إعلان

ماذا تقول لامرأة من الروهينجا اُغتصبت وقُذف طفلها في النار؟.. قصة "راجوما"

10:45 م الخميس 19 أكتوبر 2017

صورة لراجوما إحدى الفارات من ميانمار - نقلا عن نيو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا عما يحدث في ميانمار. حيث نقل الصحفي الأمريكي جيفري جيتلمان، تجربته في مخيمات قبيلة مسلمي الروهينجا.

وحاول "جيتلمان" نقل مشاعره التي اكتسبها من تلك التجربة، ووصف مقابلة مع إحدى الفارات من ميانمار بأنها "أسوأ مقابلة صحفية أجراها في حياته".

ويقول "جيتلمان": "أثناء خروجي من مخيم النازحين، اتصلت بي زوجتي التي سألتني فور سماع صوتي "ماذا بك؟" فقلت لها "أنهيت لتوي أسوأ مقابلة أجريتها في حياتي".

كان الكاتب يجرى مقابلته بالقرب من حدود ميانمار مع بنجلاديش، حيث يعيش نصف مليون من لاجئي قبيلة الروهينجا، التي وصفها بأنها "أكثر قبيلة عرقية غير مرغوب بها على وجه الأرض" والذين هربوا خوفًا من مذابح حكومة بلادهم.

وأضاف جيتلمان: "قابلت امرأة تُدعى راجوما، ضعيفة الجسد وترتدي حجابًا أحمر اللون، لها قصة من أكثر القصص المرعبة التي سمعتها في حياتي".

واستطرد بقوله "لقد عملت كمراسل ونقلت أخبار الإبادة الجماعية في السودان، وقتل الأطفال في جزء من العراق، وعملت كمراسل في مناطق الزلازل والأعاصير والحروب الأهلية، وحتى المناطق التي تعاني المجاعات، فهذا ما نقوم به كمراسلين، الاندفاع نحو الكوارث الكبرى في العالم، حتى أصبحت متخصصًا في اليأس".

المراسل جيفري جيتلمان قال إن قصة "راجوما" على الأخص أوقفته، فقد كانت روايتها تتفق مع عشرات الروايات الأخرى التي سمعها من شهود آخرين، وهي أن الجنود التابعين لحكومة ميانمار اقتحموا قريتها في أغسطس الماضي وأحرقوا كل المنازل، كما فصلوا الرجال عن النساء، ثم اغتصبوهن.

"راجوما" كانت ضمن النساء المغتصبات في القرية، لكن قبل اغتصابها، انتزع الجنود طفلها الصغير من بين ذراعيها وألقوا به وسط النيران التي ظلت تحرقه حتى الموت.

يروي جيتلمان بقوله "كنا نجلس معًا في كوخ صغير ومعنا مترجم، وعندما بدأت راجوما تروي ما حدث غضبت من نفسي.. لماذا جعلتها تمر بهذا؟ هل يريد أحد أن يقرأ شيئًا فظيعا كهذا؟ أنا لا أريد حتى أن أكتب هذه القصة؟".

شبه المراسل الصحفي لاجئي الروهينجا بـ"اليهود" الذين تعرضوا لمحارق النازيين في ألمانيا، قائلاً "الروهينجا هم أقلية مسلمة تتعرض للإبادة الجماعية، فقد جعلتهم حكومة بلادهم والأغلبية البوذية التي تعيش بها فريسة سهلة".

فكر جيتلمان بأنه إن لم ينقل تلك المأساة للقراء فإنها "ستزداد سوءًا وهو من شأنه أن يشكل ظلم آخر، وإهانة أخرى لإنسانية الروهينجا، سيكون الأمر مثلما قالت راجوما إن العالم لا يمكن أن ينزعج بما نعانيه".

أكد جيتلمان أنه كان من الصعب جدًا إنهاء مقابلته مع "راجوما"، التي شق الطرق من أجل الوصول إليها وللمئات غيرها، مضيفًا "في نهاية لقائي بها أردت أن أعطيها كل دولار في محفظتي، أو أعانقها، أو أضرب أي شخص آخر في وجهه، إنه الجزء الأسوأ في مهنة الصحافة، فليس هناك شيء يمكنك القيام به حول الأهوال التي تراها أمامك، ولكن في معظم الحالات هناك فقط الكثير مما يجب القيام به".

وأضاف: "مهنتنا هي التسجيل، فنحن شهود ولسنا عمال مساعدات بطبيعة الحال، إذا كانت راجوما تنزف أمامي وتحتاج إلى مساعدتي، لن أتردد في ذلك، لكن الوضع هنا مختلف، فطفلها قد مات بالفعل، وهي سوف تعيش بصدمتها إلى الأبد".

بعدما انتهت المقابلة وقف الكاتب وسلم على "راجوما" قائلاً لها الكلمة الوحيدة الأنسب في هذا الموقف "آمي دوخيتو".

كلمات قليلة من اللغة البنغالية تعلمها الكاتب الصحفي، والتي قالها لعشرات الروهينجا الذين قابلهم في المخيم "آمي دوخيتو" أي "أنا آسف".

فيديو قد يعجبك: