إعلان

هل لقطر يد في انهيار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في القاهرة؟

04:47 م الخميس 21 أغسطس 2014

دولة قطر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - سارة عرفة:

قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن الانفجارات التي تهز قطاع غزة تبدو بعيدة كل البعد عن بهرجة السيارات الفاخرة وناطحات السحاب البراقة في دولة قطر المفرطة الثراء، والجهود المبذولة في القاهرة لوقف القتال بين حماس وإسرائيل قد تبدو مرتهنة بمدى النفوذ الذي تمارسه تلك الدولة الخليجية الصغيرة على الحركة الفلسطينية التي لم يتبقى لها سوى القليل من الأصدقاء.

ولفتت الوكالة إلى أن قطر باتت المقر والمستقر لزعيم حماس المنفي خالد مشعل منذ عام 2012 وحصلت على دور كممول رئيسي لغزة، حيث تستطيع شراء النفوذ بمساعدتها حماس على حل مشاكلها المالية في القطاع الساحلي.

هذا الدعم أطلق العديد من الاتهامات بأن قطر ساهمت في انهيار الهدنة الأخيرة في حرب غزة، ممارسة ضغوطها بعد أن رأت نفسها في عزلة متزايدة إثر نجاح القوى الفاعلة في الشرق الأوسط في تهميش الإسلاميين في أعقاب الربيع العربي.

وقال مسؤول كبير في حركة فتح يوم أمس الأربعاء بأن قطر نسفت مفاوضات السلام. بعد ظهور مؤشرات على تحقيق تقدم الأسبوع الماضي، وعاد مفاوضو حماس الى الطاولة، بعد إجرائهم مشاورات في قطر، بشروط جديدة - ما شجع إسرائيل على طرح شروط جديدة هي الأخرى، وفقا للمسؤول.

ونقلت الوكالة عن المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول مناقشة مجريات المفاوضات علنا، قال إن التجربة تشير إلى إن القطريين ''ليس لديهم أدنى مصلحة'' في رؤية المحادثات التي تقودها مصر تحقق النجاح، وإن قطر والإخوان المسلمين يعملون معا على تقويض مصر.

وكانت صحيفة الحياة اللندنية قد نقلت عن مسؤول في حركة فتح قوله إن قطر هددت بطرد مشعل إن وافقت حماس على المبادرة المصرية. وقالت إن حماس طالبت مصر بمنح قطر دورا في حل أزمة غزة، إلا إن القاهرة رفضت الفكرة واشترطت تقديم قطر اعتذار علني عن سياساتها تجاه مصر منذ التحرك العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي.

ولم نتمكن من الحصول على تعليق من مسؤولين قطريين حول هذه المزاعم. ووصف متحدث باسم حماس من قطر ما نشرته الحياة بأن لا أساس له من الصحة وقال إنها محاولة لتخريب المحادثات.

وقال حسام بدران للأسوشيتد برس من قطر ''هذا هراء ... طبيعة العلاقات بين قطر وحماس ليست على هذا النحو''.

كما نفى خالد البطش، ممثل حركة الجهاد الإسلامي، تدخل قطر وقال ''لم نشعر أبدا بوجود قطر في المفاوضات''.

وقال مسؤول حكومي إسرائيلي، رفض الكشف عن هويته كونه غير مخول مناقشة الموضوع مع الصحفيين، إن لا علم لديه إن كانت قطر قد شجعت حماس على تبني موقف متشدد، إلا إنه قال إن قطر مسؤولة بصورة غير مباشرة على الأقل عن إنهيار المفاوضات.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي ''قطر لسوء الحظ كانت جزءا من المشكلة. إنها الداعم الرئيسي لحماس''.

وقطر سمحت لإسرائيل بفتح مكتب تجاري لها في الدوحة - وهو أمر نادر الحدوث في العالم العربي - قبل أن تأمر بغلقه في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2008.

وأبلغ إيلي أفيدار، الرئيس السابق للمكتب التجاري الإسرائيلي، الأسوشيتد برس باعتقاده بأن قطر تمتلك ''تأثيرا هائلا'' على حماس وأنها تدفع مشعل لاتخاذ موقف أكثر تشددا في المفاوضات.

وقال في رسالة إلكترونية: ''في الوقت الحالي باتت قطر تمثل المشكلة الرئيسية وبالتأكيد لا تعد جزءا من الحل. العائلة الحاكمة في قطر يجب أن تفهم أن ما يقوم به أميرهم لعبة خطيرة''.

وتلك هي المرة الأولى التي تتهم فيها قطر باتخاذ موقف غير محبب في المنطقة.

فالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين استدعت سفراءها من قطر في مارس الماضي، وقالت إن الأخيرة أخفقت في الالتزام حتى النهاية باتفاق أمني يحول دون تدخلها في الشؤون السياسية للدول الأخرى، ودعم تنظيمات تهدد الاستقرار الاقليمي.

ويرى المحللون بصورة كبيرة أن ذلك يعد توبيخا لقطر بسبب دعمها للتنظيمات الإسلامية والسياسات الخارجية لنشطائها، بما في ذلك دعمها لشبكة الجزيرة الفضائية، التي أزعجت حكومات المنطقة.

ويرفض قادة قطر الافتراضات بأنهم يدعمون حماس، ويصرون على أن التمويل الذي يقدم لغزة إنما يوجه لمن يعيشون فيها.

وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية لشبكة سي إن إن في أواخر يوليو: ''قطر لا تدعم حماس، قطر تدعم الفلسطينيين''.

وحاول أمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثاني، علنا على الأقل، تعزيز المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب التي تحكم الضفة الغربية. وقام بدور الوساطة في حكومة وحدة مؤقتة بين عباس وحماس في أوائل عام 2012، ولكنها لم تنفذ.

وقبل نهاية العام، قام الأمير بزيارة غزة، ليصبح أول رئيس دولة يزور القطاع المتاخم للبحر منذ استيلاء مسلحي حماس على السلطة في 2007. وقدم أكثر من 400 مليون دولار في صورة مشروعات اشتملت على خطط للإسكان والطرق وبناء مستشفى، ودعا إلى تحقيق الوحدة الفلسطينية.

ويرى خليل شاهين، المحلل السياسي في رام الله، إن فكرة وقوف قطر في صف حماس فقط مبالغ فيها. ويفسر ذلك بأن قطر منحت تمويلا لحكومة عباس أيضا ولم تحاول أن تربط مساعداتها لغزة بأنشطة حماس العسكرية.

وقال شاهين: ''لم تكن هناك أزمة حقيقة بين قطر والسلطة الفلسطينية حتى أثناء أسوأ الأوقات بين فتح وحماس''.

وأضاف أن قطر رغبت في الاضطلاع بدور في مباحثات وقف إطلاق النار بناء على علاقتها الطيبة مع حماس ولكي تظهر أن مصر ''ليست اللاعب المهيمن الوحيد في المنطقة''.

وبالنسبة للولايات المتحدة، تلعب قطر دورا لا يمكن للأولى القيام به دوما عبر التوسط لها مع جماعات لا تروق لواشنطن.

ففي أوائل هذا العام، قامت بدور الوساطة في إطلاق سراح السرجانت الأمريكي بوي بيرغدال لقاء تسليم خمسة من عناصر طالبان أفغانستان.

ووصفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف القطريين بأنهم ''شريك أساسي'' في الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق سلام في غزة في بداية هذا الاسبوع، قبل انهيار المباحثات.

وردا على استفسارات حول ما إذا كانوا سيدعمون الإرهاب وحماس، قالت إنهم يقومون بدور رئيسي في دفع حماس إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار.

وقالت: نحن بحاجة إلى دول لديها تأثير على قادة حماس يمكنهم المساعدة في التوصل إلى وقف إطلاق النار، وبالتأكيد قطر تقوم بهذا الدور''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان