إعلان

حا تجن يا ريت يا خوانا

حا تجن يا ريت يا خوانا

د. جمال عبد الجواد
09:01 م الجمعة 18 مايو 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بمناسبة خطة الحكومة، ولا أقول خطة الوزير، لتطوير التعليم، فأقترح إضافة قصيدة بيرم التونسي "حاتجن يا ريت يا خوانا"، والتي لحنها زكريا أحمد، لمنهج التعليم في مرحلة دراسية مناسبة، نهاية المرحلة الإعدادية مثلا.

أظن أن منهج الدراسات الاجتماعية هو المقرر المناسب لتدريس هذه القصيدة، وأراهن أن ضم هذه القصيدة الرائعة لمقرر الدراسات الاجتماعية سيدخل قدرًا كبيرًا من التشويق والتسلية والجدية والمصداقية على المقرر، بدلاً من الملل، والطريقة "المنشية"، التي يجري بها تقديم الدراسات الاجتماعية للتلاميذ حاليا.

لنبدأ بالاستمتاع بقراءة القصيدة، أو لنسمعها بصوت سيد مكاوي على الرابط التالي https://www.youtube.com/watch?v=VDQDoYyREmc

حا تجن يا ريت يا خوانا

ما رحتش لندن ولا باريز

دي بلاد تمدين

ونضافة وزوق ولطافة

وحاجة تغيظ

ما لاقيتش جدع متعافي

وحافي

وماشي يقشر خس

ولا شحط مشمرخ أفندى

معاه عود خلفه

ونازل مص

ولا لب أسمر

وسوداني وحمص

وانزل يا تقزقيز

حا تجن يا ريت يا خوانا

مارحتش لندن ولا باريز

ولا عركة في نص الليل

دايرة بالحيل

وساحبها بوليس

قدامها جدع متجرجر

وشه معور

قال إيه دا عريس

والخلق ما هي بتتجوز

واشمعنى إحنا مفيش تمييز

حا تجن يا ريت يا خوانا

ما رحتش لندن ولا باريز

ولا واحدة في وش الفجر

تبرطع مالية الدنيا صوات

قال إيه

جوز خالتي أم أحمد

سلفة أخوها السيد مات

سبحانك ما أعظم شانك

والله الموت

دا مفيد ولذيذ

حا تجن يا ريت يا خوانا

مارحتش لندن ولا باريز

ولا واحد طالع يجرى

وواحد تاني بيجري وراه

ويقول هاهع حصلتك

يا بن اللي أبصر إيه عاملاه

لا الشارع غيط يا جماعة

ولا إحنا بداره

ولا إحنا معيز

حا تجن يا ريت يا خوانا

ما رحتش لندن ولا باريز

ولا واحد بيبيع حاجة

يقول بريال وتاخدها بصاغ

يا خوانا دي حتى الإبرة

تاخدها بدوشة وقلب دماغ

والداهية إن إحنا قلاشوه

ونكتة

وفالحين فى التأووويز

حلفان وعراك ومناهدة

ويمكن ضرب كفوف

يا حفيظ

حا تجن يا ريت يا خوانا

ما رحتش لندن ولا باريز

حا تجن يا ريت يا خوانا

ما رحتش لندن ولا باريز

دي بلاد تمدين

ونضافة وزوق ولطافة وحاجة تغيظ

القصيدة الرائعة تنقل للتلاميذ الصغار رسالة مفادها هو أنه بينما ندرس لهم مظاهر العظمة المصرية عبر العصور، فإننا غير غافلين عن مظاهر التأخر في سلوك المصريين المحدثين، وأننا جادون في مواجهة هذه المظاهر، وأن اعترافنا بها هو الخطوة الأولى في هذا السبيل.

القصيدة الرائعة تنقل للشباب صورة أوضح عن مشكلات مصر، وكيف أن هذه المشكلات ليست وليدة اليوم، وأنه حتى في وسط ما يسمونه زمنًا جميلًا، كانت هذه المظاهر موجودة ومنتشرة، حتى أن فنانين كبارًا في قامة بيرم التونسي وزكريا أحمد تناولوها في أعمالهم؛ وأن كل شيء لم يكن جميلا في الزمن الجميل، وأننا نستطيع أن نصنع أشياء جميلة كثيرة في واقعنا الراهن، رغم القبح المحيط بنا، وهو قبح لا ننكره، ونبذل الجهد للقضاء عليه.

تضمين قصيدة مكتوبة بالعامية المصرية في منهج الدراسات الاجتماعية يتضمن اعترافا بالعامية المصرية كإحدى أدوات التعبير المقبولة سياسيا وفنيا، دون أن يكون في هذا تحدٍ للعربية الفصحى التي نعتز بها كلغة الكتابة والتعبير الراقي، التي نتشارك فيها مع إخواننا العرب في كل مكان.

العامية المصرية، هى اللهجة المميزة للمصريين، والتي ألفها العرب جميعا بسبب الدور الرائع الذي قامت به السينما والأغنية المصرية. العامية المصرية هى أحد تجليات الهوية الوطنية المصرية، وهى أحد مصادر قوة مصر الناعمة التي نعمل على تعزيزها، ويجب لمناهج التعليم عندنا أن تخدم هذه المهمة.

إعلان

إعلان

إعلان