إعلان

العمل الإضافي ملاذ المصريين لمواجهة الغلاء في عام التعويم

04:30 م الأحد 29 أكتوبر 2017

العمل الإضافي ملاذ المصريين لمواجهة الغلاء

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - شيماء حفظي:

"لم يعد هناك وقتا كافيا للرفاهية أو العائلة، النصف الأول من اليوم في العمل، وكذلك أصبح النصف الثاني"، هكذا وصف محمد سند، الشاب العشريني، كيف أصبح يومه منذ قرر العمل في وظيفة ثانية.

قرر سند الالتحاق بعمل إضافي منذ ٧ أشهر، نتيجة للغلاء الذي أصاب كل شيء بسبب تعويم الجنيه.

وفي نوفمبر الماضي قرر البنك المركزي تعويم الجنيه، أي ترك سعره يتحدد وفقا لآليات السوق من العرض والطلب، ومنذ ذلك القرار، قفزت أسعار السلع والخدمات بشكل كبير، حيث سجلت معدلات التضخم أرقاما قياسية.

ولمواكبة الارتفاع الكبير في الأسعار، لجأ كثير من المصريين إلى تحسين دخلهم من خلال العمل في وظيفة ثانية.

يقول سند، إنه يعمل مدرسًا في الصباح، في مدرسة خاصة حتى الثانية ظهرا، ثم يذهب لمنزله لتناول الغداء، ومن بعدها تبدأ وظيفته الثانية كعامل في صيدلية حتى الواحدة بعد منتصف الليل.

اتخذ سند قراره بالعمل في وظيفة ثانية، ليتمكن من إتمام زواجه في ظل ارتفاع الأسعار.

ويقول "لم أكن أتخيل أن أعمل لمدة 18 ساعة يوميا، لكن الواقع فرض عليّ هذا، كل شيء ارتفع فجأة".

لم يكن سند الحالة الوحيدة، الذي قرر أن يعمل في وظيفة ثانية بعد التعويم، فصلاح السوهاجي، قرر أن يعمل هو الآخر في وظيفة ثانية ولكن في نفس مجال عمله.

يقول السوهاجي، بينما يمسك كوبا من الشاي، "في الصباح أعمل في مكتب كموظف أمن وفي المساء، أعمل كموظف للأمن أيضا ولكن في عمارة سكنية".

فكرة العمل في وظيفتين، تُنبئ بأن ورائها أموالا كثيرة، إلا أن السوهاجي، ينفي ذلك ويقول إن إجمالي مرتب الوظيفتين تقريبا 3000 جنيه.

"يادوب بتكفي مصاريف الشهر، وكمان بنتي بتساعد معايا، بتخلص الجامعة وبتشتغل في مكتبة جنب البيت"، بحسب قوله.

العمل في وظيفة ثانية، لا يجني المال فقط، ولكن يجني أيضا الإحساس بالتعب والإعياء، بحسب ما يقوله سيد حماد.

ينتهي حماد من عمله، كعامل بناء في منطقة العاشر من رمضان، ليبدأ عمله الجديد في السادسة مساء كسائق ميكروباص في منطقة الجيزة.

وبحسب حماد، فإن عمله كعامل بناء مرهق جدا، ويحتاج للراحة، لكنه غير دائم، ولذا لابد من مصدر رزق إضافي.

"أعمل مع مقاول، ويوم في عمل ويوم آخر لا، لذلك كان عليّ البحث عن عمل آخر لأن مصروفات أولادي ارتفعت منذ التعويم".

العمل في وظيفتين منذ التعويم لم يقتصر على الرجال فقط، فحنان بكري، الفتاة العشرينية كانت مضطرة لذلك.

تتحمل حنان مسؤولية مساعدة أبيها الذي فقد بصره، وأصبح يعتمد على معاش، قيمته لا تكفي احتياجات أشقائها الثلاثة.

تقول حنان "كنت أعمل في وظيفة وأحصل على ١٥٠٠ جنيه، لكن بعد التعويم كل الأسعار ارتفعت، وأصبحت ١٠٠ جنيه لا تكفي مصروف أخ واحد من أخواتي في الأسبوع".

قررت حنان أخذ وردية إضافية في عملها فأصبح دخلها أكثر من ٣ آلاف جنيه شهريا، "يادوب بيكفوا"، بحسب قولها.

في سبيل العمل بوظيفة ثانية واجهت علياء السيد، معاناة من نظرات سكان المنطقة التي تعيش فيها لأنها تعود من العمل بعد الحادية عشرة مساء.

"كنت أشعر بنظراتهم تقول أشياء كثيرة رغم علمهم إني أعمل كصحفية".

علياء فتاة في الثامنة والعشرين، تركت مدينة المنصورة لتستقر في إحدى مناطق القاهرة، تقول إنها تعتمد على نفسها في كل شيء، وبعد التعويم منذ ما يقرب من عام، لم يصبح راتبها يكفي احتياجاتها، فقررت العمل في مكان آخر بعد دوامها الصباحي.

تقول علياء "عملت ما يقرب من 6 أشهر، افتقدت فيها جلسات السمر مع أصدقائي في السكن، والحصول على وقت كافٍ للراحة، لكن نفس الوقت كسبت أموالا إضافية".

اضطرت علياء لترك الوظيفة الثانية، بعدما شعرت بالإرهاق، لكنها تعرضت لأزمة مالية دفعت للتفكير ثانية في العمل، ولكن بشكل حر "فري لانس".

ولمواجهة الغلاء، قرر شقيقان الاستعانة بسيارة والدهما، الذي توفي قبل عامين، للعمل عليها كسائقين لإحدى شركات تأخير السيارات.

اتفق علاء ومحمود، على تقسيم اليوم بينهما للعمل على السيارة.

يقول محمود، إنه يعمل محاسبا في شركة قطاع خاص صباحا، وفي المساء يعمل على السيارة ليلا، بينما يعمل عليها في الصباح شقيقه، علاء.

يقول محمود ليس هناك بديلا للعمل الإضافي، لكن كل شخص يبحث عن وظيفة مناسبة له، ويضيف، الغلاء أرغم الناس على أشياء لم تكن تريدها.

فيديو قد يعجبك: