إعلان

رغم الاعتراضات.. حظر "النقاب" بالجامعة الأمريكية أصبح واقعًا -تقرير

07:49 م الجمعة 22 ديسمبر 2017

طالبة (منتقبة) أثناء تكريمها بالجامعة فبراير 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد قاسم:

مرت 10 أيام منذ قرار الجامعة الأمريكية في القاهرة، بحظر ارتداء النقاب داخل الحرم الجامعي، والذي أثار جدلاً داخل أوساط الجامعة طوال الأيام الماضية.

الجامعة بررت قرارها بأنه لأسباب أمنية بغرض سلامة وحماية الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة. لكن سرعان ما قررت إدارة الجامعة إرجاء تطبيق القرار لأجل غير معروف، مع سماحها بدخول الطالبات بالنقاب.

تمييز ضد مبادئ الجامعة

وكشفت طالبة بالجامعة لمصراوي، تفاصيل اجتماع جورج ماركيز، عميد الطلاب بالجامعة مع الطالبات والطلاب المعترضون على القرار الأسبوع الماضي، لمناقشة المشكلة. حيث قالت: "أبلغناه بأن السياسة الجديدة تعد تمييزًا ضد المنتقبات وضد قيم ومبادئ الجامعة الأمريكية".

وأضافت الطالبة عالية شداد: "العميد رد علينا بأن السياسة الجديدة لا تهدف لمنع المنتقبات من الدخول، وسيتم عمل استثناءات للطالبات (المنتقبات) الملتحقين بالجامعة بإكمال باقي دراستهم دون التقيد بالقرار".

وأشارت إلى أن "عميد الطلبة برر القرار بأنه للحفاظ على الأمن لكننا قلنا إنه تعدي على الحريات، فرد علينا: هناك مناسبات يكون فيها الأمن أعلى من الحريات".

الطلاب المعترضون أبدوا خشيتهم من أن تخطط الجامعة لمنع التحاق طالبات (منتقبات) في المستقبل، وسألوا "ماركيز":" هل سيقتصر القرار على المنتقبات المتقدمين للالتحاق بالجامعة مستقبلًا؟"، إلا أنه رد: "السياسة الجديدة واضحة بأن لابد على أي طالب أن يكشف وجهه طوال الوقت داخل الجامعة" –حسبما قالت الطالبة.

وتابعت: "إجابته تؤكد أن الجامعة سترفض التحاق أي طالبات (منتقبات) في المستقبل، وستحرمهم من حقهم في التعليم بسبب ارتدائهم لزي معين.. وأيضًا تأكدنا أن الجامعة لم ولن تتراجع عن قرارها وأن ما سماحها للطالبات الملتحقات حاليًا بالجامعة استثناء لهم فقط".

أرسلت الجامعة، بريدًا إلكترونياً مساء الاثنين الماضي، للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، أوضحت فيه أنهم أعربوا عن مخاوفهم بشأن القرار الأخير الذي تضمن تغييرًا لسياسة الجامعة.

لم نتراجع

وقالت رحاب سعد، مسؤولة الإعلام بالجامعة الأمريكية في القاهرة، إن الجامعة لم تتراجع عن قرار حظر ارتداء النقاب داخلها، لكنها في الوقت نفسه قررت السماح للطالبات (المنتقبات) الملتحقين بالجامعة حالياً.

وأضافت سعد، لمصراوي، أن القرار يأتي بغرض سلامة وحماية الطلاب والطالبات، لافتًا إلى أن "الجامعة ليست ضد ارتداء النقاب لكن القرار جاء لضمان أمن وسلامة المجتمع داخل الحرم من خلال التحقق من هوية الجميع ورؤية بعضهم البعض"، مشيرة إلى أن سياسة دخول الجامعة تتغير من وقت لآخر وفقا للظروف التي تراها إدارة الجامعة.

واعتراضًا على القرار، ارتدت عدد من الطالبات بالجامعة الأمريكية، النقاب داخل الحرم الجامعي؛ في تحدي للقرار وتضامنًا مع زملائهن.

2017_12_20_17_25_27_833

وقالت الطالبة عالية، إن زملائها أبدوا استيائهم من القرار وتناقشوا حول عدة خطوات للتضامن مع زملائهن المنتقبات وهم 3 طالبات، مشيرة إلى أنهم في البداية تشاركوا التعليقات والصورة التضامنية احتجاجًا على القرار عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وبعدها اتفقوا على ارتداء النقاب بشكل جماعي داخل الحرم.

غياب سياسة جامعية

وربط الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، قرار إدارة الجامعة بحظر ارتداء النقاب داخلها بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصادر في 6 ديسمبر الجاري.

وهددت تنظيمات إرهابية بضرب مصالح أمريكا واستهداف سفاراتها في العالم، رداً على إعلان الرئيس دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال صادق: "جامعة القاهرة سبق أن رفضته من قبل لكن على مستوى أعضاء هيئة التدريس وأيدها القضاء بعد ذلك، ويجب على باقي الجامعات تحديد موقفها من هذا القرار".

وفي فبراير من العام الماضي، قررت جامعة القاهرة حظر ارتداء النقاب على أعضاء هيئة التدريس والممرضات داخل المستشفيات الجامعية أثناء أداء عملهم، ودعّمها حكم من القضاء الإداري.

ورأى أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة، أن إدارة الجامعة لها عذر الظروف الأمنية التي تحيط بها في أعقاب قرار "ترامب"، وكذلك الطالبات لهن عذر أيضًا بالظروف الاجتماعية المحيطة بهن والتي تربوا عليها. موضحًا: "الاثنان ضحايا غياب سياسة جامعية واحدة تقرها الحكومة، فهي لم تصدر قرار بشأنه سواء بالحظر أو حتى قرار إلزامي بتطبيقه".

ورغم المخاوف التي أبداها الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لإدارة الجامعة من تداعيات القرار، إلا أن الجامعة ماضية في سياستها الجديدة ولم تتراجع.

فيديو قد يعجبك: