إعلان

بعد مرور سنة... اعتصام رابعة والنهضة في عيون الأهالي

04:05 م الخميس 14 أغسطس 2014

اعتصام رابعة والنهضة في عيون الأهالي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نورا ممدوح وهاجر عبد الناصر:

مسيرات حاشدة تصل محيط رابعة، المئات يغلقون الشوارع المؤدية إليها، إرباك وشلل للطرق، منع السيارات من المرور، نصب الخيام على جانبي الطرقات، تهيئة المكان من كافة الظروف المعيشية...ثم إعلان إشارة رابعة مقر لاعتصام أنصار الإخوان لحين عودة الرئيس الأسبق محمد مرسي او ما اسموه بـ''الشرعية''.

بين ليلة وضحاها تحول هذا المكان إلى ما يشبه بالمعسكر، تصل إليه بشكل مستمر امدادات سواء بشرية أو مادية من طعام وشراب وكل ما يحتاجه هؤلاء لاستكمال سُبل الحياة في هذا المعسكر، الذي كان له نسخة مصغرة في ميدان النهضة.

بعد مرور ما يقرب من 50 يوم.. تأتي ساعة ''الصفر'' في السادسة صباحا من يوم الرابع عشر من شهر أغسطس، وهو التاريخ الذي سيظل محفورا في ذهن كل من كان شاهدا عليه،  تبدأ الإنذارات من قبل قوات الشرطة لإخلاء المكان قبل التعامل مع الاعتصام والفض، على الرغم من صيحات ونداءات رجال الأمن تطالبهم بالرحيل والخروج الآمن، إلا أن هناك من يحاول تعزية المعتصمين وتشجيعهم على البقاء في مواجهة الشرطة.

ساعات قليلة مضت... فوضى هنا وهناك، أصوات طلقات الرصاص تدوي في السماء، أدخنة وحرائق في خيام المعتصمين، جثث ومصابين ملقون على جنبات الطريق، احدهم يحاول البحث عن ذويه ليخرج به هربا من هذه المعركة، صراخ وعويل أمهات ثكلى يعلوا أصوات الطلقات، أثار دماء في كل شبر من المنطقة، حتى يأتي الليل ليسدل ستار ظلامه على هذا اليوم بكل ما شهده من احداث دامية ليعلن انتهاء الاعتصام..

حرص مصراوي على السماع لرواية اهالي منطقتي رابعة والنهضة، ومعرفة شهادتهم ومعايشتهم للاعتصام منذ بدايته وحتى إعلان وقت الفض..

ذعر وإزعاج ونقص طعام

تروى لنا إحدى السيدات اللاتي يسكن أحد العقارات بمنطقة رابعة معاناتهم أثناء الاعتصام، وتقول إن الاعتصام اصاب الاهالي بالذعر والخوف الشديد فضلا عن تقييد حريتهم ، واصفة الاعتصام بـ''الهمجي'' وأنه من الممكن التعبير عن الرأي بطريقة أكثر تحضرا.

أضافت ''مكناش بنعرف نخرج أو ننام ، وكانوا يشعلون الميكروفونات طول اليوم وكنا نخشى النزول إلى الشارع بالإضافة إلي التفتيش الذي يتم على كل مرتادي الاعتصام، فضلا عن نقص الطعام في المنطقة بسبب الاعداد التي كانت متواجدة بالاعتصام''.

ووفقا لحديثها قالت أنهم كانوا يأتوا ببعض من وصفتهم بالغلابة والفلاحين الذين يحتاجون المال لاشراكهم في الاعتصام، قائلة '' تحت بيتي كانت الفلوس بتتقبض ، وكانوا ناس غلابة و فلاحين بيتم توزيع الفلوس عليهم وبيستغلوا فقرهم وبيحفظوهم كلام يرددوه''.

وأعربت عن استيائها من الوضع الذي وصلت إليه مدرسة عبد العزيز جاويش، وأنها كان يتم بها طهي الطعام وهو ما حولها إلى مكان يصعب العيش بجواره، قائلة'' هذا يدل على أنهم ليس لديهم مبدأ او عقيدة يؤمنون بها وكان ما يسيطر عليهم فكرة عودة الشرعية وأن الاقباط سيستولون على البلد''.

تابعت ،''  يوم الفض تابعنا من التليفزيون ومخرجناش برة البيت والصوت كان واصلنا ورائحة الغاز كانت داخلة البيت بشكل شديد، وكنا مرعوبين ومخنوقين من الغاز وشوفنا ايام سودة ، ولو هما على حق مكنش ربنا ازاحهم''.

جمعية ''رابعة''.. مأوى ومشفى وخسائر بالجملة

وعن وضع جمعية رابعة العدوية وقت الاعتصام وأثناء الفض، قال سيد أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة جمعية رابعة العدوية، أنه تم الاستيلاء علي القاعات رقم 1 و2 و3، وتم منع دخول أى من العاملين بالجمعية.

وأوضح أنه تم استخدام قاعة رقم (1) كمستشفى ميداني للعلاج، بالإضافة إلى استخدام الطابقين أعلى القاعة في عمليات الاعلام ، وأن قاعة (2) تم استخدامها كمكان للبث التليفزيوني وإجراء اللقاءات مع القنوات، أما عن قاعة (3) فكانت المقر الرئيسي لقيادات الإخوان، مؤكدا محاولته عدة مرات دخول هذه القاعات ولكن كان يتم منعه.

أما عن مسجد رابعة، قال السبكي، أنه كان مخصص للإقامة النساء بشكل دائم، مؤكدا حرصه على الحفاظ على المستشفي وألا يستخدمها أحد في الاعتصام، وأنه كان يسمح لهم بدخولها للعلاج اذا تطلب الأمر ذلك أو استعمال دورات المياه، فهي تتكون من 7 طوابق بقيمه 80 مليون جنيه.

وعن الخسائر التي أخلفها الاعتصام وتبعاته ، قال إن الخسائر تمثلت في عدة نقاط، وأهمها  نقص الإيرادات نتيجة عدم التردد من المواطنين بسبب عمليات التفتيش التي تجرى عليهم قبل دخولهم إلى مقر الاعتصام، قائلا '' كان يوجد حوالي 2500 متردد فى اليوم للخدمات المختلفة في الأيام العادية، ولكن منذ أن بدء الاعتصام انخفض العدد إلى 4 متردد في اليوم''.

وأردف السبكي، يوم الفض كنت متواجد في منزلي الذي يقع خلف مسجد رابعة واستيقظنا على ضرب النار وبيتى دخل فيه عدة طلقات وكان علي نقل اسرتي إلى مكان اخر''.

أضاف،'' الجثث  كانت مرمية في الشارع محدش يقدر يقربلها، والمكان كله كان ممنوع دخول فيه والمرضي والمصابين كانوا موجودين في المستشفى وكان المكان ملوث جدا و أى حد بيعالج أى حد، ويوم الخميس الصبح ثانى يوم الفض استلمنا لمكان وكان ملئ بالدم''.

معاناة عاملون بالمنطقة

تحتوى المنطقة المحيطة برابعة العدوية، على عدد من الهيئات والشركات، حيث أثر اعتصام رابعة على سير العمل بها بسبب تعطيل مرور العاملين، حيث أكدت إحدي السيدات التي تعمل بالمنطقة، أن المعتصمين لم يسمحوا لأي  شخص المرور بالشوارع المحيطة وصولاً  لثرايا مول إلا بعد التفتيش.

وأضافت، ''تم إغلاق جميع الشوارع المحيطة وكنا نتعرض للبهدلة اثناء التفتيش، وأحيانا كنا نضطر للذهاب من طريق اخر بعيد لتجنب المرور عليهم''.

معاملة طيبة وصوم وقراءة قرأن

 '' لم أري منهم أى حاجة وحشة وفيهم السئ وفيهم الكويس''، قالها عم محمد حارس إحدى الجارجات بالشوارع الجانبية لمنطقة رابعة، والذي عايشهم الاعتصام منذ بدايته حتى نهايته.

قال عم محمد،'' المعتصمين كانوا يعاملونى معاملة طيبة وبيحاولوا يطمنونى وكانوا بيدخلوا الجراج لشرب المياه فقط ولم اتعرض لاي أذى منهم ولم أرى معهم اسلحة مثلما تردد، وكانوا ملتزمون بالصلاة وقراءة القرءان أغلب الوقت وتعرضت للتهديد من قبل صاحب الجراج بطردى من الحراسة''.

أَضاف عم محمد، أنه عندما جاء وقت الفض انتفض المعتصمين الذين كانوا يرابطون امام الجراج وتركوا ملابسهم وجميع مستلزماتهم، والشرطة قامت بقطع الكهرباء وساد الظلام المكان مؤكدا '' الشرطة خربت الشارع والمعتصمين مكنوش بيقاوموا الا في الصفوف الاولى فقط ''.

تفتيش ذاتي وإغلاق للشوارع

'' منذ بداية الاعتصام في رابعة كنا متواجدين لتأمين فرع الشركة، لان خيام المعتصمين كانت تملئ الشوارع المحيطة بالمسجد كلها وكان المرور من ناحية الاعتصام صعب ولابد من أن يعترض أحدهم طريقي ويقوم بتفتيشي ذاتيا''، هكذا قال حسين صدقي، مسئول أمن فرع شركة السويدي بأحد الشوارع الجانبية بمحيط رابعة.

ووفقا لرواية صدقي، قال أنه كان يرى الاسلحة بحوزة بعض المعتصمين، وأنه استطاع رؤية ذلك بنفسه أثناء توريد السلاح للمعتصمين من خلال سيارات، ويتم تخزينه بداخل أحد العقارات تحت الإنشاء، وهو الذي استخدموه في مواجهتهم مع الشرطة وقت الفض.

أشار إلى أن جميع قيادات الإخوان كانت متواجدة بالاعتصام، وأن المرشد محمد بديع كان يختبئ في عقار84 وكان يتخفى بالنقاب في وقت خروجه لإلقاء كلمة على المنصة، لافتا إلى ان اعداد المعتصمين كانت تقارب الـ40 الف تقريبا وكانوا في تزايد مستمر.

وعن ساعة الفض.. قال أن الشرطة وجهت لهم الدعوة في البداية للخروج من خلال ممرات آمنة ولكنهم لم يستجيبوا لهذه النداءات، مشيرا إلى وجود قناصة تابعة للمعتصمين فى العقار الذي يقع خلف المسجد.

وعلى الرغم من أن اعتصام رابعة كان يعادل اضعاف اعتصام النهضة إلا أن أحداثه كانت تختلف قليلا عن رابعة، وهو ما أكده لنا أهالي منطقة بين الثرايات

سلمي في بدايته مُسلح في نهايته

يبدأ أحد أصحاب المكتبات المتواجدة بمنطقة بين الثرايات حديثه، بأن المعتصمين كانوا ينظمون المسيرات بشكل مستمر بشوارع المنطقة ويتجولون بمحيط الجامعة وميدان النهضة.

أضاف، كنا نظن أن الاعتصام سلمي بدون اسلحة إلى أن وقعت اشتباكات بينهم وبين مجموعة من شباب المنطقة، وظهرت معهم أسلحة آلي التي استخدموها لمواجهة هؤلاء الشباب الذين كان يحملون السلاح ايضا

تابع، ''أعدادهم كانت كبيرة وقت الاشتباك وكانوا يتبادلون الضرب بينهم وبين بعض، حتى هرب الشباب الذين كانوا يواجهونهم، وحاول اهالى المنطقة اقناعهم بأنهم في مواجهة مع الاهالي الان، إلا انهم كانوا مستمرين في الضرب''.

وأكد، تم تحطيم أجزاء من المكتبة وتم تصويرهم من خلال كاميرات خاصة بالمكتبة، مشيرا إلى أنهم كانوا يقومون بتأمين الاعتصام من خلال وضع الحواجز الرملية والحديدة كل خمسة متر، وأن جميع المداخل كانت مغلقة''.

''الخبط على الأعمدة'' .. إنذار خطر

في حين قال أحد  أهالى بين الثرايات، أنه لم يرى أي تعذيب مثلما كان يتم ترديده، مؤكدا استخدامهم الاسلحة الآلي في اشتباكاتهم مع الاهالي بالمنطقة.


أضاف أنهم عندما كانوا يشعرون بالخطر أو أى هجوم عليهم كانوا يطرقون على أعمدة الإضاءة كإشارة أو إنذار للتنبيه.

سيارات لتوصيل الوجبات.. ومبادئ مزدوجة

''ماصدقنا انهم مشيوا وكانوا موقفين لنا الحال لمدة 40 يوم وتسببوا في مشاكل بين اهالي بين الثرايات والجيزة''، قالها أحد ساكني المنطقة، مؤكدا أنه لم يرى اي تعذيب ولكن كان بحوزتهم الاسلحة..

تابع، '' كانوا محتلين جنينة الأورمان وكان هناك سيارات مخصصة لتوصيل الطعام والوجبات والمشروبات لاعتصامهم، وكانوا يقومون بالتفتيش على من يريد العبور ذاتيا حتى وإن كان يحمل الطعام.

واستنكر أنهم كانوا يقولون أن صوت المرأة عورة في حين كانوا يسمحون لها بالنوم على الرصيف والخيم في الشارع، مشيرا إلى أنه تم بناء  سواتر رملية من ناحية بين الثرايات والجامعة، وكان عدد خيمهم ما يقرب من 7000 خيمة.

بائع عرقسوس عايشهم اعتصامهم

''حكومتنا مفترية ''... بدأ بها أحد باعة العرقسوس حديثه والذي عايش المعتصمين وقت اعتصامهم، حيث كان يعتبر مصدر رزق بالنسبة له.

أضاف'' أنا كنت موجود وسط الاعتصام ومشوفتش اسلحة والمعتصمين اضربوا واتبهدلوا واول حد مات كان منهم ،وتم احراق عدد من الجثث''.

أشار إلى أنه لم يتمكن أحد من دخول الميدان عقب انتهاء الفض لمدة شهر وهو ما تسبب في تعطيل عمله.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: