إعلان

في "علاقات ترامب النسائية".. الكذب أهم من الخيانة

08:07 م السبت 17 فبراير 2018

الرئيس الامريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت، مقالًا تحليليًا للكاتب كالوم بورشرز، حول الإشاعات التي ظهرت مؤخرًا عن علاقات ترامب المتعددة وخاصة علاقته بممثلة الأفلام الإباحية السابقة ستورمي دانييلز.

وقال الكاتب في بداية مقاله: "جاءت إحدى أكثر الجمل تأثيرًا - بالنسبة لي - في الحملة الانتخابية لدونالد ترامب عام 2016، من أحد مؤيديه والتي قال فيها متحدثًا عمّا ذكره ترامب حول أنه يحب جذب النساء وإمساكهن بدون موافقتهن: "هذا الملياردير يمثلنا جميعًا، فهو يحب الأسلحة والنساء، وكان يملك السلطة بين يديه وكذلك الهيبة، فلمَ لا يستغل كل هذا؟".

ويتابع الكاتب، إذا كان المُصوتون على عِلم بهذا أثناء انتخابهم له، وعلى عِلم بما قاله في الشريط المُسجل، فلمَ قد يهتمون بمزاعم علاقاته مع كلًا من نجمة مجلة "بلاي بوي" السابقة كارين ماكدوجال، وممثلة الأفلام الإباحية السابقة ستورمي دانييلز؟".

ويضيف الكاتب، غالبًا المصوتون لا يبالون بهذا من الأساس، مما يضيف مزيدًا من الحيرة على التغطية الإعلامية التي تناولت مزاعم علاقات ترامب، فمعظم رجال السياسة - حتى غير المتدينين منهم - يعملون على تنمية الحس الإعلامي بصورة رجل العائلة الشريف، ومن الممكن أن تؤدي تلك التقارير - عن وجود علاقة - إلى تشويه تلك الصورة، مما يجعل من صوتوا له يشكون في كونه الشخص نفسه.

إحدى الحالات الشهيرة في هذه الحالة، أنتوني وينر، الذي شكّل مع هوما عابدين صورة للثنائي المتميز في واشنطن، الذي استقال من الكونجرس في 2011 بعد اعترافه بأنه أرسل صورًا خليعة لنفسه إلى نساء أخريات بخلاف عابدين، وكذلك الحال بالنسبة لجون إدواردز، الذي انتهت حياته السياسية في 2008 عند اعترافه بأنه كان على علاقة بإحدى مساعداته في الوقت الذي كانت تحارب زوجته فيه السرطان.

ولكن - كما يقول الكاتب - يختلف الأمر قليلًا بالنسبة لترامب، فعلاقته مع مارلا مابلز عندما كان متزوجًا من زوجته الأولى إيفانا، كانت حديث الصحف الشعبية في ذلك الوقت، وقالت ميلانيا لموقع GQ: "إن ترامب سعى للحصول على رقم هاتفها عندما كان متزوجًا من مارلا - في حفلٍ أحضر امرأة أخرى بدلًا من زوجته إليه -، وعندما سُئل ترامب في حوار مع هاورد ستيرن إذا كان قد مارس الجنس مع أجمل النساء على الكوكب، رد ترامب متفاخرًا: "نعم، مع بعض أفضل النساء في التاريخ". 

ويذكر الكاتب، أنه طوال الوقت الذي اشتهر فيه ترامب، كانت صورته عند الجماهير أنه رجل لعوب مُحاط دومًا بالنساء، وليس رجل عائلة، والشهادات التي تقدمت بها كلًا من ستورمي دانييلز وكارين ماكدوجال - إذا ثبتت صحتها - لا تفصح عن شيئ لم يكن ناخبو ترامب على علمٍ به من الأساس.

ولكن، على الرغم من علاقات ترامب المتعددة، ينكر ترامب هاتين العلاقتين بشدة، والسؤال الذي يجب طرحه هنا، ليس إذا ما كان ترامب خائنًا، بل إذا ما كان كاذبًا أيضًا، فإذا كان ترامب مارس الجنس مع عارضة "بلاي بوي" ونجمة الأفلام الإباحية، فهذا يتماشى مع ما وصفه قبل ذلك بأنه أسلوب حياته، ولكن إذا كان كاذبًا فسوف تكون هذه قضية أخرى، فترامب لم يقل أبدًا إنه ملتزم دينيًا، ولكنه يُردد دومًا أحاديث عن مدى صدقه.

ويضيف الكاتب، وراء تلك الأكاذيب تقبع خطط ترامب لتغطية الموضوع، حيث اعترف محامي ترامب الشخصي هذا الأسبوع أنه دفع 130 ألف دولار لإبقاء دانييلز صامتة أثناء الحملة الانتخابية، وقال ناشر مجلة المحقق الوطني الأمريكية، ديفيد بيكر، إنه وظّف ماكدوجال في 2016، لئلا تتحدث عن ادّعاءات علاقتها مع ترامب، ويبدو من هذا أن مجهودات حلفاء ترامب لقمع التغطية الإعلامية السيئة جديرة بالملاحظة.

ويقول الكاتب، أحد الأشياء الأخرى التي يجب وضعها في الاعتبار، كدليل على أن ترامب ترك أيام اللهو عندما أصبح رئيسًا، أن بيل كلينتون كان رئيسًا عندما دخل في علاقة مع مونيكا لوينسكي مستغلًا في ذلك قوة السلطة ليحظى بعلاقة مع متدربة، وكان هذا سبب أن تلك العلاقة حظيت باهتمام الصحافة لأنها تضمنت إساءة استخدام للسلطة.

ترامب نفسه، صرّح أنه تغيّر كثيرًا وقال: "لقد قلتُ وفعلت أشياء أندم عليها، ولقد سافرت جميع أرجاء البلاد راغبًا في تغيير الواقع الأمريكي، ولقد ساعدتني رحلاتي على تغيير نفسي".

وقد وصف كلًا من الزعيمين الإنجيليين فرانكلين جراهام، وجيري فالويل، ترامب بأنه "رجل متغير"، وبما أن علاقة ترامب المزعومة بكلًا من دانييلز وماكدوجال حدثت منذ أكثر من عقدٍ من الزمان، فإذا ثبتت صحتها فقد تثبت صحة ادّعاء الإنجيليين بأن ترامب قد تغيّر.

وبالحديث عن كلًا من جراهام وفالويل، يبدو أن السياسة الأمريكية تتخذ منحنى جديدًا ومتطورًا، بعد أن عبّرت القيادة الإنجيلية عن نيتها العفو عن ترامب في أخطائه الشخصية.

واختتم الكاتب مقاله قائلًا: "العادات المتغيرة لكتلة تصويت كبيرة مثل الإنجيليين، من الممكن تحويلها لقصة مهمة في حد ذاتها".

فيديو قد يعجبك: