إعلان

وجوه الشعبوية الأوروبية: مارين لوبن.. الأوفر حظا لرئاسة فرنسا؟ (1)

02:10 م الإثنين 13 مارس 2017

مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

مع تنامي مشاعر الاستياء وتزايد المخاوف في دوائر الاتحاد الأوروبي من تداعيات أزمة الهجرة وتدفّق اللاجئين إلى أوروبا، ارتفعت فرص السياسية اليمينية المُتطرفة مارين لوبن، المُعارضة لسياسات "الهجرة"، للوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية المُقرّرة في مايو المقبل، وهو ما يُعزّز بدوره من فرص تقلّدها منصب الرئاسة.

حياتها

وُلِدت زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن، عام 1968، لأسرة مُكوّنة من خمسة أفراد، ولديها ثلاث أخوات هي أصغرهُن.

تمامًا وكما المثل القائل "البنت سِر أبيها"، قضت لوبن الجزء الأكبر من حياتها على الصعيدين الشخصي والمهني في ظل والدها جان ماري لوبن، الذي أسّس الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة عام 1972، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وفي الثامنة من عمرها عايشت تفجيرًا وقع على منزلهم، نفّذه أعداء والدها، في واقعة جعلها تستوعب حجم الخطورة التي يعيشها والدها بسبب صراحته وآرائه المتطرّفة.

1

مسيرتها السياسية بدأت تلوح في الأفق في وقت مبكر، وتحديدًا بعد انفصال والديها 1984، إذ بدأت في حضور اجتماعات الجبهة الوطنية مع والدها وقضاء المزيد من الوقت في مكتبه، بينما كانت في الـ 13 من عُمرها، وفقًا لمجلة "ذا صن" البريطانية.

موهبتها في فن الخطابة دفعتها لدراسة القانون، وحصلت على درجة الماجيستير في القانون الجنائي من جامعة باريس في 1992، ثم بدأت في العمل كمُحامي عام، وفي 1998 عُمِلت كمستشارة قانونية لحزب والدها.

في 1995، تزوّجت من عضو في الحزب، يُدعى فرانك شافروي، ثم انفصلا لاحقًا عام 2000. ولديها ثلاث أطفال من طليقها: جيهان (17 عامًا)، وتوأمان يُدعيا لويس وماتيلدا (15 عامًا).

بعد عامين من الانفصال، تزوّجت لوبن من مسؤول بالجبهة الوطنية يُدعى "اريك لوريو"، وبعد انفصالهما في 2008، دخلت في علاقة مع نائب رئيس الحزب لويس اليوت.

2

تدرّجت في المناصب السياسية بعد ذلك، بداية من شغلها منصب نائب رئيس الحزب، مرورًا بعضويتها في البرلمان الأوروبي، وصولًا إلى عضويتها في البرلمان في فرنسا، وحاولت على مدى تلك الفترات تحسين صورة الجبهة الوطنية قدر الإمكان والتخفيف من حِدّة تطرّفها أمام العالم، وهو ما تسبّب في نشوب توترات بينها وبين والدها.

لم ينتهِ خلافها مع والدها حتى تقلّدت رئاسة الجبهة الوطنية في يناير 2011، بعد فصل الحزب لوالدها، في محاولة للتخلّص من السمعة التي اكتسبها الحزب بأنه معادٍ للسامية، وتعزيز فرص ابنته في مساعيها للترشّح للرئاسة.

في 2012، كانت لوبن مرشحة الحزب للرئاسة الفرنسية، وحصلت على 14 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى، إذ حلّت في المرتبة الثالثة خلف الرئيس الحالي الاشتراكي فرنسوا هولاند، وغريمه السابق اليميني نيكولا ساركوزي.

وتحاول لوبن، التي تسلّمت القيادة من والدها في 2011، تغيير صورة الحزب وتحويله إلى قوة مناهضة للهجرة ومشكِّكة في الاتحاد الأوروبي تسعى إلى تطبيق سياسات الحماية التجارية.
وأثار جان ماري لوبن المشكلة في أبريل الماضي، عندما كرر وجهة نظره بأن غرف الغاز في الحقبة النازية كانت مجرد "تفصيلة" في الحرب العالمية الثانية.

مواقفها السياسية

منذ وطأت قدماها حزب الجبهة الوطنية، حتى وضعت "لوبن" نُصب عينيها الابتعاد عن السياسية اليمينية المتطرفة المعادية للسامية التي كان ينتهجها الحزب تحت إدارة والدها.

بيد أنها تتفق في مواقفها السياسية مع والدها في بعض القضايا، كما مواقفها المُعارضة للإسلام والاتحاد الأوروبي، فضلًا على مُناهضة كلًا منهما لـ "الهجرة غير الشرعية" التي ما تزال تمثّل قضية شائكة بالنسبة لها. فهي تريد أن تحِدّ من دخول من 10 آلاف إلى 20 ألف لاجيء سنويا إلى فرنسا. وكذلك الحدّ من وصول المهاجرين إلى الخدمات العامة.

وبحسب صحيفة "إكسبرس" البريطانية، ترى لوبن أن مواطنة فرنسا ينبغي أن تكون "إما موروثة أو مُستحقة"، إذ يقوم مبدأ على أن "الأولوية لمن يحملون الجنسية الفرنسية".

وقالت إن المهاجرين غير الشرعيين ليس لديهم الحق في البقاء في فرنسا، وإنهم يخالفون القانون في كل دقيقة تمر عليهم على الأراضي الفرنسية.

وتعتقد لوبن أن مواقفها حول الانعزالية السياسية والقومية الاقتصادية قادرة وحدها على حماية فرنسا من توأميّ الشر "الأنجلو ساكسونيون ذات الثقافة المتعددة"- القبائل الجرمانية التي غزت وسكنت بريطانيا في القرنين الخامس والسادس، و"الليبرالية السياسية".

3

اقتصاديًا، تبدو لوبن مُحافظة، تؤمن بضرورة حماية العاملين في فرنسا، وتُروّج لنفسها باعتبارها أحد الأبطال الحقيقيين من ذوي الياقات الزرقاء في فرنسا؛ إذ نجحت في استمالة الناخبين من الطبقة العاملة ممن كانوا يشعرون بالقلق من دعوات اليمين واليسار لتحرير سوق العمل المُنظّم في فرنسا.

على صعيد عدد مختلف من القضايا، تشير "سي إن إن" إلى أن مواقف لوبن تبدو أقرب إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لاسيما وأنها تعتقد أن صعوده للبيت الأبيض يُمهّد الطريق لتقلدّها منصب الرئاسة في فرنسا.

دوليًا، تريد لوبن بناء علاقات أقوى مع روسيا، وهو ما جلب إليها الانتقادات جراء حصولها على قرض من البنك الروسي.

وفي لقاء أجرته مع "سي إن إن" العام الماضي، قالت لوبن إنها لم تجد سبيلًا غير التحوّل إلى روسيا بعد أن خذلتها البنوك الفرنسية.

4

وبالنسبة لمصر، فقد أشادت لوبن، بمعركة الرئيس عبد الفتاح السيسي ضد "الأصولية"، في مؤتمر صحفي عقدته في ختام زيارة للقاهرة استمرت أربعة أيام في 2015.

وقالت المرشحة الفرنسية إن فكر جماعة الإخوان المسلمين هو منبت إيديولوجية المشروع السياسي "للدولة الإسلامية"، نافية في الوقت نفسه أن يكون موقفها من "الهجرة غير الشرعية" قد تغير بعد زيارتها، مشيرة إلى أن "مصر بالنسبة لهم القلعة التي ستحميهم" من الهجرة.

لِمَ يمكن أن تكون الرئيسة القادمة لفرنسا؟

تشير نتائج استطلاعات الرأي الوطينة إلى أن لوبن من أبرز المُرشّحين للوصول في الجولة الثانية من الانتخابات صيف العام الجاري، مع الجمهوري فرانسوا فيون.

5

وما يُزيد من تكهّنات تقدّم لوبن على فيون الجدل المُثار حول الأخير بعد الفضيحة التي اندلعت حول زوجته، بينيلوبا فيون، استنادًا إلى تقرير نشرته صحيفة "Canard Enchaine"، وتحدّث عن حصول السيدة الأولى المحتملة على رواتب غير شرعية عن وظيفة وهمية كـ"مساعدة" لزوجها في البرلمان الفرنسي بين العامين 1998 و2002، الأمر الذي أحدث تدميرًا نسبيًا في حملة فيون الانتخابية.

من ناحية أخرى، فإن المشهد السياسي المُهتريء يجعل من الصعب على أي مُرشّح الصمود أمام "لوبن". فقط إيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد السابق والمرشح المستقل لا يملك أي فرصة حقيقية للفوز أمام لوبن في الوقت الذي يفتقر فيه إلى الخبرة السياسية التي تؤهّله ليُصح رئيسًا.


اقرأ أيضا:

وجوه الشعبوية الأوروبية: فيلدرز.. ''ترامب هولندا'' الكاره للإسلام (2)

وجوه الشعبوية الأوروبية: "أدولفينا" القرن الـ21 المعادية للإسلام (3)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان