إعلان

قراءة في كتاب الخوف: كواليس ترشح ترامب.. "انظر في أعينهم وأعطهم الأموال" (الحلقة الأولى)

10:11 ص الخميس 13 سبتمبر 2018

كتاب الخوف

كتب – محمد الصباغ:

لا تتوقف ركائز البيت الأبيض عن الاهتزاز منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، فالزلازل لا تكاد تهدأ تحت أقدام رجل الأعمال النيويوركي الذي يخوض معارك في كل اتجاه، بداية من الديمقراطيين إلى الصين مرورا بالاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك.

كما لم يتوقف عن الهجوم على الصحافة ووسائل الإعلام في أمريكا. يحب فوكس نيوز لكنه لا يطيق نيويورك تايمز وسي إن إن.

في ظل التحقيق الذي يجريه روبرت مولر بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، سقط عدد من مساعدي ترامب السابقين أبرزهم مدير حملته بول مانافورت ومحاميه مايكل كوهين.

لم يكد ترامب يستفيق من الأزمات المتلاحقة، حتى فوجئ بخروج كتاب "الخوف" للصحفي الأمريكي الكبير بوب وودورد أحد من ساهموا في نشر فضائح ووترجيت التي أطاحت بالرئيس السابق ريتشارد نيكسون في الستينيات.

في خضم ذلك الجدل الذي أثاره نشر مقتطفات من الكتاب، حتى نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقال رأي غير موقع قالت إن كاتبه مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية. هاجم المقال الرئيس الأمريكي وطريقة إدارته للأمور في البيت الأبيض.

صدر كتاب وودوورد في يوم 11 سبتمبر وباع في يوم واحد أكثر من 750 ألف نسخة، ويستعرض "مصراوي" في سلسلة حلقات أبرز ما كشفه "وودورد" في كتابه الذي يصل إلى 500 صفحة، وقال إنه جمع ما فيه من مئات اللقاءات مع مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية.

البداية

في العاشر من أغسطس من عام 2010، وقبل ست سنوات من فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية، كان ستيف بانون (57 عاما) ومنتج الأفلام السياسية، يرد على هاتفه.

حينها، كان الناشط المحافظ والجمهوري الذي طارد فضائح بيل وهيلاري كلينتون على مدار عقدين، ديفيد بوسي، يسأل عبر هاتفه "ماذا ستفعل غدًا؟"

كان بانون يحاول إنهاء بعض أفلامه لدرجة جعلته يواصل العمل لعشرين ساعة يوميًا.

اقتربت انتخابات الكونجرس النصفية في عام 2010. وسأله ديفيد "هل يمكنك القدوم إلى نيويورك... سنلتقي دونالد ترامب... يفكر في الترشح للرئاسة".

رد بانون متسائلا: "لرئاسة أي دولة؟"

السؤال الساخر من بانون جعل ديفيد بوسي يؤكد أن رجل الأعمال ونجم تلفزيون الواقع آنذاك يفكر جديا في الترشح للرئاسة.

بانون واصل الرفض وقال "لا وقت لدي لهذا المعتوه. دونالد ترامب لن يترشح على الإطلاق للرئاسة. انس الأمر. ضد أوباما؟ انس الأمر. لا أمتلك الوقت لمثل هذا الحديث الذي لا معنى له".

سأله ديفيد مرة أخرى: "ألا ترغب في لقاءه؟"

رد بانون مجددًا: "لست مهتما بلقائه."

لكن في النهاية أقنعه ديفيد بجدية ترامب في الترشح للانتخابات الأمريكية. قرر بانون لقاء رجل الأعمال في برج ترامب بنيويورك.

اجتمع الثلاثي وبدأوا في الحديث عن الخطوط العريضة في الحملة الانتخابية، المعركة التمهيدية ثم مواجهة باراك أوباما.

عرض ديفيد بوسي الرؤية وراجع مع ترامب بعض الأمور الضرورية مثل معدل تصويت ترامب وميوله الشعبوية التي قد تكون الواجهة في الحملة الانتخابية.

لكن بانون توقف عند أحد الأمور وقال إنه ستمثل مشكلة، وسأله ترامب عنها. فقال بانون "80 في المئة من كل تبرعاتك كانت للديمقراطيين".

لم يكن ترامب يدرك أن هناك سجلات سيتم إظهارها أمام العامة ويتم الاحتفاظ فيها بكل تفاصيل التبرعات.

ترامب تعجب آنذاك وسأل "أي سجلات!!".

قال ترامب إنه اضطر لفعل ذلك، وتحدث بغضب: "كل هؤلاء الديمقراطيين يديرون كل المدن. علينا بناء فنادق. وعلينا تشغيلهم. هؤلاء هم من يأتون إلي".

رد بانون بأن ترامب كي يصبح مرشحًا للجمهوريين ويختاره "حزب الشاي"، يجب أن يتم حل مشكلة تبرعاته للديمقراطيين.

رد ترامب: "سأحل الأمر. كل شيء مزيف. هذا نظام مزيف".

تحدث في ذلك اللقاء أيضا عن أمور يمكن أن يتم حلها بالأموال، وقال "لو لم تدفع، لن يحدث شيئًا. لن تبني شيئًا. لكن لو ذهبت وأعطيته ظرفًا، سيحدث الأمر. هكذا تسير الأمور. لكن يمكنني إصلاح ذلك".

بدأ ديفيد بوسي بالحديث أيضًا عن خارطة طريق "هذه حركة محافظة. حزب الشاي يظهر ويختفي. التحرك المحافظ يظهر ويختفي. الشعبوية تأتي وتذهب."

تحدث أيضًا عن أنه سيتحدث عن ترامب كما لو كان سيترشح لحكم ولايات أيوا ونيوهامبشير وساوث كارولاينا، وهي ولايات مهمة في الانتخابات التمهيدية.

قال ديفيد لترامب "اذهب وتصرف كمواطن محلي، وكأنك نريد الترشح لمنصب حاكم الولاية."

وأشار إلى أن المرشحين يخطئون حين يحاولون العمل في 27 ولاية، وتابع نصيحته لترامب "ركز على الثلاث ولايات. قم بشيء جيد هناك. وسوف تأتي البقية".

تحمس ترامب ورد "يمكنني أن أكون المرشح. أستطيع هزيمة هؤلاء الأشخاص. لا أهتم من هم. يمكنني الاهتمام بهذه الأشياء".

قال ديفيد بوسي أيضًأ إن ترامب سيكون عليه توقيع شيكات بمبالغ تتراوح بين 250 ألف دولار إلى 500 ألف، لأعضاء بالكونجرس.

شرح لترامب أيضًا طريقة منح تلك الأموال: "سيأتون هنا جميعا. انظر في أعينهم، وصافحهم. أنت ستعطيهم شيكًا".

مع خروج ديفيد من اللقاء، وجد نفسه يفكر في أشياء كل الأمريكيين تقريبًا بعد ست سنوات فكروا فيها حول ترامب... "لن يترشح أبدًا. لن يعلن شيئًا. لن يفصح عن موقفه المالي. لن يفعل أي من ذلك. لن يفوز أبدًا".

في النهاية وجه سؤاله لبانون: "هل تعتقد أنه سوف يترشح".

رد الأخير "لا فرصة لذلك. فرصة ذلك تساوي صفر. أقل من صفر. أنظر إلى حياته. لن يفعل شيئًا".

إقرأ ايضًا:

قراءة في كتاب الخوف: ترامب وجنرالاته و"فوضى أفغانستان" (الحلقة الثانية)

قراءة في كتاب "الخوف": من الشك في فوز ترامب إلى بشائر النصر (الحلقة الثالثة)

قراءة في كتاب "الخوف": حينما اختار ترامب "جنرالا" لمواجهة الصحافة (الحلقة الرابعة)

فيديو قد يعجبك: