إعلان

"تعرّف على مصريين في بورفؤاد".. من هو الملّاح الفرنسي الذي أطلق الحوثيون سراحه؟

02:39 م الأربعاء 17 أكتوبر 2018

الملاح الفرنسي آلان جوما

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

بعد احتجاز دام أكثر من 4 أشهر ونصف الشهر في محافظة الحُديدة اليمنية، تحرّر البحّارة الفرنسي آلان جوما من قبضة ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، التي احتجزته بينما كان على متن مركبه الشراعي، ليخطو أولى خطوات رحلة العودة إلى بلاده، بعد تدخّل سعودي وعماني، حسبما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان.

في تقرير مُفصّل عن قصة احتجاز جوما، قالت صحيفة "إل سي آي" الفرنسية عبر موقعها الالكتروني إن جوما وبعد انطلاقه في رحلة من موطنه إلى السواحل الهندية، وبالتحديد إلى مدينة كلكتا، في يونيو الماضي، حوصِر على يد حوثيين زجّوا به في سجون العاصمة اليمنية صنعاء، حتى تحرّر أمس الثلاثاء.

وكشف بيان سابق صادر عن مؤسسة "موانئ البحر الأحمر اليمنية" التي تدير ميناء الحُديدة، أن القارب وصل إلى الميناء بعد عاصفة بحرية، وأن جوما وصل إلى الحُديدة بعد نفاد الماء من قاربه الملاحي.

عاشِق البحر

يعشق جوما (50 عامًا)، من مدينة بيزييه الفرنسية، السفر عبر البحر كثيرًا. يقول عنه والده روجر جوما إنه "مثالي، صوفي، يشعر بالراحة في البحر، ويُبحر لاكتشاف ذاته والآخرين".

بدأت حياته المهنية كمدير قسم في محل تجاري (سوبر ماركت) ثم مندوب مبيعات. وفي 1998 قرّر جوما التوجه إلى البحر؛ حيث اشترى مركبًا شراعيًا واتجه صوب البرازيل ومن بعدها جيانا، وترك قاربه لبعض الوقت للعمل في فندق، غير أنه لم يستمر في عمله وأفلس وامتهن عدة وظائف غريبة، حتى عاد في نهاية المطاف إلى فرنسا.

1

يقول والده للصحيفة الفرنسية "مرّ جوما بمرحلة اكتئاب لبعض الوقت، وبعد نحو 6 أو 7 أعوام من العيش مع والديه، وتحديدًا في عام 2015، قرر العودة إلى البحر مُجددًا، وبدأ بالإبحار وحيدًا من جنوب فرنسا نحو كلكتا الهندية".

من على متن مركبه الشراعي، الذي حمل اسم "جيهول 2"، خاض جوما العددي من المغامرات وتعرّف على أُناس جُدد من كل حدبّ وصوب، بما في ذلك مصريين تعرّف عليهم في ميناء بورفؤاد عند مدخل قناة السويس.

وعقب مروره بجزيرة كورسيكا ثم مالطا وكريت وأخيرًا مصر، كان عليه صيانة شراع المركب بعد تمزّقه، وكذلك إصلاح مشكلة في مضخة المياه، لذا توقّف في ميناء الحديدة ، غير أنه وكما يروي والده "لم يكن يعرف أن هناك حربًا في اليمن أثناء وقوفه هناك".

الرسالة الأخيرة

في 10 يونيو، أي في اليوم الذي سبق اختطافه، بعث جوما برسالة إلى والديه عبر فيسبوك بوك يخبرهم فيها أنه في البحر الأحمر على شواطئ اليمن، حيث الحرب، وكانت هذه آخر رسالة تلقتها أسرته التي شعرت بالقلق بعد انقطاع أخباره.

سارع والداه بتدشين صفحة عبر فيسبوك تحولت فيما بعد إلى الصفحة الرسمية لـ "لجنة دعم آلان جوما"، وظلت لا تعرف شيئًا حتى أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في 11 يونيو أن جوما مُحتجز في اليمن.

عاش أقارب جوما أشهر من الخوف والقلق في انتظار عودة جوما، وبينما كان والده روجر ينوي الدعوة للتوقيع على عريضة على الإنترنت تطالب بالإفراج عن نجله، والتخطيط لتجمع كبير يوم السبت المقبل للتظاهر من أجله، أُطلِق سراح جوما في خطوة مثّلت مفاجأة كُبرى لعائلته.

3

كان الحوثيون قد أعلنوا في يونيو الماضي ضبط زورق يقوده فرنسي، ونقلوا الملّاح الذي على متنه إلى صنعاء.

وسهّلت السلطات السعودية إجراءات الحصول على تصريح لطائرة تابعة للجيش الفرنسي من نوع (C130) لنقل جوما من محافظة صنعاء إلى مسقط في سلطنة عمان.

كما أكّدت وزارة الخارجية العمانية، في بيان نُشر الثلاثاء، أن "الجهات المختصة بالسلطنة، بالتنسيق مع السلطات اليمنية في صنعاء، بذلت مساعي، تلبية لطلب الحكومة الفرنسية بالمساعدة على الإفراج عن مواطن فرنسي محتجز في اليمن، وأسفرت عن الإفراج عنه ونقله إلى السلطنة، تمهيدًا لعودته إلى بلاده سالمًا".

فيديو قد يعجبك: