إعلان

اليوم العالمي للمرأة وفرصة مصر التاريخية

ريتشارد ديكتوس

اليوم العالمي للمرأة وفرصة مصر التاريخية

ريتشارد ديكتوس

** المنسق المقيم للأمم المتحدة، والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في جمهورية مصر العربية

 

09:01 م الأربعاء 07 مارس 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

في الوقت الذي تستعد فيه الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة لتذكير العالم بالتحديات التي تواجهها المرأة الريفية في جميع أنحاء الأرض، تتمتع المرأة في مصر بفرصة تاريخية. فكما هو الحال بالنسبة لجميع المصريين، فإن المرأة المصرية اليوم أفضل تعليما وأكثر صحة وأكثر انخراطا في الاقتصاد من الأجيال السابقة.

وقد أبدى أعلى المستويات السياسية في البلد التزامه بمعالجة أوجه عدم المساواة التاريخية التي أثرت على وضع المرأة في المجتمع وعزمها على المضي قدما في هذا المسار.

غير أن التغيير الاجتماعي بطيء، وغالبا ما يتطلب تحقيق المكاسب الكثير من العناء والجهد. فالإرادة السياسية وحدها لا تكفي لضمان بقاء كل الفتيات في المدارس حتى سن 14 عاما على الأقل.

ونحن ندرك جميعا أهمية هذا الأمر، فمعدل سن زواج الفتيات الأكثر تعليما أكثر تقدما، ولديهن عدد أقل من الأطفال. لذلك، نحن بحاجة إلى المدارس، ونحن بحاجة إلى الدعم في المدرسة، ونحن بحاجة إلى استعداد الآباء والأمهات للالتزام أيضا بتمكين بناتهم من الحصول على التعليم الجيد.

كيف يمكننا إقناع الآباء والأمهات بأن هذا هو الخيار الصحيح الذي يجب المضي فيه وتحقيقه؟ وبهذا أعني جميع الآباء والأمهات، بما في ذلك من يعاني منهم من ضيق المال والذين يعيشون في مناطق نائية من البلد والأميون منهم أيضا. فكما هو واضح للجميع، لن يتم تنفيذ مهمة النهوض بالمرأة إذا لم تتوفر لجميع الفتيات فرصة الحصول على تعليم جيد. وكما تؤكده الحقائق على واقع الأرض، فالإرادة وإن كانت الأقوى في العالم، لا تكفي للقيام بهذه المهمة.

وفي تقديرنا، تمثل الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة وثيقة تاريخية لمصر وربما للعالم. ونقطة البداية هي أنه عندما نواجه إجحافا تاريخيا يتسم مسار تغييره بالبطء، علينا أن نقوم بشيء مختلف بحق لإحداث هذا التغيير.

وقد بدأت هذه الاستراتيجية تأسيسا على تحليل جيد للبيانات حول وضع المرأة في مصر- وهي إحصاءات حكومية لا جدال فيها. والخطوة الموالية كانت مقارنة البيانات الوطنية بالتزامات مصر الدولية، والتي تم اتخاذها في إطار العمل المشترك مع الأمم المتحدة والهيئات المرتبطة بها.

وأخيرا، جرت مشاورات وطنية، حيث طلب من النساء في جميع أنحاء البلد تقديم إسهاماتهن وآرائهن والتزاماتهن. وتمت صياغة هذا المسار في مصر، وتم تنفيذه من قبل المصريين، وبذلك تحدث مصر سابقة تاريخية وربما تؤسس اتجاها عالميا.

هناك قاعدة في تاريخ التغيير والابتكار مفادها أنه "ما يمكن قياسه، يمكن تغييره". وقد أخذت الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة هذا المبدأ بعين الاعتبار بوضع إطار متين لرصد النتائج. وقد علمتنا تجربتنا في مصر أن "ما يتم رصده في الميزانية يتم تنفيذه"، ولذلك، نحن بصدد السعي إلى توسيع نطاق شراكة الأمم المتحدة مع المجلس القومي للمرأة وحكومة مصر، لدعم تنفيذ هذه الاستراتيجية التاريخية.

لقد أثبت المجلس القومي للمرأة قيادة ممتازة كانت وليدة تفكير معمق في طريقة وضع هذه الاستراتيجية، ونحن نقدر تماما أن التنفيذ يحتاج إلى البناء على هذا النهج. وما نأمل أن نضيفه من جانبنا هو معرفتنا وخبرتنا العالميتان وقدرتنا على جمع جهود المجتمع الدولي بطريقة متسقة ومنسقة. وبشكل جماعي، نحن جميعا أمام فرصة تاريخية للمرأة في مصر، وهي الفرصة التي لا يمكننا تفويتها.

وأخيرا، وباسم منظومة الأمم المتحدة الإنمائية في مصر، يشرفني أن أتقدم لجميع النساء والفتيات المصريات بأحر التهاني بمناسبة اليوم الدولي للمرأة.

** المنسق المقيم للأمم المتحدة، والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في جمهورية مصر العربية

إعلان