إعلان

مصريات يسلكن طريق النضال لنيل حقوق النساء في زمن الفراعنة

المرأة في مصر الفرعونية

مصريات يسلكن طريق النضال لنيل حقوق النساء في زمن الفراعنة

04:30 م الأحد 08 مارس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

الأقصر - (د ب أ)

يدهش العالم المعاصر من أن المرأة في مصر الفرعونية كانت تتمتع بحقوق وتحظى بمكانة قد لا تتمتع بها كثير من النساء في البلدان الأوروبية اليوم، ويجمع علماء المصريات المنحدرون من بلدان أوروبية ويعكفون منذ زمن على دراسة تاريخ مصر القديمة على أن الفراعنة كرموا المرأة ومنحوها حقوقا تفوق ما تطالب به المرأة المعاصرة في العالم أجمع قبل آلاف السنين.

وبمناسبة يوم المرأة، وفى إطار الحنين إلى صورة المرأة في مصر القديمة، وتاريخها الذي تسجله نقوش ورسوم معابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة، أعلن في صعيد مصر عن حملة نسوية تستهدف النضال من أجل الحصول على ما كانت تتمتع به نساء الفراعنة من حقوق قبل آلاف السنين.

وتقول شيرين النجار رئيسة جمعية إيزيس الثقافية وإحدى الداعيات لتلك المبادرة في مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر إن "الدهشة" التي ينظر بها العالم إلى تاريخ المرأة في مصر القديمة، دفعهن لتدشين الحملة التي تستهدف أن تنال المرأة المصرية اليوم ما نالته المرأة في مصر الفرعونية من مكتسبات قبل آلاف السنين، خاصة وأن كثيرا من تلك المكتسبات التي نالتها المرأة المصرية المعاصرة بعد عقود من النضال قد تراجعت بفعل سطوة أفكار رجعية ظلت "تنخر" في بنيان المكتسبات التي عانين كثيرا لنيلها، وذلك بفعل سيطرة أصحاب الفكر المتشدد والمتطرف على المشهد منذ انطلاق "ثورة يناير" وطوال أكثر من 3 سنوات.

وأشارت شيرين النجار لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) الى أن ما نالته المرأة الفرعونية من حقوق، ومن مكانة في المجتمع المصري القديم بات اليوم حلما يداعب خيال النساء في صعيد مصر.

وتقول نجلاء عبد العال الصادق الناشطة في مجال حقوق المرأة بصعيد مصر إن حملتهن تهدف إلى ترسيخ مبادئ حقوق المرأة وحماية مكتسباتها وتمكينها اقتصاديا وسياسيا، وتكوين كيان وتكتل نسوي يعمل على دعم المرأة سياسيا ومحاربة موروثات تعيق خطط تمكين المرأة، والسعي لنشر الوعي بحقوق المرأة بين النساء في القرى، وإخراج جيل نسوي قادر على صون حقوق المرأة ومكتسباتها على الدوام.

ولفتت إلى أن تلك الحملة هي استكمال وتكامل وتضامن مع ما سبق إطلاقه من حملات ومبادرات نسوية في صعيد مصر، وبخاصة مبادرة بعض الناشطات النسويات في محافظة قنا واللاتي نجحن في إطلاق أول رابطة للمرأة بالجنوب المصري الذي يعد معقلا لكل الموروثات الرافضة لكل دعوات حقوق المرأة.

وأشارت الى أن الحملة الجديدة تهدف أيضا الى توحيد وتكامل مختلف المبادرات والحملات النسوية التي انطلقت من مدن صعيد مصر، لتتوحد جهود الجميع من أجل تحقيق هدف واحد هو صون حقوق المرأة، والعمل على تمكينها ونيل ما شرعته لها الأديان السماوية والدساتير الحديثة من حقوق باتت اليوم في مهب الريح بحسب قولها .

وتقول الباحثة المصرية والناشطة في الحملة الدكتورة خديجة فيصل مهدى إن حملتهن ستعمل على تغيير كثير من المفاهيم الخاطئة والموروثات الاجتماعية التي وصفتها بالمعيبة، والتي باتت اليوم أمرا واقعا مثل معاناة المبدعات في صعيد مصر من قيود المجتمع وعاداته وتقاليده المتوارثة، وتجاهل وسائل الإعلام لكثير من الآم وآمال وطموحات وإبداعات المرأة بتلك المجتمعات التي تصفها المبدعات بالقسوة وذلك لما تمثله موروثاته الاجتماعية من إعاقة لمسيرة المرأة وبخاصة المرأة المبدعة التي باتت عاجزة عن التعبير بصدق عما بداخلها من مشاعر لأن اعترافاتها على الورق تعد عيبا كبيرا في نظر المجتمع، حتى كادت بعض المبدعات أن تدفع حياتهن ثمنا لإبداعهن الأدبي وطموحهن العلمي والعملي، وكذلك مواجهة قضية حرمان المرأة في صعيد مصر من الميراث اذ تقول بعض الدراسات أن 55 في المئة من النساء المصريات محرومات من الميراث الشرعي، حيث أصبح حصول المرأة على حقها من الميراث من ابغض الحلال في قرى ونجوع صعيد مصر وأصبح - بحسب وصفها - بمثابة جاهلية جديدة تزداد انتشارا يوما بعد يوم، فحرمان الإناث من الميراث من العادات المتأصلة في أعماق المجتمع الصعيدي .

وكشفت الدكتورة خديجة فيصل مهدي عن أن كثيرات من النساء حرمن من حقهن الشرعي في الميراث بسبب طغيان سطوة الأهل وبالأخص الأخوة الذكور عليهن إذا يجدوا في العادات والتقاليد الباليه ضالتهم المنشودة للانتفاع الجشع من الثروة التي تركها الآباء وفى الغالب تكون ملكيات زراعية إذ تعتبر الأعراف السارية في الصعيد توريث الأرض للإناث عارا يوصم العائلة .
ونددت بما تقدمه الشاشات المصرية والعربية من الأعمال الدرامية التي تؤصل الموروثات المعادية للمرأة وخاصة في مدن ومحافظات صعيد مصر.

ورصدت الإعلامية والباحثة المصرية دعاء مهران صورا لما كانت عليه المرأة في مصر القديمة، ومانالته من حقوق ومكتسبات، تطلق الحملات لنيلها اليوم، فتشير الى أن دور المرأة المصرية لم يكن - في احيان كثيرة - أقل من الدور الذي قام به الرجل طوال تاريخ مصر الممتد عبر سبعة آلاف عام كانت فيه شريكة للرجل في كل الانجازات التي شهدتها الحضارة الفرعونية وربما لم تشهد حضارة من الحضارات القديمة مكانة متميزة للمرأة مثلما شهدت الحضارة المصرية القديمة .

وتقول إنه منذ بزوغ فجر التاريخ المصري والمرأة المصرية تقوم بدورها في مساعدة الرجل المصري في ارساء دعائم واحدة من أعرق الحضارات الإنسانية، حيث تميزت الحضارة الفرعونية باحترام شديد لوضع المرأة وتمتعت النساء في مصر القديمة بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والقانونية والسياسية، متساوية بذلك مع ما للرجل من حقوق، وكانت للزوجة حقوق مساوية لحقوق زوجها في إدارة شؤون الأسرة كما كانت تتمتع بحقوق الملكية الخاصة والأهلية الكاملة وكانت من حقها إدارة شئونها المالية دون رقيب .

وأشارت إلى أن الفن المصري القديم عبر عن مكانة المرأة المساوية للرجل من خلال مختلف أشكال التعبير الفني، فتبدو المرأة في اللوحات والتماثيل مساوية لزوجها في الطول، كما تصور الأعمال الفنية التي ترجع إلى مصر القديمة مشاركة المرأة للرجل في مختلف أنشطة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأسرية.

 

إعلان

إعلان

إعلان