلس النرويجي للاجئين، إن الوضع في الحُديدة هشًا بشكل استثنائي، فيما يدور قتال عنيف الآن في ضواحي المدينة الغربية والجنوبية، وهي أقرب من أي نقطة أخرى منذ بدء الهجوم على الحديدة في شهر يونيو، بما في ذلك حول مطار الحديدة الواقع على الحدود الجنوبية للمدينة.

وقالت سوز فان ميجن، مستشارة الحماية والدفاع عن حقوق اللاجئين في المجلس النرويجي للاجئين، إنه كان من المقرر أن يمثل هذا الأسبوع نقطة تحول في صراع اليمن مع اجتماع الأطراف المتنازعة في جنيف لرسم طريق للمضي قدماً.

وأضافت "بدلاً من ذلك، مررنا بأسبوع آخر مليء بالعنف وخالياً من الوعود. وبينما تستمر أطراف النزاع في وضع الاختلافات أمام أعينها، فإن اليمنيين متحدون في تجربتهم للحزن والعنف والحرمان. اليمنيون الذين التقيت بهم هذا الأسبوع يقولون لي أنهم يفقدون الأمل في إمكانية التوصل إلى أي حل للوضع الحالي. لقد أُرهقوا جراء هذه الحرب، وهنالك من وصل منهم إلى نقطة حرجة جدًا".

أزمة إنسانية

مع تزايد الأوضاع العسكرية داخل الحُديدة هذا الأسبوع، تزايدت أيضًا نقاط التفتيش والخنادق والحواجز الاسمنتية التي تم تركيبها في جميع أنحاء المدينة، ومع ذلك اختار معظم السكان البقاء داخل منازلهم في محاولة لحماية أنفسهم.

استمرار التوتر في الحُديدة التي يعيش فيها أكثر من 3 مليون يمني، تسبب في إغلاق أكثر من نصف الأنشطة التجارية والخدمات والمتاجر قد أغلقت، بما في ذلك واجهات كاملة للمحلات التجارية التي أُغلقت بعد مغادرة أصحابها المدينة، بحسب ما ذكره المجلس النرويجي للاجئين.

أما ريم، وهي نازحة من الحُديدة تبلغ من العمر 26 عاماً وهي أم لثلاثة أطفال، فقالت "كل شيء مدمر بالكامل الآن. لا يمكنني حتى التفكير في ما أريده أو ما آمله في المستقبل لأنني أعلم أننا سنصاب بخيبة أمل. أنا لست في بيتي أو في مدينتي، وأتساءل باستمرار عما سيحدث بعد ذلك".

وأضافت "أظل أقول لأطفالي بأننا لا نستطيع العودة إلى ديارنا وبأنه علينا البقاء هنا في صنعاء لأنني لا أريد أن أخسر أيا منكم"، بحسب النرويجي للاجئين.

وتستطرد ريم: "أريد أن يعرف العالم أننا نعاني كثيرًا من هذه الحرب. لقد فقدنا كرامتنا. نريد السلام ومستقبلاً يستطيع أطفالنا العيش فيه. نريد العودة إلى حياتنا التي كنا نعيشها سابقاً".

وأخبر أحد أصحاب المحلات التي تبيع أقمشة وملابس موظفي المجلس النرويجي للاجئين بأنه لم يبع سلعة واحدة منذ الأسبوع الثاني من شهر أغسطس.

وتضاعفت أسعار المواد الغذائية في أجزاء كثيرة من البلاد، كما قالت إحدى النساء اللواتي يعشن في الحديدة لأحد موظفي المجلس النرويجي للاجئين أن جيرانها جاؤوا إليها هذا الأسبوع بحثاً عن المساعدة لإطعام أطفالهم حيث أصبح الطعام مكلفاً للغاية.

وبحلول نهاية الشهر الماضي، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأن سعر سلة الأغذية قد ارتفع بنسبة 68 في المئة على مدار الحرب.

وأوضح المجلس النرويجي، إنه بحلول يوم الثلاثاء الماضي، كان الريـال اليمني يتداول بسعر 630 دولارًا أمريكيًا، مسجلاً ارتفاعاً من 425 في شهر يناير.

وأدى التدهور الاقتصادي إلى مظاهرات حاشدة في عدة أجزاء من اليمن خلال الأسبوع، بما في ذلك عدن وحضرموت وتعز والضالع وأبين ولحج وصنعاء، يحتج الناس عبر هذه المواقع وغيرها على العوامل التي لا تزال تتسبب في انخفاض العملة اليمنية في الوقت الذي تترك الأسعار الباهظة الملايين من اليمنيين دون الوصول إلى الطعام الكافي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان