إعلان

كيف أثرت الايبولا على حياة المواطنين في ليبيريا؟ "صور"

03:06 م الأربعاء 25 مارس 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن الوضع تغير تماما في غرب أفريقيا بعد انشار مرض الإيبولا، وعلى الرغم من انحصاره شيئا فشيئا إلا أنه تسبب في خسارات كبيرة لدول هذه المنطقة.
أوضحت الصحيفة أن الإيبولا تسببت في مقتل حوالي 4200 شخص في ليبيريا، وأطاحت بالاقتصاد، بعد خروج عدد كبير من المستثمرين من بلادهم، وإيقاف العمل في المصانع، خوفا من انتشار المرض.
استعرضت الصحيفة قصة جوزفين دولي ذات 22 عاما، إحدى المواطنات اللائي تأثرن بشدة جراء انتشار المرض في ليبيريا، التي تركت كل شيء خلفها وذهبت فورا لمقابلة عمل بعد معرفتها بوجود فرص في إحدى الشركات الأمريكية، وحاولت بعرض قصتها اكتشاف الاختلاف الذي حدث في المجتمع قبل انتشار المرض، وفي بداية انحساره.
منذ تسعة أشهر، حصلت جوزفين على 720 دولار شهريا، حيث كانت تعمل كمدرسة موسيقي، وسكرتيرة، كان هذا الأجر كافي لتعيش حياة هانئة، فدفعت منه للتعليم، واشترت مساحة من الأرض لكي تبني عليها منزل على الشاطئ.
قبل انتشار الإيبولا، تقول الصحيفة إن جوزفين كانت تعيش حياة هادئة ومريحة، برفقة ولديها وزوجها جوشوا، كما أعتبرها أهالي بلدتها أكثر النساء فاعلية، ونشاطا، فنداها الجميع "أمي" على الرغم من صغر سنها.
ومع انتشار المرض، فقدت جوزفين كل ما حققته في حياتها، فأخرجتها الحكومة من منزلها، وتوفي زوجها، ثم ابنائها الاثنين.
"لم يمر أحد بما مرّت به جوزفين"، أكد جارها جورج كلود، مشيرا إلى التغير الجذري الذي حدث في حياتها.
التقت الصحيفة بجوزفين أثناء تواجدها في كنيسة صغيرة، لتقدم سيرتها الذاتية، في الوظيفة التي أعلنت عنها مجموعة أمريكية، لكي تعمل في ملئ استطلاعات رأي عن مرض الايبولا، لن تدوم تلك الوظيفة سوى بضعة أشهر، ولكن راتبها يكفي لقضاء حاجتها فترة من الوقت.
وزّعت الشركة على جوزفين ومجموعة من النساء الأخريات هواتف محمولة، مكتوب عليها الأسئلة المستخدمة في استطلاع الرأي، والتي كان من بينها "صف لي حالتك المالية بعد انتشار الوباء"، "هل رأيت أشخاص يعانون المرض أمامك؟"، "وما عددهم؟"، وغيرها.
زارت جوزفين الكثير من المنازل ولكن العمل أصابها بالإرهاق النفسي، فذهبت إلى مقر عملها وأعلنت رفضها للوظيفة، ولكنهم اتصلوا بها بعد فترة ليخبروها أن الأجر ارتفع، من 25 دولار إلى 100 دولار، مما دفعها إلى قبول العمل مرة أخرى، وأجراء الكثير من الاستطلاعات الرأي، ولكنها لم تحصل على راتب في النهاية.
طلبت جوزفين من كل معارفها الذين أرشدوها على تلك الوظيفة مساعدتها في الحصول على أجر، واستمر الوضع لشهور، ولكنها لم تحصل في النهاية على مالها، فاستقالت.
توفي إيمانويل أحد ابناء جوزفين منذ ثلاثة أشهر وثلاثة عشر يوما، بعد معاناة طويلة مع الايبولا.
ذهبت جوزفين لمكان قريب من منزلها القديم، لتسترجع ذكريات حياتها القديمة، بداية من لعب الابناء في نفس المكان، وحتى خلاء المكان تماما من نفس بشرية، ثم عودة الحياة إليها مرة أخرى، ولعب ستة أطفال صغار تترواح أعمارهم من عامين إلى أربعة عشر فيه.
أما بالنسبة لعائلتها، فهي تعاني التشرد، والفقر بعد انتشار الوباء، فأعربت والدتها عن رغبتها في شراء جوزفين لمنزل لكي تستطع العيش معها فيه، أما ابن عمها فيقول إن الطعام الموجود لديهم لا يكفي، وابنه شقيقتها لا تستطيع الالتحاق بالمدرسة، لأنها تحتاج لحوالي 350 دولار لكي يتم تسجيلها في إحدى المدارس.
تعيش جوزفين مع والدتها وباقي أفراد عائلتها اللذين استطاعوا النجاة من الوباء، بمنزل أحد جيرانهم، ويحاولون حاليا العثور على منزل خاص بهم.
تمنت جوزفين من تصبح مطربة، ولكنها لم تستطع، تقول "توقع الجميع أن أنتحر بعد ما حدث لي، ولكن لم أفقد الأمل، ولم أيأس، على الرغم من انتزاع الوباء لأحلامنا، وابنائنا، ووظائفنا، وحياتنا بالكامل، لتنهي كلامها قائلة "نحن الآن لا نملك أي شيء".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان