قصة حب تحدت النازية.. من هو الطبيب المصري الذي تكرّمه إسرائيل اليوم؟

كتبت- رنا أسامة:

يُكرّم مركز "ياد فاشيم" الإسرائيلي، اليوم الخميس، الطبيب المصري المتوفّى محمد حلمي، تقديرًا لبطولته وجهوده في حماية وإخفاء عائلة يهودية من أربعة أفراد إبّان المحرقة النازية (الهولوكوست)، خلال الحرب العالمية الثانية، في حفل يُقام في العاصمة الألمانية، برلين، حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وقالت بي بي سي، إن أحد أقارب الطبيب المصري المُتوفّى سيتسلم وسام "الشرفاء بين الأمم" والذي تمنحه إسرائيل إلى غير اليهود الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ يهود من المحرقة، ليُصبح أول عربي ينال هذا التكريم الإسرائيلي حتى الآن.. فمن هو الدكتور محمد حلمي؟

- وُلد محمد حلمي في العاصمة السودانية، الخرطوم، عام 1901، لأبوين مصريين.

- سافر حلمي إلى ألمانيا عام 1922 لدراسة الطب، واستقر منذ ذلك الحين في برلين.

- بعد إتمام دراسته، التحق بمعهد روبرت كوخ، ولكنه طرد عام 1937، لأنه ليس من الجنس الآري، بعد تصنيفه على أنه "من السلالة الحامية المنتسبة إلى حام بن نوح، وهي سلالة اصطلح عليها في نهاية القرن التاسع عشر، للإشارة إلى سكان شمال أفريقيا بمن فيهم قدماء المصريين، وسكان القرن الأفريقي".

- تعرّض حلمي للتمييز العنصري، ومُنِع من العمل في نظام الصحة العامة بالدولة بعد وصول النازيين إلى الحكم في ألمانيا، ولم يعد قادرًا على الزواج من خطيبته الألمانية آنذاك.

- عُرِف بانتقاده لأدولف هتلر والنازية بشكل علني، حتى أُلقي القبض عليه عام 1939 مع عدد من المصريين، فيما أُطلِق سراحه لاحقًا لدواعٍ صحية، بحسب معلومات مؤسسة "ياد فشيم".

- أثناء الحرب، لم يتوانَ حلمي عن علاج مرضاه اليهود وغيرهم في عيادته ومنها عائلة خطيبته آنا بوروز- التي تغيّر اسمها بعد الحرب إلى "غوتمان"- إذ خبّأها في بيته وساعدها في الحصول على أوراق ثبوتية جديدة، حيث ساعد أيضا والدها ووالدتها وجدتها وقام خلال فترة الحرب بتوفير العناية الطبية والعلاج لهم عند الحاجة.

- في عام 1944، اكتشف البوليس السري الدور الذي يلعبه الطبيب المصري، بعد أن اعتقلوا زوج والدة "غوتمان"، لينقل حلمي صديقته اليهودية إلى منزل نظيرتها "فريدا سزوتسمان"، ليستطيع بمجهوداته حماية الأسرة، وفق ما كتبته خطيبته في مذكراتها.

- بانتهاء الحرب، توجه حلمي مباشرةً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك كتب خطابات لمجلس الشيوخ في برلين من الخمسينيات وحتى الستينيات، لتوثيق ما جرى لليهود في تلك الفترة، وباستقرار حياته بعد الحرب في ألمانيا استطاع الزواج من حبيبته الألمانية، وعاش معها إلى أن توفي في عام 1982، وتوفيت هي عام 1988.