إعلان

نيويورك تايمز: الروهينجا في مأساة حقيقية فلماذا تظهر روايات كاذبة؟

09:08 م الجمعة 02 فبراير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

تساءلت صحيفة نيويورك تايمز عن سبب وجود بعض الروايات الكاذبة على لسان لاجئي أقلية الروهينجا في مخيمات بنجلاديش، على الرغم من أنهم بالفعل يواجهون حملة مرعبة ضدهم على يد حكومة ميانمار.

بدأ التقرير المنشور أمس الخميس، بوصف لأوضاع أربع فتيات صغيرات في أحد المخيمات في بنجلاديش. وذكر أن روايات الشقيقات الأربع درامية، فوالدتهن ماتت حينما أحرق جنود الجيش من ميانمار منزلهم في ولاية راخين غربي البلاد. وكان والدهم من بين الآلاف الذين اختفوا في حملات حكومية وضعتهم في السجون أو واجه بعضهم الموت.

الشقيقات أعمارهن 12 و8 و5 وعامين فقط، واستطعن الوصول إلى مخيم اللجوء في بنجلاديش. يعيش أحد أقاربهم في المخيم منذ سنوات، احتضنهم وضمهن إلى بناته الجائعات أيضًا.

وقال الأخت الكبرى، جانوكا بيجام، لنيويورك تايمز: "قتل والداي في ميانمار. أفتقدهم بشدة".

مراسلة نيويورك تايمز كانت تصنع قصة خبرية حول الأطفال الذين يصلون إلى مخيمات بنجلاديش غير مصحوبين بذويهم. ورتبت منظمة خيرية لها لقاء مع الفتيات الأربع.

بعد ساعة واحدة كانت تمتلك معلومات كثيرة مدونة لديها بعبارات تحطم القلوب، لكن القليل منها كانت "حقيقي".

بعد ثلاثة أيام داخل معسكر اللجوء، بدأت الحقيقة تتضح أمام المراسلة الصحفية. فالرجل الذي قيل في أعلى الموضوع أنه أحد أقارب الفتيات، وبالأحرى عمهم، اسمه سيد حسين، اتضح أنه في الحقيقة والدهم. لديه ثلاث زوجات، اثنتين في بنجلاديش وواحدة في ميانمار. اعترف هو بذلك لنيويورك تايمز. والفتيات الأربع هن بناته من الزوجة الأصغر في ميانمار.

في أي مخيم لجوء، المأساة تكون واضحة. تريد منظمات المساعدات تقديم العون لأكثر الحالات احتياجًا، ويدرك الناس سريعًا أن قصة أربع فتيات يتيمات هي أكثر أهمية من أي عائلة كاملة فقدت كل ممتلكاتها.

وللمنافسة على المساعدات التي تقدمها المنظمات، تعلم اللاجئون كيفية تقديم النساء اللاتي يحملن الأطفال بين أذرعهن. الرضّع الباكين يصلون بحامليهم إلى أول الصفوف.

هذه الاستراتيجية غريزة طبيعية من أجل البقاء. فمن لن يقوم بذلك من أجل إطعام الأسرة؟

ويستكمل تقرير نيويورك تايمز، بالإشارة إلى أن هذه مثل هذه الروايات الكاذبة تقلل من قيمة المآسي الحقيقية مثل القتل والاغتصاب والمقابر الجماعية، التي تعرض لها الروهينجا على يد قوات الأمن في ميانمار. ومثل هذه الروايات المزيفة تدعم مزاعم حكومة ميانمار في أن ما يحدث في ولاية راخين ليس تطهيرًا عرقيًا كما يعتقد المجتمع الدولي ولكنه مؤامرات من غزاة أجانب.

تقول الرواية الرسمية في ميانمار إن مسلمي الروهينجا هم مهاجرون غير شرعيين من بنجلاديش المزدحمة. ومع إمكانية زواج المسلمين بأكثر من امرأة يتزايد أعدادهم بشكل أكبر من سكان ميانمار الذين يدين أغلبهم بالبوذية.

هناك أدلة كافية على مواجهة هذه المزاعم. فالجذور المسلمة في المنطقة تصل لأجيال سابقة. ولم تتغير نسبة المسلمين مقارنة بالبوذيين في راخين منذ حوالي نصف قرن.

وبسبب رفض حكومة ميانمار دخول مسئولين بارزين من الأمم المتحدة الدخول إلى البلاد، من المستحيل على الصحفيين أو المحققين أن يجمعوا أدلة أولية على العمليات الوحشية. وحينما حاول صحفيان من رويترز التحقيق، تم الزج بهم إلى السجن.

وبالتالي بات اللاجئون في مخيمات بنجلاديش هم من يمكن التقائهم لمعرفة ما يحدث، ويمكن أن تتوصل إلى بعض الحقائق حول الأهوال التي يواجهونها من قصة طفل أظهرت إصابته أنه أصيب بطلقة نارية مؤخرًا، وذلك على سبيل المثال بالطبع.

وتقول مراسلة نيويورك تايمز إنها تحدثت مع طفل يدعى نورشاد، عمره تسعة أعوام، ولمدة 4 أيام بالمعسكر في بنجلاديش. وفي كتيبها الصغير رسم منزله والشجرة التي تدلى منها جثتي والديه بعد شنقهما على يد القوات الأمنية في ميانمار. رسم أيضًا "جركن" بلاستيكي رُبط حول جسده خلال عبوره النهر نحو بنجلاديش، حتى لا يغرق بالطبع.

استمعت المراسلة إلى روايات الطفل الصغير لكنها تشككت في بعضها، فقال نورشاد إنه يحب لعب الكريكت، وهي رياضة غير مشهورة في ميانمار. وقال أيضًا إن أجداده قتلوا على يد الجيش، لكن بعد ذلك اعترف بأنهم ماتوا في ظروف عادية.

التقت المراسلة بأشخاص من القرية التي اعتقدت أنه جاء منها. اتضح أنه لم يقتل أي أشخاص هناك. وباتت هنا أمام سؤال آخر.. من أين جاء نورشاد؟

وُجد الطفل يبكي في سوق بمخيم اللجوء في بنجلاديش. وجده لاجئون في المخيم واصطحبوه معهم لسيدتين بمدرسة داخل المخيم. من الواضح أن شيئًا ما حدث لهذا الطفل، لكن حتى اليوم –بحسب نيويورك تايمز- لا يعرف أحد القصة الحقيقية.

يقول بنجامين شتاينليتنر، المتحدث باسم اليونيسيف في مدينة كوكس بازار في بنجلاديش: "حتى لو بعض الأطفال فقط سمعوا بفظائع وحشية، يصبح الخوف بداخلهم ومن الصعب جدا أن يفصلوا بين ما رأوه وبين ما سمعوا به. إنه مثل مشاهدة فيلم رعب. يتعامل معه الأطفال بشكل مختلف تمامًا عن البالغين."

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان