إعلان

قراءة في كتاب "الخوف": حينما اختار ترامب "جنرالا" لمواجهة الصحافة (الحلقة الرابعة)

09:00 ص الأحد 16 سبتمبر 2018

كتاب الخوف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

معركة الصحافة مع ترامب بدأت مبكرًا، منذ بدء الحملة الانتخابية واتخذت أغلب الصحف الغربية الليبرالية صف المرشحة هيلاري كلينتون ضد ترامب.

أراد الرجل مواجهة خصومه، وحينما شعر أن مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين لا يساعده في ذلك، قرر تغييره. بعد تنصيبه في فبراير 2017، قرر تعيين مستشارًا جديدًا لمواجهة وسائل الإعلام، بل وكان مقتنعًا أن العضو الجديد في الإدارة سيمحو الخسائر التي سببها المستشار مايكل فلين الذي كان قد عينه قبل وقت قصير.

الكاتب الأمريكي البارز بوب وودوورد، كشف تلك التفاصيل في الفصل الحادي عشر من كتابه: "الخوف.. ترامب في البيت الأبيض".

صدر الكتاب الذي هاجمه ترامب واعتبره مليئًا بالأكاذيب يوم 11 سبتمبر الجاري، وباع أكثر من 750 ألف نسخة في يوم واحد.

ويستعرض "مصراوي" في سلسلة حلقات أبرز ما كشفه وودورد في كتابه الذي يصل إلى 500 صفحة، وقال إنه جمع ما فيه من مئات اللقاءات مع مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية.... إليكم "الحلقة الرابعة":

كان البيت الأبيض أعلن استقالة مايكل فلين، بعد فضيحة اتصالات مع روسيا، في فبراير 2017، واُتهم فلين بمناقشة موضوع العقوبات الأمريكية مع السفير الروسي في الولايات المتحدة قبيل تولي ترامب مهام الرئاسة.

وقال فلين في رسالة استقالته، إنه قدم "ايجازا بمعلومات غير كاملة من دون قصد لنائب الرئيس المنتخب وآخرين بشأن اتصالاتي الهاتفية مع السفير الروسي".

يقول ودوورد في كتاب الخوف إن ستيف بانون (كبير المستشارين الاستراتيجيين السابق لترامب) كان يعتقد أن الرئيس يُولي وسائل الإعلام اهتمامًا كبيرًا، وكان إتش آر ماكماستر مرشحًا رئيسيًا لشغل منصب مستشار الأمن القومي بعد مايكل فلين".

كان من المفترض أن يلتقي ماكماستر مع ترامب في لقاء يستغرق ساعتين، ولكنه التقى مع ستيف بانون قبل ذلك في مقر الرئيس ترامب بولاية فلوريدا بمار آلاجو، وقدم إليه نصيحته المعتادة: "لا تلقِ محاضرات على ترامب فهو لا يحب الأساتذة ولا المثقفين".

"ارتدِ البذلة العسكرية"

"كان ترامب شخصًا لا يذهب للدروس أو يفهم المنهج الدراسي، أو يأخذ ملاحظات، بل من النوع الذي يأتي في الليلة قبل الامتحان عند منتصف الليل ويشرب قهوته ويأخذ الملاحظات التي كتبتها أنت"، هكذا قال بانون للمرشح ماكماستر.

وتابع محاولا إيضاح شخصية ترامب: "يحاول تذكر قدر المستطاع، ثم يذهب للامتحان في الثامنة صباحًا، ويحصل على تقدير جيد وهذا يكون كافيًا بالنسبة له، فهو سيكون مليارديرًا".

ماكماستر بالزي العسكري

ونصيحة أخيرة: "ارتدِ زيك العسكري عند لقائه".

ولكن ماكماستر تجاهل النصيحة، ولم يرتدِ الزي العسكري، ما جعل الرئيس ترامب يسخر من بذلته، وقال إنه "يرتدي زي مندوب مبيعات البيرة"، ووافق بانون على هذا الوصف وذكر أن بذلة ماكماستر لا يتجاوز سعرها مائتي دولار.

"صاحب الشارب الكثّ"

بعد ذلك قابل ترامب المستشار الحالي للأمن القومي جون بولتون، الذي كان سفيرًا سابقًا في الأمم المتحدة، ودعم حرب العراق وتغيير النظام في إيران وكوريا الشمالية، وكانت إجاباته نموذجية ولكن شاربه الكثيف لم يُعجب ترامب حينئذٍ.

في هذه الليلة، قال جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره الخاص: إن وسائل الإعلام تحب ماكماستر، فهو من قدامى المحاربين ومفكر ومؤلف.

وذكره بانون حينئذٍ: "ولكن ترامب ليس لديه كيمياء مع هذا الرجل"، واتفقا على أن كلًا من ماكماستر وبولتون يجب أن تكون لديهم جولة أخرى مع ترامب في اليوم التالي.

جون بولتون

في اليوم التالي جاء بولتون، وكانت إجاباته جيدة ولكن كان لديه نفس الشارب الكثيف، ووصل ماكماستر في بذلته العسكرية، وبدا في شكل أفضل وأطول، وعلاقته مع الرئيس جيدة، ولكن ليست عظيمة.

بانون وكوشنر أخبرا بولتون وماكماستر أن ينتظرا القرار في الأيام القادمة.

قراءة في كتاب "الخوف": من الشك في فوز ترامب إلى بشائر النصر (الحلقة الثالثة)

قراءة في كتاب الخوف: ترامب وجنرالاته و"فوضى أفغانستان" (الحلقة الثانية)

قراءة في كتاب الخوف: كواليس ترشح ترامب.. "انظر في أعينهم وأعطهم الأموال" (الحلقة الأولى)

فيديو قد يعجبك: