إعلان

"مسابقة رسوم مسيئة للرسول".. مصر وباكستان تنتصران وتدفعان "المتطرف" لإلغائها

03:22 م الجمعة 31 أغسطس 2018

خيرت فيلدرز

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:
عندما فكّر البرلماني المتطرف خيرت فيلدرز في إجراء مسابقة رسوم كارتونية مسيئة للرسول، لم يكن باعتقاده أبدًا أنه قد يواجه تهديدًا على حياته من قِبل شخص باكستاني، فزعيم حزب "الحرية" كان يعتقد أن الواقعة ستمر مرور الكرام مثلما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2015، إلا أن تهديدًا إرهابيًا وهجومًا على فيلدرز تم إحباطهما، كانا أحد أسباب فيلدرز لإلغاء المسابقة، بالإضافة إلى ردود الفعل الدولية الغاضبة من قرار إجراء المسابقة.

أمس الخميس، أعلن فيلدرز، إلغاء المسابقة التي كان من المزمع إقامتها للرسوم الكرتونية المسيئة للنبي محمد، وزعم في بيانه: "قررت وقف مسابقة الكاريكاتير لتحاشي خطر وقوع ضحايا للعنف الإسلامي، فسلامة الإنسان لها الأولوية".

المسابقة التي كان من المزمع إقامتها في مقر البرلمان الهولندي، دُعى إليها في يونيو الماضي، من قبل فيلدرز، الذي يقود حزب الحرية، ثاني أكبر حزب بالبلاد، وكانت تهدف إلى تقديم رسومات كاريكاتيرية تصور النبي محمدًا، وذلك في خطوة استفزازية لمشاعر المسلمين، وكان من المقرر افتتاحها رسميًا في نوفمبر المقبل، وكانت قيمة الجائزة الكبرى للمسابقة التي تقدم لها أكثر من مائتي شخص، 10 آلاف دولار.

رئيس لجنة التحكيم بالمسابقة، حسبما أعلن فيلدرز في وقت سابق، كان رسام الكاريكاتير الأمريكي بوش فوستين، وقد فاز فوستين بمسابقة مماثلة في جارلاند بولاية تكساس في مايو 2015.

- مصر ترد:

أعربت مصر ممثلة في الأزهر الشريف، عن استنكارها الشديد لإقدام أحد البرلمانيين الهولنديين على تنظيم مسابقة للرسوم المسيئة للإسلام، وقدّر الأزهر في الوقت ذاته موقف الحكومة الهولندية الرافض لتلك المسابقة، وهو ما نقله وزير الخارجية الهولندي خلال اتصال هاتفي مع سامح شكري.

وشدد الأزهر على ضرورة التمييز بين حرية التعبير وإبداء الرأي التي هي حق أقرته المواثيق والأعراف الدولية، وبين الإساءة للأديان والمعتقدات، بما يقوض جهود التعايش والسلام ويغذي الإرهاب والتطرف حول العالم.

وكان وزير الخارجية سامح شكري، تلقى أمس اتصالًا هاتفيًا من نظيرة الهولندي ستيف بلوك، الذي أعرب عن أسفه وأسف الحكومة الهولندية عن نية أحد أعضاء البرلمان عقد مسابقة للرسوم المسيئة للإسلام بمقر البرلمان.

وأضاف بلوك، خلال المكالمة مع شكري، على أن مثل هذا العمل لا يعبر بأي شكل من الأشكال عن موقف الحكومة والمجتمع الهولندي، مؤكدًا على رفض حكومته لكل مظاهر الكراهية والتحريض وعدم احترام الأديان.

من ناحيته، أكد شكري ضرورة عدم الخلط بين قيم حرية التعبير وبين تبني خطاب الكراهية والتحريض والإساءة إلى معتقدات الآخرين، لما لذلك من تأثير بالغ الخطورة على العلاقات بين الشعوب وبين معتنقي الأديان المختلفة.

- الباكستانيون غاضبون:

أثارت الدعوة لتنظيم هذه المسابقة ردود فعل غاضبة في باكستان أيضًا، التي اندلعت فيها مظاهرات كان قوامها المئات، طالبت رئيس الحكومة الجديد عمران خان بقطع العلاقات الدبلوماسية مع هولندا، وذلك في أول اختبار حقيقي يواجهه خان بعد تسلمه منصب رئيس الوزراء الشهر الماضي.

وقال بير أفضال قدري، أحد أعضاء حزب باكستاني، في تصريحات: "يمكن أن نلقى استشهادنا، أو يتم اعتقالنا، لكننا لن نعود عن المسيرات، إلى أن تتوقف مسابقة الرسوم، أو يتم طرد السفير الهولندي من باكستان".

وقال كاظم رضوى رجل دين باكستاني، لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، إن إدانة الحكومة الباكستانية المسابقة لم تكن كافية، وإن الاحتجاجات هى الحل الوحيد، وأعلن رضوى، الشهر الماضي، أنه لو كان الأمر بيده، لألقى قنبلة نووية على هولندا، ردًا على ما فعلته.

مجلس الشيوخ الباكستاني، وافق الإثنين الماضي، على قرار يدين المسابقة، وتعهد خان بإيصال القضية للجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر المقبل خلال خطابه ولقاءاته مع زعماء العالم، قائلًا: "إن الدول الإسلامية يجب أن تتعاون في وضع قوانين ضد الكفر، تشبه القوانين ضد إنكار الهولوكوست في الدول الأوروبية.

وأضاف: "إذا كانت البلدان الغربية تشعر بالألم من مناقشة الهولوكوست، فلماذا لا يتقبل الغرب غضبنا، وما نشعر به من ألم، عندما يفعلون أشياء مماثلة ضد الإسلام، ورسولنا الكريم؟".

الأربعاء الماضي، طالب حزب إسلامي في باكستان، بطرد سفير هولندا، احتجاجًا على المسابقة التي دعا إليها فيلدرز، وتجمع آلاف النشطاء في مدينة لاهور بشرق البلاد، تلبيةً لدعوة التظاهر التي أطلقتها حركة "لَبّيك الإسلامية"، وانطلقت المظاهرة من وسط لاهور بقيادة زعيم الحركة خادم حسين رضوي، الذي يسعى لأن يجوب الاحتجاج مدن وبلدات إقليم البنجاب حتى العاصمة إسلام اباد، حيث سينظم المحتجون اعتصامًا للضغط على رئيس الوزراء الجديد عمران خان لقطع العلاقات الدبلوماسية مع هولندا.

وقال إعجاز أشرفي المتحدث باسم الحركة لوكالة "رويترز": "يجب ترحيل السفير الهولندي على الفور، لن نتوقف إلا عندما تنفذ الحكومة هذا الطلب".

من جانبه، قال رئيس الوزراء الهندي مارك روتيه الأسبوع الماضي: إن "المسابقة ليست شيئًا سأفعله"، مضيفًا أن حكومته لا صلة لها بالأمر.

بعد إلغاء مسابقة الرسوم المسيئة أمس الخميس، اتضح أن قرار الإلغاء جاء نتيجة إلقاء القبض على رجل من أصول باكستانية في مدينة لاهاي الهولندية، كان يخطط للهجوم على فيلدرز والقيام بعمل إرهابي.

وأصدر قاض في هولندا، قرارًا الخميس، بالتحفظ على الباكستاني البالغ من العمر 26 عامًا، لمدة 14 يومًا قيد الحبس الاحتياطي.

وزارة الخارجية الهولندية، ألغت رحلة مقررة لممثلين عن الاقتصاد الهولندي إلى باكستان، ودعت المواطنين الهولنديين المتواجدين هناك إلى توخي الحذر، وكذلك الذين ينوون زيارة باكستان.

الهولندي خيرت فيلدرز معروف بمعاداته ومواقفه المتطرفة ضد الإسلام والمسلمين، فقد طالب بمنع وحظر الإسلام، ووصفه بالدين الشمولي، وزعم بأنه خطر على أصحاب العقائد الأخرى من مسيحيين ويهود، وقد وضع حزب الحرية ضمن برنامجه الانتخابي، إغلاق جميع المساجد، وإلغاء مراكز استقبال اللاجئين.

وأثارت تصريحات "فيلدرز" السابقة جدلًا واسعًا، حيث طالب بإحراق القرآن ومنع الحجاب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان