إعلان

كرامة "بائعة الفِجل" !!

إبراهيم علي

كرامة "بائعة الفِجل" !!

إبراهيم علي
07:02 م الجمعة 14 أكتوبر 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

يولد الإنسان وتولد معه الكرامة ...تلتصق به من المهد إلى اللحد... على مدار قرونٍ عديدةٍ اجتهد المفكرون والمتخصصون في تعريف معنى الكرامة ....هناك إجماع على أن الكرامة مبدأ أخلاقي، وأنها حق للفرد في أن تكون له قيمة، وأن يحظى من الجميع بتقدير واحترام لذاته وليس لمنصبه الرفيع أو نفوذه الكبير أو ثرائه الفاحش!!

الكرامة خاصية بشرية خالصة اختص بها الله سبحانه وتعالى بني آدم ..قال الله سبحانه وتعالى في الآية رقم (70) من سورة الإسراء (( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير مما خلقنا تفضيلاً )) صدق الله العظيم.

تنافست وتسابقت دساتير وتشريعات مختلف دول العالم فيما بينها على إرساء وتأصيل مبدأ المحافظة علي كرامة الإنسان؛ حيث نصت المادة الأولى من ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأرووبي على أن "الكرامة الإنسانية مقدسة ويجب احترامها وحمايتها" وذلك على سبيل المثال لا الحصر.

كما نصت المادة رقم (51) من الدستور المصري على أن "الكرامة حق لكل إنسان، ولا يجوز المساس بها، وتلتزم الدولة باحترامها وحمايتها".

العديد من شعوب العالم انتفضت وقامت بثورات وخاضت حروب من أجل استرداد الكرامة.

كل هذا يؤكد أهمية الكرامة التي تعني عزة النفس والكبرياء والإباء، والتي تعني رفض الإهانة والظلم وعدم الخضوع أو الخنوع.

الكرامة التي لا تخضع للمقايضة أو التصرف فيها بالبيع أو الشراء، ولا تقبل القياس أو الانتقاص ، ولا تعرف زماناً ولا مكاناً ...فهى شرف الإنسان وعزته ، إذا خسره لا يعوضه شيء.

الكرامة هي أعظم ما يملك الإنسان ، ولذلك فإنه يظل طوال عمره مدافعاً عنها بكل ما أوتي من قوة، ينجح أحياناً وينهزم ويقهر أحياناً أخرى !!

والسؤال هل لـ "بائعة الفجل" في بلدنا كرامة ؟!

الحقيقة إن مجرد طرح هذا السؤال أو التفكير فيه يعد بمثابة انتقاص من كرامتها....طبعاً وبأعلى صوت يسمعه القاصي والداني، وبملء فيه، لها كرامة ، كرامة تكافئ أكبر أستاذة جامعية وتماثل أشهر طبيبة ...طبعاً لها كرامة يجب صونها وحمايتها ...لها كرامة يجب احترامها بالأقوال والأفعال، ويستحق كل من يسعى للنيل منها بطريق مباشر أو غير مباشر أشد أنواع العقاب ...طبعاً لها كرامة ويجب علي الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وكل وزراء حكومته أن يعملوا ليلاً ونهاراً على حماية كرامة "بائعة الفجل" وكل "بائعة فجل" وجميع من على شاكلتها من فقراء وبسطاء هذا الوطن ...فهم أولى وأحق بالرعاية والحماية من غيرهم .

"بائعة الفجل" تخوض يومياً عشرات المواجهات للحفاظ على كرامتها وهي مُكبَّلة اليدين ولا تملك من أدوات الدفاع عن نفسها شيئاً في مواجهة أشكال وصور شتى من الاستعلاء والتكبر والاستهانة !!

الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء سيكون قد أدى ما عليه من واجبات لحماية كرامة "بائعة الفجل" عندما يضمن لها حقوقها التي نص عليها الدستور المصري وهي حقوق كثيرة ومهمة ... لها عليه أن يضمن لها الحق في الحياة والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص ... يُوفِّر لها حقها في المسكن الملائم والآمن، يكفل لها حقها في التوظيف والعمل وتلقي الرعاية الصحية المتكاملة، يضمن لها حقها في غذاء صحي وكاف، وماء نظيف ، ويصون حقها فى التقاضي وحق أبنائها في التعليم والعدالة الاجتماعية.

سيكون قد نجح في حماية كرامتها عندما يحميها من كافة أشكال التمييز ويضمن لها الحياة الآمنة ، وان تحصل على حقوقها وهي مرفوعة الرأس.

سيكون نجح في حماية كرامتها عندما تكون قادرة على الاعتراض والمطالبة بحقها دون أن تخشى من العواقب ، حتى لو كان من يواجهها مسؤول كبير أو حتى وزير... إن كرامة "بائعة الفجل" وكل "بائعة فجل" في رقبة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الحكومة ، وكل رئيس حكومة قادمة ... نعم نجحت الحكومة في تحقيق خطوات في هذا الطريق ...لكن مازال أمامها الكثير لتفعله!!

إعلان

إعلان

إعلان