إعلان

في ذكرى "شارلوتسفيل".. كيف صنع ترامب "مدينة" تعيش على العنف و"الطوارئ"؟

09:50 م السبت 11 أغسطس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:
في ولاية فيرجينيا، الأوضاع هناك أشبه بمدينة في دول العالم الثالث، الأعناق مشرأبة تنتظر بين الحين والآخر اندلاع اشتباكات بين جماعات ذات اتجاهات مختلفة، أعادت البلاد إلى عصور الحرب الأهلية، خاصة بعد خروج مسيرات -العام الماضي- منددة بإزالة تمثال الجنرال روبرت لي، أحد القادة الشعبيين في الولايات المتحدة.

يومي 11 و12 أغسطس 2017، اندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا الأمريكية، بين متظاهرين من القوميين البيض ومحتجون مناوئين لهم، ما تسبب بحالة من أعمال العنف قتل على إثرها شخص بعد أن صدمت سيارة حشدًا من المتظاهرين.

واحتشد المئات في المدينة للمشاركة في تجمع "وحدوا اليمين"، إضافة إلى متظاهرين مناوئين لهم بعد يوم من تظاهر أشخاصًا يحملون الشُعلات في حرم جامعة المدينة الذي يسوده الهدوء عادة، ووسط ذلك صدمت سيارة الحشد في مدينة شارلوتسفيل ما أدَّى لمقتل شخص وجرح آخرين.

وتأتي المظاهرات عقب أخرى أصغر حجمًا خرجت في يوليو 2017، تجمع خلالها عشرات من المرتبطين بطائفة "كو كلاكس كلان" للاحتجاج على خطط المدينة إزالة تمثال الجنرال روبرت لي، الذي قاد القوات الكونفدرالية في الحرب الأهلية الأمريكية.

في الذكرى الأولى لحادثة "شارلوتسفيل"، خرج ترامب اليوم مستنكرًا ما حدث حينها، مؤكدًا، أنه يدين كافة أشكال العنصرية وأعمال العنف، وداعيًا إلى الوحدة الوطنية.
ورغم تأكيده على ضرورة توحيد بلاده كأمة واحدة، إلا أن جميع الإحصاءات وآراء الخبراء، أشارت إلى مسئولية ترامب نفسه عن تصاعد أعمال العنف بشكل كبير منذ توليه الرئاسة.

بعد عام من الحادثة لا يزال الرئيس الأمريكي–بحسب الكاتبة الأمريكية صوفيا نيلسون- يجعل الأمور تزداد سوءًا من ذي قبل.
وفي مقال للكاتبة الأمريكية بصحفية "ديلي بيست"، أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي قاد بلاده نحو الفشل منذ عام مضى، وحتى الآن لم يبذل أي جهد يذكر نحو إصلاح ما أفسده.
مرة أخرى تضطر ولاية فيرجينيا، إعلان حالة الطوائ بسبب قضية عنصرية، وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن ذلك الأمر بات ظاهرة كبيرة للغاية خلال عام 2018.
وجاء إعلان حالة الطوارئ هذه المرة بالتزامن مع الاستعداد لإحياء الذكرى السنوية لواقعة شارلوتيسيففل والاحتجاجات التي حملت اسم "توحيد الحقوق"، التي راح ضحيتها الناشطة هيثر هيير ذات الـ 22 عامًا.

يعزز حديث الكاتبة الصحفية الأمريكية، ما نشرته دراسة عرضتها "بي بي سي" أغسطس العام الماضي، أكدت أن الاعتداءات التي تأخذ طابع الكراهية بالإضافة لحالات التحريض سجلت ارتفاعا في معظم الولايات الأمريكية، منذ تولي ترامب الحكم.
ويقول كثيرون إن وصول الرئيس الأمريكي إلى البيت الأبيض قوى شوكة الجماعات المتشددة، في حين يعتقد آخرون أن المشكلة تتجاوز الإدارة الأمريكية الحالية.
كما أنه نهاية العام الماضي، أجمعت آراء الشخصيات والمراكز الإسلامية في الغرب، على ازدياد الكراهية تجاه المسلمين، وكذلك السلوكيات العنصرية ضد الملونين، عقب تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة منذ نحو عام.

إبراهيم هوبر، مدير ومؤسس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أكد أن الكراهية تجاه المسلمين زادت في الولايات المتحدة بسبب تصرفات الرئيس ترامب، مشيرًا إلى أن المسلمين باتوا عرضة للكراهية والتعصب ضدهم، والإسلاموفوبيا أكثر بكثير مما كانت عليه بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
ومع اقتراب إتمام ترامب لعامه الأول في الحكم، أعلن هوبر أن كثيرا من المسلمين باتوا يخشون من إظهار شعائرهم الدينية، وأن الأمر لا يخص فقط المسلمين الأمريكيين الذين يشعرون بالقلق في ظل إدارة ترامب، فالمتعصبون لتفوق العرق الأبيض باتوا أكثر جرأة تحت إدارته.
كما نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إحصائية تكشف ارتفاع معدلات الجريمة على أساس الكراهية والعنصرية، أظهرت بلوغ ذروتها في 2011، حتى تدنت بشكل كبير في السنوات اللاحقة، وقفزت مرة أخرى إلى أعلى مستوى لها في 2016 مع تولي ترامب رئاسة أمريكا.

statistics

فيديو قد يعجبك: