إعلان

قراءة في كتاب الخوف: ترامب "المعتوه" وإخفاء مستندات في البيت الأبيض (الحلقة الثانية عشر)

01:51 م الإثنين 24 سبتمبر 2018

كتاب الخوف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

خلال عطلة الكونجرس، في أغسطس العام الماضي، قضا جون كيلي كبير موظفي البيت الأبيض، وروب بورتر، سكرتير موظفي الرئيس، عدة أسابيع في مدينة بيدمينستر بولاية نيوجيرزي، مع الرئيس ترامب، لوضع استراتيجية للقضايا العالقة في الشرق الأوسط والعالم.

انعقد مجلسًا من كبار الموظفين بالبيت الأبيض خلال تلك الفترة، لبحث الموضوعات ووضع استراتيجة لها، إلا أنه –كالعادة- ترامب يضرب بجميع تلك الحلول بعرض الحائط، ويستشير شخصًا أو اثنين، وسرعان ما يوقع على الوثائق دون فهم لها.

في الفصل الثاني والثلاثين، يكشف الكاتب الصحفي الشهير بوب وودورد عن أخطر اللحظات في البيت الأبيض، وأكثرها صعوبة على موظفيه في كتابه "الخوف.. ترامب في البيت الأبيض".

ويستعرض مصراوي عبر عدد من الحلقات قراءة في الكتاب، وإلكيم التفاصيل:

عندما تخطر للرئيس فكرة ما، فسرعان ما يتجه لتوقيعها، قائلًا لمستشاريه وبخاصة روب بورتر: "أريد توقيع شيئًا"، فيقع الأخير في مأزق تبرير أفعاله لجميع الموظفين في البيت الأبيض، والعالم أجمع.

كانت مهمة روب بورتر، منذ أن عينه رينس بريباس، كبير الموظفين السابق، في البيت الأبيض هو مماطلة وتأخير قرارات الرئيس ترامب، وربما في بعض الأحيان إزالة مسودات القرارات من مكتبه.

في أغسطس العام الماضي، وقع جون كيلي وروب بورتر مذكرتان تقضيان بأن جميع الأوراق والمستندات، بما فيهم القرارات الواجبة التنفيذ، وحتى البيانات الصحفية يجب أن تمر على بورتر أولًا ويتفقدها جيدًا.

وبموجب تلك المذكرة فإن جميع الأوراق والمستندات التي ستغادر البيت الأبيض كقرارات نافذة، يجب بالضرورة أن يتم التوقيع عليها من سكرتير موظفي الرئيس لتتوافق مع قانون السجلات.

كيلي وبورتر أخبرا الرئيس بالقرار الجديد: "لا يمكن لأحد اتخاذ قرار، قبل أن توقع أنت (ترامب) مذكرة قرار، وستكون بمثابة مادة مساندة، فلن تحتاج إلى الاجتماع مع ستة أو سبعة مستشارين، فأنا (بورتر) سأسرد عليك ما تم وعليك اتخاذ قرار التوقيع"، وأجاب ترامب بالموافقة.

بعد بدء سريان العمل بالقرار الجديد، كانت العلاقة بين ترامب وكبير موظفيه وسكرتير الموظفين جيدة للغاية، وكان الأخير يعمل على مدح الرئيس كثيرًا، ويحاول تسهيل من أعداد الأوراق والالتزامات التي كان يضجر الأخير منها، بالرغم من عشقه للتوقيع على المستندات.

"شهر العسل" بين ترامب وكبير موظفيه انتهت سريعًا في سبتمبر، حيث نعت الأخير رئيسه بـ"المعتوه"، فقال كيلي بضجر لروب بورتر: "الرئيس معتوه".

وأضاف لبورتر أنه عليهما أن يجنبا ترامب التوقيع على أي وثيقة أو مستند له علاقة بالاتفاقات التجارية، أو تواجد جنود للولايات المتحدة في كوريا الجنوبية، "فالرئيس لم يعد يعلم ما الذي يقوله".

حرض كيلي بورتر لاخفاء المعلومات عن ترامب، قائلًا: "روب، يجب عليك أن توقف ذلك، لا تكتب الأوامر وتعطيها لترامب، لا تذهب إليه ليوقعها، عليك فقط التوجه إليه بدون المستندات، وأن تحاول التحدث معه بشكل ودي في محاولة لتغيير أي شيء"، مضيفًا: "لقد كنت معه على الهاتف محاولًا إحداث أي تغيير في قراراته بشأن اتفاقيات التجارة".

في الخامس وعشرين من أغسطس العام الماضي، قرر الرئيس ترامب أنه سيقوم ببعض التغييرات في اتفاقيات تجارية هامة، مثل "نافتا"، و"كوراس"، ومنظمة التجارة العالمية.

ترامب كان واضحًا في قرارته لكبير موظفيه: "أفعل ذلك وحسب، أفعل ذلك.. انسحب من نافتا، انسحب من كوراس، وانسحب من منظمة التجارة العالمية، نحن ننسحب من الثلاثة".

بعد محاولات عدة مع الرئيس من قبل مستشاريه في الأمن القومي والاقتصاد، الذين كشفوا عن أهمية تلك الاتفاقيات في النواحي التجارية والعسكرية، وافق ترامب أخيرًا على ألا يقوم بالانسحاب منهم في الأول من سبتمبر، إلا أنه أصر على أن الانسحاب قادم لا محالة.

بعد أربعة أيام فقط، جن جنون بورتر وكيلي وكبير المستشارين الاقتصادين لترامب جاري كوهن، عندما تلقى ترامب وثيقة تقضي بخطة انسحاب الولايات المتحدة من كوراس وعرضها على موظفيه.

لم يتمكن بورتر من معرفة من الذي كتب تلك الوثيقة، التي جعلت ترامب يؤكد انسحابه: "سننسحب من تلك الاتفاقية"، ومع خروج تلك الكلمات من فم الرئيس، خرج مسرعًا من البيت الأبيض.

لم يتبقَ في مكتب الرئيس سوى بورتر وكوهن، الأخير الذي لم يكن يصدق ما يحدث، فأخذ بسرعة ورقة الانسحاب من على مكتب دونالد ترامب الرئاسي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان