إعلان

قصة "ضابط فتوة" أرهب جيرانه بالعجوزة وأحرج "أمن الجيزة"

04:09 م الخميس 10 نوفمبر 2016

صورة تعبيرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

بعد يوم شاق من العمل، ذهبت المهندسة "هالة" كعادتها لتترك سيارتها في الجراج القابع أسفل العقار محل سكنها بمنطقة العجوزة، وراحت تطلب من حارس العقار "فاروق" أن يفسح لها الطريق بإبعاد سيارة النقيب "مصطفى. ا"، التي تعوق إتمام مهمتها بنجاح.

بخطوات حثيثة صعدت الفتاة قصيرة القامة ذات البشرة الخمرية درجات السُلم للوصول إلى باب المصعد، لتفصلها ثوانٍ معدودة عن باب الشقة في الطابق السادس، لكن طرأ على ذلك السيناريو اليومي أمرًا جديدًا: "فتحت باب الأسانسير لقيت النقيب مصطفى، فرجعت خطوتين علشان ينزل.. بس لقيته بيضربني" تقول الضحية لمصراوي.

روت صاحبة الـ26 عامًا قصتها، بعد تعدي ضابط بمديرية أمن الجيزة عليها بألفاظ خارجة "بقى بترفعوا قضايا عليَّ، انتوا هتتعدوا على أسيادكو!". ذهول أصاب الفتاة العشرينية قبل أن تتذكر تاريخ الخلاف بينها وبين النقيب "قدم فيا محضر قبل كدا وقال إني إخوانية ورفعت علامة رابعة في وشه، لكن تحريات الأمن الوطني أثبتت عدم صحة البلاغ وتم حفظه".

ثوانِ فقدت فيها "هالة" القدرة على النطق، كانت وجهًا لوجه أمام ضابط الشرطة الذي ما لبث أن انهال عليها بسيل من السباب "أنا وقفت مذهولة وكنت خايفة منه"، قبل أن يقطع الشِجار، صوت نسائي جاء من إحدى شقق العقار "انت بتزعق مع مين يا مصطفى؟"، يتأكد النقيب من نبرة الصوت النسائي أنها زوجته التي تُنادي، لتنضم هى الأخرى في صف زوجها ضد "هالة".

تحول هدوء الشارع الضيق في الحي الراقي -الذي يضم مقار سفارات وشركات شهيرة ويقطنه رجال أعمال - إلى حالة من الهرج والمرج وسط تجمع الأهالي الذين طالبوا هالة بسرعة الانصراف "الجيران حاولي يبعدوني وقالوا لي اطلعي فوق ملكيش دعوة بيها ولا بيه".

بإصرار كبير لم تتحرك الفتاة من موضعها قيد أنملة، "مش عاوزة أتحرك علشان هو أهاني وعاوزه أخد حقي"، ليخرج الضابط مستقلا سيارته بسرعة -وصفتها هالة بالجنونية بعدما كاد يدهسها- مضيفة "نزل من العربية، مراته جت من ورايا وضربتني من ضهري، ولما بصيت ليها بقولها انت بتضربيني ليه؟، لقيت جوزها بيضربني بـ (الحذاء) في كتفي ووقعت على ضهري"، قبل أن يأخذ ضابط الشرطة زوجته ويستقلا السيارة بسرعة جنونية عكس الاتجاه، حالة من البلبلة عمت موقع الحدث، ثم خيم عليه الهدوء، إلا أن ذلك الهدوء لم يستمر كثيرًا.

عند دقات الثامنة مساءً افتقد الشارع -متراص العقارات- إلى هدوئه وسط أصوات غاضبة تتصاعد، العشرات من قاطني المنطقة تجمعوا أمام العقار حديث الإنشاء المكون من 6 طوابق، "إزاي يعمل كده، دي مش رجولة، احنا مش هنسكت المرة دي"، تدخل "فاروق" حارس العقار وسط بلبلة الحديث بالقول "أنا كنت بشتري حاجة لأحد سكان العمارة، ولقيت أستاذة هالة على الأرض، فحاولت أنا ومراتي نقومها، وفوجئت بالضابط مصطفى بيجري بعربيته من الناس فخبطني في رجلي"، فيما ثار "محمد س."، محاسب بوزارة الداخلية، ويقطن في نفس العقار "الضابط ده حضر منذ عامين واستأجر شقة من مالك العقار الصعيدي"، مؤكدًا أن النقيب مصطفى، دائم الشجار مع الجيران، وحرر عشرات المحاضر "الكيدية" ضد السكان إرضاءً لزوجته، حسب قوله.

في العاشر من ديسمبر 2015؛ تقدم الضابط بمديرية أمن الجيزة ببلاغ رقم 9616 إداري قسم العجوزة بتضرره من "هالة. م"، واتهمها بالتعدي عليه بالسب والبصق في وجهه، قبل أن يتم حفظه بعد بيان عدم صحة البلاغ، يتذكر المحاسب "محمد س." عندما أحضر الضابط عددًا من البلطجية وصعدوا بالفعل إلى شقة "هالة" لإرهابها، إلا أن ما أنقذ الموقف عندما أحضر الساكن  كلاب الحراسة من أعلى سطح العقار ووضعهم أمام الشقة، مؤكدا "بمجرد خروج الضابط والبلطجية من المصعد شافوا الكلاب نزلوا تاني".

لا أحد يُضايق النقيب ولا أسرته، يؤكد "محمد س." بالقول: "إحنا بقالنا سنتين في المشاكل دي، وآخرها أول يوم رمضان، واحد سوداني عنده 60 عاما ومراته حامل استأجروا شقة، ونزل الراجل يشتري طلبات السحور في تمام الثالثة فجرا، وغلطت في الشقة بتاعته، ففوجئ بزوجة الضابط تدعي محاولته التهجم عليها"، قبل أن يُشير إلى واقعة أخرى حدثت "النقيب مصطفى أخرج سلاحه الشخصي، وتعدى على قاطن الشقة ليسقط على الأرض، قبل نقله إلى شقته في حالة صحية سيئة"، مؤكدًا "الضابط ده مبيسبش حد في حاله، طالع نازل على الجراج يشتم الناس".

وأوضح مصدر أمني مسؤول  -رفض ذكر اسمه- أن قيادة أمنية حذرت النقيب مصطفى من تكرار خلافاته مع الجيران، وأنه حال عدم انصياعه للأمر، سيتم معاقبته، لافتًا بأنه منذ أيام صدر قرارًا بنقله إلى معسكر قوات الأمن بأكتوبر كضابط نظام بعيدا عن أعمال المباحث.

وفي ساعة متأخرة من مساء الأربعاء الماضي، أكد مصدر أمني مسؤول إلقاء القبض على النقيب مصطفى، والتحفظ عليه بقسم شرطة العجوزة، وعقب عرضه على النيابة العامة، أمر علي السيسي، وكيل نيابة العجوزة، بإخلاء سبيله بكفالة 500 جنيه على ذمة التحقيقات بتهمة التعدي بالضرب على فتاة واستغلال السلطة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان