إعلان

"الآثار": بدء مشروع بحثي تطبيقي لدراسة الجوانب العمرانية بالقاهرة التاريخية

04:01 م الإثنين 02 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- يوسف عفيفي:

بدأت وزارة الآثار، في مشروع بحثي تطبيقي لدراسة جوانب عمرانية ومجتمعية من القاهرة التاريخية لما لها من قيمة تاريخية وأثرية باعتبارها مدينة مسجلة على قائمة التراث العالمي، وذلك بالتعاون مع جمعيتي "الأثر لنا"، و"الفكر العمراني"، ووزارة التضامن الاجتماعي، ومحافظة القاهرة، وبدعم من مؤسسة "فورد".

وقال محمد عبدالعزيز، مدير عام مشروع تطوير القاهرة التاريخية، إن المشروع يسعى إلى إيجاد حلول مناسبة تعمل على الارتقاء بمنطقة القاهرة التاريخية بما يعود بالفائدة على التراث الأثري بمفهومه الأشمل، كتراث ملموس وغير ملموس؛ والمتمثل في الثقافة والوعي الأثري لدي المواطنين.

ومن المقرر أن يستمر المشروع حتى ديسمبر من عام 2019.

وأضاف "عبدالعزيز"، أن المشروع يقوم على محورين أساسيين، الأول يهدف إلى تحويل منطقة آثار الخليفة إلى مورد مجتمعي يمكّن المجتمع من الاستفادة منه، من خلال تأسيس خطة علمية متكالمة تعمل على إدارة موارد الشارع الأثري، مما يدفعه إلى الحفاظ عليه، والمحور الثاني يقوم على دراسة نموذجين هما؛ الأحياء العشوائية المتهالكة التي تندمج داخل نسيج المواقع الأثرية، والتجمعات العمرانية المستحدثة الواقعة داخل المواقع الأثرية.

وأوضح "عبدالعزيز"، أن المحور الأول للمشروع والذي يهدف إلى تحويل منطقة آثار الخليفة إلى مورد مجتمعي، تعمل عليه مبادرة "الأثر لنا" بالتعاون مع الجهات المعنية من حكومة وأهالي ومجتمع مدني ومستثمرين منذ عام 2012 تحت إشراف وزارة الآثار، واشتملت على ترميم 4 قباب من العصرين الفاطمي والأيوبي وهم قبة السيدة رقية، والجعفري، وعاتكة، وشجر الدر.

وذكر "عبدالعزيز"، أن ذلك المحور تضمن تنظيم أنشطة تفاعلية للأطفال لتعليمهم تراثهم وفهم أهمية المكان للقانطين له لتنمية ارتباطهم به، والسعي إلى الحفاظ عليه، وذلك من خلال مدرسة صيفية تعمل يوميًا على مدى شهرين خلال فترة الصيف.

وتابع، أن هذا المحور يعمل أيضًا على إدارة تراث منطقة الخليفة مع التركيز على مشاريع الترميم والتنمية العمرانية، وخاصةً تلك التي تعمل على تخفيض منسوب المياه الأرضية الضارة بالأثر، وربطها بمشاريع التطوير العمراني مثل إنشاء حدائق وساحات عامة بالمنطقة، وذلك من خلال إعادة استخدام تلك المياه في ري الحدائق والنظافة وخدمات الحريق وغيرها.

وحول المحور الثاني للمشروع والذي يقوم على دراسة الأحياء العشوائية المتهالكة، والتجمعات العمرانية المستحدثة داخل المواقع الأثرية، قال "عبدالعزيز"، إن تلك الدراسة تتناول نمطين عمرانيين شديدي الأهمية؛ الأول يتمثل في المناطق التاريخية المتدهورة والتي تفتقر إلى الآثار المسجلة والمباني التاريخية الهامة؛ إلا أنها جزء لا يتجزأ من المدينة التاريخية، كما أنها مسجلة في كتب الخطط والرحالة وفي الخرائط القديمة مثل مناطق الحطابة وعرب يسار والخارطة القديمة وعزبة قايتباي.

وأوضح "عبدالعزيز"، أن المشروع يعمل على دراسة تلك المناطق من حيث تاريخ نشأتها وتطورها والموارد الاجتماعية والتراثية الموجودة بها، وتقديم المقترحات المناسبة لمعرفة سُبل استغلالها على الوجه الأمثل، لافتًا إلى التعامل مع تلك المناطق بنفس أسلوب التعامل مع العشوائيات والمناطق غير المخططة وذلك بسبب حالتها السيئة، مما يؤدي إلى التوجه نحو إزالتها وتقريغها من السكان، وهو ما يفقد القاهرة التاريخية أجزاء مهمة من نسيجها العمراني.

وعن النمط الثاني الذي يبحث التجمعات العمرانية المستحدثة؛ قال عبدالعزيز، إن المشروع يتناول كيفية التعامل مع الإمكانيات غير المستغلة للفراغات بين مشاريع الإسكان الحكومي لمحدودي الدخل الواقعة داخل القاهرة التاريخية، والتي لا تكون متوفرة عادة في المدينة التاريخية بطابعها التقليدي من حواري وشوارع ضيقة وساحات صغيرة، مثل مساكن زينهم والقلعة وعرب يسار وعين الصيرة والأباجية وبركة الفيل.

واستطرد "عبدالعزيز"، قائلًا: "سيتم التركيز علي دراسة مساكن زينهم باعتبارها امتدادًا غربيًا لمنطقة الخليفة الأثرية، وذلك بهدف توفير مساحات خدمية وترفيهية لأهالي المنطقة القاطنين بها".​

فيديو قد يعجبك: