إعلان

القرائية.. مشروع وزارة التعليم الذي كشف "أمية المتعلمين"

08:53 م الجمعة 22 مايو 2015

الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- ياسمين محمد:

أثارت تصريحات الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم، بشأن النتائج الأولية لاختبارات القرائية التي تم إجرائها، لطلاب الصفين الثالث والرابع الابتدائي، جدلاً واسعاً بين أولياء الأمور.

وأشار الوزير إلى أن المؤشرات الاولية لنتيجة اختبارات القرائية، أشارت إلى حصول 140 ألف طالب بالصف الثالث الابتدائي على درجة "صفر" في الإملاء، وحصول 162 ألف طالب بالصف الرابع الابتدائي على درجة "صفر" أيضاً، مما دعي البعض إلى اعتبار تلك الدرجات مهزلة تشير إلى عدم وجود تعليم بالمدارس.

من جانبها، قالت هناء قاسم مديرة إدارة القرائية بوزارة التربية والتعليم، إن إجراء وزارة التربية والتعليم لتلك الاختبارات يشير إلى اعترافها بوجود أزمة الأمية بين الطلاب، لافتة إلى أن الأزمة ليست وليدة اللحظة، ولكنها موجودة منذ عقود طويلة، ويعتبر مشروع القرائية أول حل عملي لتلك المشكلة.

وأشارت قاسم، خلال تصريحات خاصة لمصراوي، إلى أن الطلاب الذين أدوا الاختبارات يصل عددهم إلى 3 مليون و80 ألف طالب، وبالتالي فإن نسبة الطلاب الحاصلين على "صفر" في الإملاء لا تتجاوز الـ10% من جملة عدد الطلاب الذين أدوا الاختبارات.

أنشطة صيفية

قال الدكتور محب الرافعي، إنه سيتم عمل أنشطة صيفية علاجية، للطلاب الذين لم يجتازوا الاختبارات التشخيصية للقرائية، بواقع 72 ساعة للطالب الضعيف، و36 ساعة للطالب صاحب المستوى الاعلى.

من جانبها قالت الدكتورة هناء قاسم، إن هذه الأنشطة الصيفية لن تكون إجبارية على الطلاب، ولن يتم تقديمها في شكل جاف، لتعليم القراءة والكتابة، ولكن سيتم تقديمها في إطار جاذب للطلاب، حيث سيكون النشاط الصيفي في شكل "معسكر"، تقدم فيه أنشطة ثقافية، علمية، وفنية، ومن خلالها يتم تعليمهم القراءة والكتابة، وسيتم تقديم وجبة للطلاب لتحفيزهم على الحضور.

فوائد مشروع القرائية

قال الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم، إن مشروع القرائية، ليس هدفه اكتشاف الطلاب الذين لا يعرفون القراءة والكتابة ومعالجتهم فقط، ولكن أيضاً، اكتشاف المعلمين غير المؤهلين للتدريس، مشيراً إلى ان نتيجة اختبارات القرائية ستحدد المدرس الضعيف، لتقوم الوزارة بتدريبه على آليات التدريس.

ولفت الوزير إلى ان المعلم الذي لن يستجيب للتدريب ولن تتحسن نسبة القراءة والكتابة بين الطلاب في فصله، سيتم تحويله لمنصب إداري.

وأشار الوزير إلى انه من بين فوائد برنامج القرائية أيضاً، أنه سيتم اكتشاف الفساد بالمدارس، مؤكداً أنه في حالة نجاح طالب حصل على "صفر" في الإملاء بالقرائية، باختبارات نهاية العام الدراسي، سيتم تحويل كافة المسؤلين عن امتحان هذا الطالب إلى التحقيق، لأن نجاحه يعني أنهم سهلوا له عملية الغش.

وقالت هناء قاسم، أن القرائية لم تطبق فقط على الطلاب بالمدارس، بل تقوم إدارات القرائية  الـ278 على مستوى الجمهورية، بعمل حلقات نقاش بؤري، لأولياء الامور الراغبين في تعلم القراءة والكتابة، موضحة أن تعليم ولي الأمر يسهل من مهمة وزارة التربية والتعليم لأنه سيقوم بتعليم أبناءه.

ولفتت قاسم إلى أن هدف القرائية نشر ثقافة التعليم، فتعلم القراءة والكتابة يسهل على الطالب تعلم باقي العلوم، مشيرة إلى ان هناك العديد من الدول طلبت المجيء إلى مصر للاطلاع على تجربتنا مثل المغرب وعمان، وباكستان، واليمن.

النتائج كارثية

علق خالد صفوت عضو رابطة أولياء أمور مصر، إن فكرة مشروع القرائية في حد ذاتها جيدة، ولكن تطبيقها بمصر هو الازمة، مشيراً إلى أنه تم البدء بالمشروع منذ عام 2012، ومع ذلك جاءت نتيجة الاختبار التشخيصي كارثية.

وأشار صفوت خلال تصريحات لمصراوي، أن العدد الذي اعلن عنه الوزير، هو عدد الطلاب الحاصلين على درجة "صفر" في الإملاء فقط، مشيرا إلى أن اعداد الطلاب الحاصلين على نصف درجة، ودرجة واحدة ودرجات سيكون أضعاف الاعداد التي أعلن عنها الوزير.

ولفت صفوت إلى أن فكرة البرامج العلاجية التي سيتم تقديمها في الصيف، لن تجدي كثير، خاصة انها غير اجبارية، فالطلاب لن يذهبوا، مشيراً إلى ان بعض المدارس الخاصة، قامت بتطبيق النشاط الصيفي لعلاج قصور بعض الطلاب في بعض المواد، إلا ان التجربة لم تنجح والطلاب لم يذهبوا للمدرسة، لخصوصية وضع الاجازة الصيفية، حيث يسافر بعض الطلاب، ويبحث آخرين عن اللهو.

وأضاف أن تهديد الوزير بتحويل المسئولين عن الامتحان إلى التحقيق، في حالة نجاح أي طالب حاصل على صفر بالإملاء في امتحانات نهاية العام، مجرد تهدئة للرأي العام، ولكنه لا يستطيع أن يلغي درجات 300 ألف طالب بعد إقرار المديريات التعليمية المختلفة باجتيازهم اختبارات نهاية العام.

ورأي خالد صفوت أن الوزارة تستطيع أن تنجح في تنفيذ برامج القرائية، في حالة تفعيل آلية جيدة للرقابة، وتدريب المعلمين، من خلال مده بأدوات التدريس الحديثة، والتي تمكنه من توصيل المعلومة للطلاب بشكل مناسب،  لأن المعلم هو السبب الرئيسي في وجود طالب في الصف الثالث الابتدائي لا يجيد القراءة والكتابة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان